الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يملك محمد السادس شجاعة أبيه في الاعتراف بالدولة الصحراوية المستقلة...؟

السالك مفتاح

2017 / 2 / 4
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


هل يملك محمد السادس شجاعة أبيه، في طي نزاع الصحراء الغربية على غرار ما فعل الحسن الثاني في إنهاء مطامع المغرب التي رفعتها الرباط في موريتانيا في عهد محمد الخامس؟ بمعنى اخر هل يكفر الابن عن الأب ...؟
جلوس ملك المغرب محمد السادس مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ممثلة في الامين العام لجبهة البوليساريو ووفد رفيع المستوى في اكبر محفل افريقي بحضور رؤساء الدول والحكومات وضيوف القارة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والصين وغيرها،يشكل اعترافا ضمنيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وبسادة شعبها على كامل ربوع الصحراء الغربية في اعقاب قبول عضوية المغرب بعد استفاء كافة الشروط المتضمنة في توقيع ميثاق تأسيس الاتحاد الافريقي في مقدمتها الاعتراف بحدود الدول الاعضاء وسيادتها بما فيها الجمهورية الصحراوية، في نظر المراقبين الذين حضروا تلك القمة التاريخية.

ذلك الجلوس يذكرنا بمصافحة تاريخية بين ملك المغرب الحسن الثاني والرئيس الموريتاني ولد داداه على هامش قمة الرباط للجامعة العربية، والتي افضت الى "المصالحة" بين الرباط ونواقشوط بعد سنوات من الجفا جراء المطالب التوسعية المغربية في موريتانيا.

حضور ملك المغرب شخصيا لقمة الاتحاد الافريقي وامامه من بين الرؤساء الرئيس ابراهيم غالي وعلم الجمهورية الصحراوية عن يمينه، هل سيكون فاتحة عهد جديد في علاقات المغرب وتصرفاته بالنسبة للقضية الصحراوية ويضع القطيعة مع سياسة "الكر والفر".

تلك السياسة التي كانت بدايتها سنة 1997 عندما اشرف مبعوث الامم المتحدة جيمس بيكر على اول مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمملكة والمغربية والتي توجت باتفاقيات هيوستن.
منذيئد باشرت الرباط علاقات دبلوماسية جديدة مع دول العالم خاصة تلك التي تعترف بالدولة الصحراوية،مبنية على نهج التفتح بدل القطيعة والكرسي الشاغر،لكنها تحاشت الجلوس معها في محفل دول على غرار الاتحاد الافريقي الذي تحول في السنوات الاخيرة الى مخاطب قوي وفاعل بالنسبة للتجمعات الاقليمية والدولية.

هنا يطرح السؤال ماذا يمكن ان يضيف هذه المرة محمد السادس على ذلك النهج بعد جلوسه جنبا الى جنب مع الجمهورية الصحراوية في اكبر المحافل الافريقية؟ هل سينفتح على علاقات "تعايش" مع الدولة الصحراوية برموزها وشخوصها.. هل سنشاهد خطوات ملموسة ام ستعود حليمة لعادتها القديمة في التنكر والتنصل والمراوغة،وهل ستحضر الجمهورية الصحراوية في الاجتماعات التي قد يحتضنها المغرب لاحقا ...؟

الحدث الجديد في سياقه الدولي، يطرح سؤالا عريضا هل اقتنع نظام الرباط بعد محاصرته وعزلته الدولية والافريقية، انه "مجبر" على التماهي مع حتمية التاريخ الصحراء غربية في ظل عدم اعتراف اية دولة او منظمة بمزاعمه التوسعية،بل عليه توجيد رايه لقبول دولة بجانبه كما قال الحسن الثاني ذات مرة انه في حالة تصويت الصحراويين على خيار الاستقلال سيكون اول من يفتح سفارة في العاصمة العيون...؟

فهل ادرك نظام الرباط عقم سلوكه المنافي لمجرى التاريخ، خاصة وانه جرب كل المحاولات بدءا من محاولة تجميد عضوية الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الافريقي بعدما عجز عن اقصائها او طردها من منظمة الوحدة الافريقية،وقبل ذلك عجزه عن الحسم العسكري بعد 16 سنة من حرب شرسة...؟

هناك استفهام اخر يطرحه موقف الرباط من المصادقة والتصديق على ميثاق الاتحاد الافريقي،ليس فقط انه حاول استباق القمة بل انه لم يسجل اي تحفظ على اية مادة من ميثاق التأسيس...؟

فهل ذلك مباركة عن "حسن نية" ام انه موقف تكتيكي يخفي نوايا الرباط غير السوية ليس فقط انه لازال يعتمد في دستوره، خريطة سياسية "مطاطية ومبهمة" في حدودها ومقاصدها...بل اكثر من هذا ان نظام الرباط جبل على "التملص" من الالتزمات والعهود على غرار الالتفاف على مخطط التسوية واتفاقيات هيوستن وتنظيم الاستفتاء وانتهاءا بطرد المكون المدني والسياسي من بعثة المينورسو العاملة بالصحراء الغربية منذ 25 سنة في افق تنظيم الاستفتاء المصادر برفض النظام المغربي لمعرفته المسبقة باختيار الصحراويين المفضل في الاستقلال ......؟

وأخيرا هل سينفتح ملك المغرب على مفاوضات "جادة" مع جبهة البوليساريو على غرار المفاوضات التي قادت جنوب السودان الى الاستقلال عن الخرطوم ،خاصة وانه زار جوبا مباشرة بعد اديس ابابا وتوقف عند قبر الزعيم التاريخي في ذلك البلد، جون غرانغ ، والذي اعترف مباشرة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،بعد اعلان نتائج الاستفتاء 2011...؟

ام ستعود حليمة لعادتها القديمة على شاكلة ما عهدناه في السابق من قبول الاستفتاء لتقرير المصير في قمة نيروبي 1981، ثم التنصل منه بانه "تأكيدي" فقط وغير ذلك من ديدن المخزن في التطاول وربح الوقت ... ويبقى هكذا على سياسته المعهودة كل خطوة في الاتجاه الصحيح تقابلها خطوتان الى الوراء ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا