الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحتاج الى العمل الثوري لقلب الاوضاع!

عادل احمد

2017 / 2 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما من مصائب سياسية وقعت على شعب ما في التأريخ الحديث بقدر ما وقع على الشعب العراقي. وهذه المصائب السياسية قد خلفت معها كوارث ومآسي انسانية لا تقدر وادت الى ترسيم ملامح وحياة الملايين في العقود المنصرمة. وان حياة ملايين من العراقيين من الاجيال المتعاقبة عانت ولاتزال تعاني من جراء هذه المصائب. والذي يقف وراء هذه المصائب دائما هم الطبقة الغنية والبرجوازية العراقية في المقام الاول طوال حقية التأريخ الحديث المنصرم. بدأ من الحروب والاقتتال الداخلي والحروب الاقليمية والعالمية وفرض الحصار الاقتصادي والاحتلال والاقتتال الداخلي من جديد وبزوغ الطائفية والمد الرجعي.. كل هذا كان بسبب صراع الطبقة البرجوازية العراقية وسياساتها.
ان حرب الثمان سنوات بين العراق وايران كانت بسبب التيار البرجوازي القومي العربي بقيادة حزب البعث والتي راح ضحيتها الملايين بين قتيل وجريح من كلا الطرفين، وصرفت مليارات الدولارات لخدمة هذه الحرب القذرة. وجاء بعدها احتلال الكويت والذي اعطى حجة للامبريالية الامريكية بأن تتدخل من اجل انشاء نظام عالمي جديد بقيادتها والتي وصل عدد ضحياها لعشرات اللاف من الجنود وفرض الحصار الاقتصادي لمدة ثلاثة عشر سنة من اجل تجويع الفقراء وموت الملايين منهم جوعا ومرضا، والتي ساندها جميع تيارات المعارضة البرجوازية الكردية والعربية من قومييها الى اسلامييها، وادت الى كسر الارادة الانسانية للجماهير في العراق، ومن ثم جاء الاحتلال الامريكي للعراق والذي دمرت الحضارة وكل القيم الانسانية وأحيا السياسة الطائفية والدينية، بمساندة ايضا من كل تيارات البرجوازية العراقية في العراق وكردستان. وتحول العراق الى ساحة قتال بين الطوائف والقوميات مع بعضهما البعض من اجل السيطرة والسلطة. ان جميع تيارات الطبقة البرجوازية العراقية واحزابها السياسية وحركاتها الاجتماعية ملوثة اياديها بدماء العراقيين ومتهمة بتجويعهم وسبب مأساتهم. ان كل الطبقة البرجوازية العراقية بلا استثناء متهمة بخلق هذه الاوضاع المأساوية. وفوق كل هذا انتشر الارهاب الاسلامي في العراق وتغذى من الطائفية وسحق كل نبتة انسانية وزرع الرعب والخوف في قلوب الملايين من الشعب العراقي. وبعد كل هذا يأتي ترامب كرئيس لامريكا ويمنع العراقيين من السفر اليها بأعتبارهم يجلبون الأرهاب كمكافئة لسياساتهم العملية وتضليل الشعب العراقي بالسياسات الامريكية في العراق. ان حتى الهروب من هذا الجحيم في ما يسمى بالعراق يعتبر ارهابا بنظر الساسة الامريكيين الجدد في البيت الابيض. كل هذا حصل لان البرجوازية العراقية بكل تلاوينها العربية والكردية القومية والاسلامية طبلت للسياسات الامريكية، خلال فترة العقود المنصرمة من اجل موطئ قدم لها في السياسة الامريكية في العراق.
ان سياسات البرجوازية العراقية واحزابها من الداعشيين والصدريين والمالكيين والبرزانيين والطالبانيين والعباديين، كلها تقف بالضد من حقوق الجماهير في العراق وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة. كل السياسات لهذه الاحزاب خدمت وتخدم سياسات امريكا والغرب، السياسات غير الانسانية في العراق لتعمق معانات الابرياء بأستمرار ما دام حركة الطبقة العاملة متوقفة. ان كل هذه الاحزاب والتيارات جعلت من امريكا كمنقذ الشعب العراقي من الديكتاتورية وراعية الديمقراطية في العراق، ورأينا بأعيننا كيف اصبحت الاوضاع في ظل سياسات امريكا التي حولت العراق جحيما وتهرب الملايين منه، ومن ثم يتم تسميتهم بالارهابيين!!.
مامن طريق امام الجماهير في العراق الا الوقوف مع الطبقة العاملة العراقية وراديكاليتها الثورية، مامن خروج من كل هذه المأساة الا بتطبيق سياسات ثورية وانسانية، تعتمد على الارادة الجماهيرية وأستقلال صفها الطبقي عن كل تلاوين البرجوازية العراقية الكردية والعربية والاسلامية والقومية. وان هذه الارادة لجماهير العمال ان خرجت الى الساحة سوف تقلب الاوضاع رأسا على عقب وتكنس كل السياسات الغير انسانية لامريكا واحزابها الذيلية. علينا ان نبدأ من الاسفل لتغيير الاوضاع، علينا ان نبدأ في تجماعاتنا لاسترجاع ارادتنا المستقلة لتغير محيطنا، وعلينا ان نفصل امنايتنا وافاقنا عن كل صنوف الطبقة البرجوازية عن طريق تجمعاتنا المنفصلة ونشر وعينا الطبقي والعمالي لفضح سياسات كل الطبقة البرجوازية. علينا ان ندرس الماضي وعلينا ان نصحح اخطائنا في السير وراء الاحزاب البرحوازية، وعلينا ان نفصل حيتنا ومعيشتنا بخروجنا من مليشياتهم المسلحة ورفض أجورهم عن طريق انتماتنا لاحزابهم، وان ننظم انفسنا في منظمات جماهيرية مستقلة ، وان نستغل فسادهم وسرقتهم للاموال العامة من اجل جمع عدد اكبر ممكن لتظاهراتنا المستقلة، ومحاولة فرض الرقابة الشعبية على جميع الاموال العامة وتوزيعها، ومحاولة اعتقال الفاسدين ومحاكمتهم بطريقة ثورية وامام الجماهير، بكهذا طريق نتمكن من اسقاط رؤسهم في السلطة واجبارهم على الخضوع للسلطة الجماهير. وان كل هذا يتم عن طريق الحضور الثوري والميداني للطبقة العاملة الثورية. وان الحضور الثوري للحركة العمالية هي مهمة الاشتراكيين. علينا ان نبدأ بتكوين هذا النواة الثوري وهذا من ألح واجباتنا ومن اهم وظائفنا في الوقت الحاضر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج