الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامعين الصوت .....

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2017 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع المتخلف والمزري يضج بفضيحة فشل وعجز المنظومة والعقل السياسي/الثقافي العراقي والعربي ، ويندر أن نجد من ينبه لهذا الواقع ويدرك أبعاده ونتائجه الآنية والمستقبلية ، وحتى إن وجد هذا التنبيه ، فهو يظل في كل الأحوال هامشي وضعيف ومحدود التأثير لأسباب عديدة ، فتبقى المنظومة والعقل ومعه الشارع يراوح في وحول التخلف ، وما أن يخرج من كارثة حتى (يفاجأ) بأخرى !

قد لا يقبل البعض هذا الرأي ويعترض ويرى في هذه الكلمات إجحاف بحق من يشير للواقع المزري . والجواب هو : هذه الإشارات ينقصها بُعد النظر ووضوح الرؤية وشموليتها ، وكذلك المزاجية أو الانتقائية والازدواجية في المعايير ، فترى المشكلة محدودة بالمكان والزمان وبطرف (خندق) محدد لا غير ، فتدين هنا ، إلا أنها تسكت عنه أو تعيد إنتاجه – بوعي أو بدونه – هناك ، في موقف ومكان وزمان و(خندق) آخر !

ولذا فلا غرابة في هذا الضعف والتخلف والفوضى التي تضرب أطنابها في العراق وبلاد العرب من المحيط للخليج ، بنسب متفاوتة . ورغم أن الغالبية تعيد التذكير والبكاء على أطلال (الأندلس) ، وبأطماع الأعداء من زمن حصرم باشا ، وتحذر من سياسة (فرّق تسد) ، إلاّ أن الاختلاف سائد ، حتى في البيت أو (الخندق) الواحد ، في كل شيء مهما كان بسيطا ومتواضعا ! ويكفي السائل عن مثال ودليل على ما ندّعي أن يتلفت حوله بعقل منفتح وضمير حر ليشاهد ويلمس الدليل في كل لحظة .

ولكن مهلا ، صحيح أن الاختلاف ربما يكون دليل صحة وعافية ونباهة ووعي ، على المستوى الفردي والجمعي ، ونزيد لمن يشاء الحديث الذي ينسب للنبي محمد (ص) : اختلاف أمتي رحمة ، ولكن أي اختلاف ؟ وكيف ؟ وإلى أي حد ؟ ووفق أي أسس ومبادئ ؟

نعم الرأي الواحد مرفوض تماما ، ولا يوجد فرد أو جهة يملك الحقيقة المطلقة ، والاختلاف سمة الحياة ، ولكنه مقبول إلى حدود معينة ، ولا يتجاوز المعايير والمصالح العامة ، أو ما يسمى (الثوابت الوطنية ... والقواسم المشتركة) والأطر ، التي تحددها الدساتير والقوانين .

وهنا تكمن العلّة ! فهل لدينا معايير ثقافية ، ومصالح وثوابت وطنية ، وقواسم مشتركة ، ودساتير وقوانين وأنظمة داخلية نافذة ومحترمة ، أم تسود في بلادنا منذ قرون ، ولا تزال ، ثقافة وكيانات (كلمن ايدو الو) .... مهدت الطريق وباركت لمسيرة قطيع خلف الرمز و(القامة الثقافية/الدينية) ، ولينعم بظل الله في الأرض مولانا السلطان ... فارس الأمة ... وتاج الرأس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاختلاف
رفيق التلمساني ( 2017 / 2 / 5 - 20:30 )
نقرأ (صحيح أن الاختلاف ربما يكون دليل صحة وعافية ونباهة ووعي، على المستوى الفردي والجمعي، ونزيد لمن يشاء الحديث الذي ينسب للنبي محمد (ص): اختلاف أمتي رحمة، ولكن أي اختلاف؟ وكيف؟ وإلى أي حد؟ ووفق أي أسس ومبادئ؟ )
فلماذا (ربما) التشكيكية حول جدوى الاختلاف؟ وحبذا لو كان حديث (اختلاف أمتي رحمة) صحيحا؟ لكنه، للأسف (موضوع ومكذوب) وهو ما يسر رجال الدين.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=7158
وهو ما لم ينعكس في حياة المسلمين السياسية والدينية ماضيا وحاضرا. بل رفض الاختلاف هو العملة السائدة، حسب آية (من يبتغِ غيرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وحديث (جزيرة العرب لا يجتمع فيها دينان). وحديث (يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار)...
الأكثر ضررا لجدوى الاختلاف هو هذه التساؤلات (أي اختلاف؟ وكيف؟ وإلى أي حد؟ ووفق أي أسس ومبادئ؟)
لأن الإجابة عنها لا تعني سوى مزيد من التضييق على الحريات التي لا تترعرع إلا في بيئة تقبل بالاختلاف كفسلفة حياة. المشكل ليس في الاختلاف بل في نفي المختلف وتكفيره وتخوينه.
تحياتي


2 - الأخ رفيق التلمساني
محمد ناجي ( 2017 / 2 / 6 - 00:11 )

شكرا لمرورك وتعليقك .
1- من الواضح أن سياق الفقرة كلها ومنها الـ(ربما) هي باسلوب سجال ، وليست للتشكيك بجدوى الاختلاف ، بل على العكس تجنبا للتشكيك ، ويظهر أني لم أنجح !
2- تأكيدا لما ذكرت أعلاه كتبت ( ... ونزيد لمن يشاء الحديث الذي ((((ينسب)))) للنبي محمد (ص) ...)
3- يظهر واضحا أخي المحترم أنك توقفت عند هذه الفقرة وفسرتها كما تشاء ، بحيث فانك ما كتب قبلها وبعدها .
لك أطيب تحية

اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟