الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرقوا غزالنا والفلافل كمان

عطا مناع

2017 / 2 / 5
القضية الفلسطينية


سرقوا غزالنا والفلافل كمان

بقلم : عطا مناع

لقد سرقوا غزالنا، نوبات من الصياح والعويل تنتاب شريحة من المثقفين الفلسطينيين احتجاجاً على وضع دولة الاحتلال الاسرائيلي صورة غزال الجبل الفلسطيني على العملة الاسرائيلية من فئة المائة شيقل.

شخصياً احاول اقناع نفسي بالانضمام لجمهور المحتجين من المثقفين الذين لا تفوتهم لا شارده ولا وارده، لكنني بعد تدقيق غير معمق وجدت انهم سرقوا برغبتنا ومساعدتنا ماضينا وحاضرنا وادعوا الله ان يسلم مستقبلنا من عبثنا.

امام العقم الذي نعيش تجتاح الواحد منا هستيريا الضحك والبكاء في آن، وأنت لا تعرف على ماذا تضحك او تبكي، هل تبكي على نفسك ام من نفسك ؟؟؟ تحاول ان تندمج في اللعبة فتصفعك الحقيقة المره وتعيدك للمربع الاول حيث سرقة كل ما هو لك او كان لك.

ان تتلقى الصفعه يعني ان تعرف انهم سرقوا منك حتى احلامك والتراث وعبق الاجداد، نعم لقد سرقوا غزال جبلنا ومن قبل الشيقل الكنعاني والثوب الفلسطيني والفلافل والحمص والأسماء، هذا ليس بجديد علينا نحن الخانعون.

ما يزعجني من بعض المحتجين المنغمسين في الانجزة والتطبيع حتى الرقبة انهم لا يهتموا بغزال الجبل ولا ما يحزنون، فحادثة الغزال مجرد فرصه عند البعض القليل لفتح باب جديد من التمويل الاسود تحت حجة الاهتمام بالثروة الطبيعيه الفلسطينيه.

ما يزعجني ان هذا البعض الذي راكم الثروات على حساب شعبنا المكلوم والذي يدرك انهم يسرقوه على عينك يا تاجر، والذي يزعجني اكثر بعد النظر الذي تميز به الشاعر العراقي مظفر النواب وكأنه يحذرنا قائلاً " من باع فلسطين غير الثوار الكتبه".

ان فلسطين بالنسبة لشعبنا كل لا يتجزأ، ولا اعتقد ان مدرسة التشائل التي تنادي بإنقاذ ما يمكن انقاذه تنطبق علينا، فغزال الجبل الفلسطيني جاء كنتيجة وسبب، هو نتيجة للاختراق الثقافي والروحي والأيدلوجي الذي حققته دولة الاحتلال، اختراق طالنا حتى العظم واستقطب انصاف المثقفين وأشباه الوطنيين ليلعبوا دور الطابور الخامس الذي ينشر ثقافة الاحباط والقهر والاستسلام" للأمر الواقع".

ما يزعجني اننا نقفز عن الحقائق الواضحة كالشمس، نلعب دور الضحية لاخفاء تفريطنا بالتاريخ والجغرافيا، وكيف لنا ان نتوقف امام السطو على غزال جبلنا الفلسطيني ونحن من اتقنا فن القفز عن حقوقنا المشروعه، لا تقولوا اننا لم نتنازل عن حق العوده، وأننا لم نفرط بفلسطين التاريخيه، هل تعتقدوا ان التفريط بفلسطين لا ينسحب على الغزال والعصفور والشنار وشقائق النعمان، انكار ذلك تجديف لا قيمة له.

لا تقولوا انهم لم يسرقوا مياهنا والحجارة التي تحكي تاريخنا، ولا تنكروا حقيقة انهم اخذوا من غالبيتنا الروح او كادوا، تلك حقائق صارخة تصفعنا والمفارقة ان البعض المتباكي يخرج علينا ليذكرنا بغزال الجبل والحسون وحبة الفلافل وما شئتم من تراث لنا بعضة سرقوا والبعض الاخر سربناه لهم بإرادتنا.

من هم تجار الاثار الذين يسربون اثارنا للتجار الإسرائيليين اليسوا فلسطينيين ومن الشخصيات المعتبره ؟؟؟ من الذي يتاجر بعقول اطفالنا بمسميات ما انزل الله بها من سلطان ؟؟؟ اليسوا فلسطينيين؟؟؟ من الذي يستغل فقر الفقراء والحاجة لشعبنا ويمرر عليهم سياسات ذبحت غزال الجبل من الوريد الى ألوريد اليسوا فلسطينيين ؟؟؟؟ انهم ايها الساده الطابور الخامس المتمثل بجيش المطبعيين الذين تأسرلوا ثقافيا ويعيشون في اوساطنا.

نحب غزال الجبل الفلسطيني الذي يعتبر واحد من الايقونات المنتشرة في جبال وشعاب ارضنا المحتله، وادعوا لعدم الخوف لا على الغزال ولا على شقائق النعمان، فالأرض الفلسطينيه ليس بعاقر، فالحكاية الفلسطينيه تتجدد كلما اشرقت الشمس، صحيح اننا لا نركع احتراماً لشلال الدم المتدفق ، إلا ان هذا الدم حتماً سيفرض نفسه وستكون الكلمة الاخيرة له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو