الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في الحب، والسعادة..

أنطوني ولسن - أستراليا

2017 / 2 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



الحب:
الحب هو البساط السحري، الذي يطير بك الى أعلى الجبال، ويهبط بك إلى الوديان، ولن تشعر إلا بالحنان. وهو أي الحب، أكسير الحياة، الذي يعطيها الدفعة والقوة؛ لتواجه صعابها ونكباتها!
الحب هو الدواء لكل داء ينخر في نفس الإنسان، ويجعله يحقد ويحسد ويكره ويقتل ويدمر ويغار ويحتار!
إذا كنت تحب إنساناً، تجد قلبك خالياً من الحقد والحسد والبغض وكل الآفات الإنسانية الفتاكة!
من يحب يشعر أنه قريب من الله؛ لأن الله محبة. وهوقريب جداً من الإنسان؛ لأن الإنسان أحبّ المخلوقات وأقربها إليه!
الحب الحقيقي، هو الحب المعطي.. يعطي بلا معايرة.. وإذا أعطي الإنسان إلى المحتاج من قلبه، دون أن يعايره، يردّ إليه قلب المحتاج، حباً قوياً مملوءاً بالوفاء، والأخلاص، والتضحية!
عندما احب الله هذا المخلوق الضعيف، الذي خلقه وهو الإنسان، ضحى بنفسه آخذاً شكل إنسان، معلقاً فوق صليب العار، سافكاً دمه الزكي، مخلصاً إياه من موت محقق هو اجرة الخطية. "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"!

الحب هو أسمى الصفات، التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فيقوم بأعظم المعجزات التي لا يستطيع القيام بها بأعماله، أو أيمانه. هكذا تقول الآيات في الرسالة الأولى الى أهل كورونثوس الأصحاح ،13 والتي نقرأ منها:
أن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطنْ أو صنجاً يرنْ. وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان لي كل الإيمان حتى انقل الجبال ولكن ليس محبة فلست شيئاً. وان أطعمت كل أموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً.المحبة تتانَى وترفق.المحبة لا تحسد،،المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تطلب ما ليس لتفسها ولا تحتد ولا تظن السوء..."!
وفي أخر الأصحاح، نقرأ: أما الأن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة!



السعادة:
يبحث الناس عن السعادة. يظن بعضهم انها في المال، ويظن أخرون أنها في البنين. وتظن مجموعة من البشر أنها، أي السعادة، في السلطة والجاه.. بل قد يظن الشواذ من البشر، أنها في التعنت والصلف، واستعباد الناس واذلالهم فيجدون في هذا العمل سعادة لنفوسهم السقيمة المريضة.. ويظل يبحث الإنسان عن السعادة، ولا يجدها!
يا ترى ما السبب في اختفاء السعادة وبٌعدها عن الناس؟!
على ما أظن وأعتقد، وهذا مجرد اجتهاد مني، يبحث الإنسان عن السعادة بين الأشياء الزائلة الفانية المادية. ولا يبحث عنها بين الأشياء الخالدة الأزلية الروحية! السعادة ليست في ما حولنا، بل هي كما أعتقد أيضاً أنها موجودة بداخلنا، أي أنها قريبة جداً من كل واحد فينا!
كيف يكون هذا، والإنسان يلهث ويجري ويموت، دون الحصول على السعادة التي بداخله؟!
السبب بسيط: أنه لم يفكر أبداً في ما يمتلك هو، وليس في ما يمتلك غيره.. لو فكرالإنسان في ما انعم الله عليه به؛ لشعر بالسعادة. لكنه يقلل من شأن عطايا الله له، ويجد في العطايا التي يعطيها الله للآخرين سعادته!
يتعذب الإنسان، ولا يستطيع الإستمتاع بما بين يديه. وقد صدق قدماؤنا عندما قالوا: "القناعة كنز لا يفنى".. ونرى في حادثة الغني الذي ذهب للرب يسوع، وسأله في انجيل مرقس الإصحاح العاشر 17-22: "وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟. فقال له يسوع، لماذا تدعوني صالحاً.. ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تسلب، أكرم أباك وأمك.. فأجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حدتثتي. فنظر اليه يسوع وقال له: يعوزك شيء واحد، اذهب بع كَلَ ما لك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب؛ فاغتمً على القول ومضى حزيناً لأنه ذا أموال كثيرة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج