الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قج قاج داعش لماذا تأخر؟

ليث الجادر

2017 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من التطور العظيم والمتميز الذي حل بأدوات الحرب العسكريه والذي من المفترض انه قد استهلك الشروط الميدانيه القديمه لها وجعلها تقفز فوق اشتراطات الطبوغرافيا ,الا ان هذا وتحديدا في ظل الواقع الشرق اوسطي يبدوا مقتصرا على الجانب النظري والامكانيات العقليه التصوريه له , فالحرب وكل العمليات العسكريه ومهما كان الهدف حيويا وخطيرا فيها ظلت في منطقتنا اسيره الارض وعقدها الستراتيجيه المهمه ولم يخترق هذا الشرط الا مره واحده في حرب احتلال العراق وكانت القوات الامريكيه تندفع فيها بما سمي حينها بالحركه الافعوانيه والتي تم من خلالها تجاوز العقد الستراتيجيه وتحديد الهدف النهائي الوحيد والمباشر وهي العاصمه بغداد ,اذن يحق لنا وبهذا الاستذكار ان نضع ثلاث علامات استفهام عن سبب ودوافع تعطيل الامكانيات المتطوره لاله الحرب في في عموم ميدان حرب الشرق الاوسط , ولنا الحق ان نصور كل تلك العمليات وبتفاصيلها المهنيه القتاليه على انها مشموله ايضا بالمسرحه ,نعم انها لكذالك ولكن قدرنا ان نتعامل مع واقعنا بهذا الشكل ولاخيار لنا في ادراك حقيقه ما ينتاب واقعنا الا ضمن هذا الجنون الوجودي الممسرح ..وفي يومنا هذا نشهد وقائع فصل قتالي ممسرخ وتقريبا معلن عنه ولو بصوره غير مباشره وهو المشهد الذي تمتد منصته ما بين حلب- دير الزور- الموصل ,حيث واحد من تحركاتها يدلل فيه على اختفاء نشاط العمل خلف جبهات القتال وتتلاش تماما الكمائن اللوجستيه وتنحول فيها الطائرات المطارده ويصيب العمى المؤقت اجهزه التصنت والحرب الالكترونيه ..ليبقى تناقل داعش وتحركاته المفاجئه ونشاطه التمويلي ومناوراته التكتيكيه في منأي عن السيطره !! وقبلنا بهذا السيناريو ورغم عن عقولنا قنعنا بمواصله الامل والترقب لنهايه ما رسمت لداعش ...لكن المتابع العتيق لمثل هذه السينوريهات وطبعا في حال تقبله واقع الامر فانه لايجد أي مبرر لان يتفائل وبنفس مقياس الجرعه التي اجبر الجميع لان يتعاطونها بتفائلهم وانتظاراتهم لما تحقق في الموصل ..ففي الوهله الاولى ومع المضض في قبول تفسيرات العسكريين والسياسيين لتفاصيل معركه الموصل سنجد ان القوات المحرره صارت تقضم الارض مترا مترا وتواصل زحفها الظافر نحو الهدف ..لكنه ما ان يجول ببصره ويقع بناظريه على تلعفر وبنفس درجه القياس الممسرحه لاتزيد بوصه واحده ولاتنقص ..سيصيبه الاحباط وسيدرك ان ما تحقق في الضفه اليسرى لايعادل ولايمثل اي قيمه تترجى ..انها صفر على صفر ..بل ان الضفتين المصلاويتين بلا تلعفر ماهما الا متاهتين لكل من يدخلهما وهو اما يبقى يدور فيهما واما ان يهلك ويحاصر ويطرد والامر هذا لايحدث بطريقه قسريه او ضمن مفاجئه غير محسوبه ,,بل ان السياق الطبيعي لاداره المعركه والذي يجري بطريقه عتيقه قد جعل تلعفر عقده ستراتيجيه تحوي ذات القيمه التي كانت تحوزها ايام انتفاضتها على الانكليز في4 حزيران من عام 1920 وهذا يعني وفيما يعنيه بان المدفع الانكليزي واللذي سماه العراقيون انذاك ب(طوب ابو خزامه ) يتساوى الان في تلعفر مع مدفع هاوتزر الامريكي ذو الرشقات الجحيميه ..تلعفر التي انهزم فيها الانكليز فقتل من عناصر جيشها من قتل وفر الاخرون هاربين ثم كرت قوات الامبراطوريه البريطانيه عليها وخلال ايام بارتال من المدرعات وقصف الطائرات..فصار ابناء تلعفر يسمون تلك المعركه بايام (قج قاج ) والتي تعني وصف الهروب والركض بالهزيمه ..لم تكن القياده البريطانيه على هذا الحرص ولاكانت ستندفع بتلك الامكانيات العسكريه لتحتل قضاء عادي ولكنها كانت تعرف بانها انما تقاتل من اجل وجودها في الموصل .. ووفق سياقات التعامل الان مع عمليه تحرير الموصل التي صبت في القالب الاداري العتيق فان تلعفر وكما قلنا تبقى قدم اخيل للموصل , بينما جرى التعامل الميداني معها بطريقه معكوسه ..فتلعفر صارت هدفا الى ما بعد تحرير الموصل ..تحولت من عقده ستراتيجيه في التحرك العسكري الى هدف ستراتيجي سياسي مؤجل ...هذه طامه كبرى ..ولعل الاتراك وبحكم انهم من اعضاء فريق المؤامره فانهم بادروا وكدور انيط لهم لذر الرماد في العيون العتيقه الابصار والتي توقعوا من انها ستبصر هذا التلاعب الغير نظيف حتى في قذاره التامر فهرولوا مبكرا للمعسكره على تخوم تلعفر ...ويا للمفارقه فان تلعفر كانت ميدان صراع دامي بين قوات الدوله العثمانيه وبين شاهنشاهيه الفرس ...ثم انها لاحقا وحين اندلاع انتفاضتها ضد الانكليز كان لهم اي الاتراك دورا مهما في قج قاج جنود التاج ...وكانوا حينها قد دخلوا في غيبوبه نشوه تلمسوا خلالها عودتهم الى الموصل ...والى ان يحين موعد قجقجت داعش من الموصل فان قدر القج قاج من الممكن ان يحل بالقوات التي تقاتلها ...اما ما أنجز في الموصل لحد الان فانه وباختصار عباره عن استراحه بين فصليين من مسرحيه سوداء ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف