الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابوس ما بعد الأصيل !

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2017 / 2 / 8
الادب والفن



تناولت غدائي في وقت متأخر كالعادة عند الأصيل . وقاومت رغبتي في الذهاب إلى محاضرة تهمني في رابطة الكتاب كونها تتحدث عن علاقة المسيحية والإسلام باليهودية ، ونظرا لأنني كتبت كتابا في عشرة أجزاء عن التوراة ، قراءة ونقدا وتعليقا ، بحيث تطرقت إلى الكثير من الخلافات والإختلافات ، حتى في محاولة ابراهيم تقديم ابنه اسماعيل ابن هاجر أضحية للرب ،كما عند المسلمين! فيما قدم اليهود اسحق ابن سارة ! الأول قدم في مكة والثاني قدم في فلسطين، حسب التوراة التي لا تذكر إطلاقا أن هاجر ذهبت إلى مكة بل إلى بئر سبع! لذلك رأيت أن المحاضرة قد لا تضيف إلى معلوماتي ما هو مهم ، فاستسلمت إلى قيلولة بعيد الأًصيل ، واستلقيت في السرير لأنال قسطا من الراحة أجدد فيها نشاطي . غفوت قليلا لأستيقظ على كابوس فظيع وجدت نفسي فيه معلقا في جرف صخري لا مجال للخروج منه :
أنهيت سهرتي مع مجموعة من الأصدقاء في مأدبا في الأردن . وعدت إلى بيت أهلي في برية القدس – دون أن أعرف كيف عدت- لأجد أنهم قد رحلوا وغادروا بيتهم الذي كان عبارة عن كهف . رحت أبحث عن مكان ترحالهم دون جدوى ، ولم أعرف كيف وجدت نفسي عالقا في جرف صخري ، أسفلي هاوية سحيقة وخلفي سلسلة صخرية لا أعرف كيف اجتزتها لأصل إلى موضع قدمي الذي أقف عليه . وقبل أن أفكر في الخروج من الوضع الذي أنا فيه ، رحت أفكر أين سأمضي باقي ليلتي .لم يخطرلي إلا بيت الأصدقاء الذين كنت عندهم في مأدبا ! وبيت الفنان مصطفى الحلاج في دمشق ! وأدركت أن بيت مصطفى هو الأقرب إلي ، وأن الجرف الذي أقف عليه قريب جدا من بيته ، فما أن أخرج منه حتى أجد نفسي في الشارع الموصل إلى بيته الذي أعرفه جيدا ! تلفت يمنة ويسرة لأعثر على الطريق الذي سلكته لأصل إلى الجرف ، فلم أعثر إلا على صخور تتراكم فوق بعضها .. حاولت التشبث بنتوء صخري للصعود من الجرف وتسلق الصخورإلى أعلى السلسلة ، انهار نتوء صغير تحت قدمي اليمنى ، وبقيت قدمي اليسرى ثابته في كوة صغيرة بينما تتشبث يداي بالنتوء العلوي . لم أعثر على مكان أستطيع أن أثبت قدمي اليمنى عليه ، وبقيت معلقا بقدم واحدة ويدين تتشبثان بالنتوء العلوي ! أحسست أنها نهايتي فدب الهلع في نفسي لأستيقظ من قيلولتي المرعبة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه