الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستعدوا لمواجهة أمريكا يا عراقيون2

محمد ضياء عيسى العقابي

2017 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إستعدوا لمواجهة أمريكا يا عراقيون2

ترامب يواصل مشروع المحافظين الجدد:
أعتقد أن الكثير من القراء الكرام يظنون أن المقال يتعلق بمنع العراقيين من دخول الولايات المتحدة. هذا قرار في الحقيقة مهين جداً لكراماتنا نحن، العراقيين، لكنه لا يزن شيئاً أمام التحقير الأكبر يوم راح الأمريكيون، ومازالوا، يشيعون في العالم أن الحشد الشعبي هو ميليشيات شيعية خارجة على القانون وتقترف الإنتهاكات بحق الأبرياء السنة وتابعة لإيران أي إنهم تزعّموا ممارسي الإقصاء والتخوين الطغموي لأفضل أبناء العراق من جميع فسيفساءه الذين شكلوا الجدار الصلب لحماية الديمقراطية العراقية الوليدة ضد أعدائها المتنوعين، رغم نفاق الأمريكيين بالتظاهر محلياً بأنهم يشيدون بالحشد ويمتدحونه كما فعل قنصلهم في البصرة.
كما لا يزن ذلك التحقير شيئاً أمام ما ينتظر العراق من مصائب محتملة على يد ترامب إذا لن يكون الشعب العراقي وحكومته ومجلس نوابه متيقظين وعلى أهبة الإستعداد للمنازلة بأي مستوى يتطلبه الموقف بضمنه القتال. قد يكون قرار حظر الدخول الى أمريكا بحد ذاته جزءاً من خطة أوسع تبدأ بتركيع العراق بهذه الجزئية التحقيرية كفاتحة لمسلسل آلام كارثية اذا نجحت الخطوة الأولى لأن الخطة هي سياسية وليست أمنية إذ أن القضية الأمنية قد خُلقت لخدمة أهداف سياسية - إقتصادية. صرح الرئيس بوش في الأيام الأولى للإحتلال "جعلنا من العراق ساحتنا الأمامية لمواجهة الإرهابيين بدل توجههم الى أمريكا". وقال مسؤول أمريكي كبير للسيد (جوليان بورغر) مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية بتأريخ 29/1/2017 معقباً على قرار ترامب الأخيرة "إن القرار سياسي أكثر مما هو أمني".
ومما زاد في جهد التركيع هي زيادة حجم الإستهانة بالعراق والعرب حين أعلن ترامب عن عزمه على نقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة وتشجيع اليمين المتطرف الإسرائيلي على توسيع المستوطنات وقمع الشعب الفلسطيني؛ وأخيراً تغريدات ترامب بدعوى سيطرة إيران على العراق وإبتلاع أراض منه. ولا أعرف ما دخله في ذلك حتى لو إفترضنا صحة إدعاءاته.
للحق فإن تصريحات رئيس الوزراء الدكتور العبادي أشارت الى وعيه بما يدور في رأس ترامب من مخططات خطيرة، وأشارت أيضاً الى موقف صلب من جانب العبادي تجاه أي إحتمال. قال إن النفط العراقي هو ملك للشعب، كما قال إن العراق قوي وقادر على مواجهة الإرهاب وغيره من التحديات بمفرده. وهنا أعتقد أن العبادي أخذ بالإعتبار إستعداد غالبية العراقيين للمواجهة والتضحية في سبيل حقوقهم الوطنية، وأخذ بالإعتبار الدعم المتوقع الذي سيلقاه من إيران وروسيا والصين ودول البريكس عموماً. هذه إشارات بالغة الوضوح تردّ التحدي بتحدٍ مضاد لترامب ولمن يؤيدونه أينما كانوا سواءً في أمريكا أو المنطقة أو الداخل العراقي أي العملاء. بالفعل العراق الديمقراطي قوي بديمقراطيته وشعبه مهما بلغ التخريب ونتاجه الفساد والإفساد والألسن السفيهة الطويلة للعملاء والأدعياء والأغبياء.
تقهقر ترامب سنين طويلة الى الوراء. عاد الى الأيام الأولى لإحتلال العراق حيث كانت آمال أمريكا عريضة. أفصح عن تلك الآمال ذلك المسؤول الكبير في وزارة الخارجية أيام رئاسة جورج بوش الإبن إذ قال لهدى الحسيني، مديرة مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في واشنطن، ما يلي شارحاً أسباب غزو العراق: "أردنا عقد حلف نفطي عسكري مع العراقيين وكنا نأمل أن يسقط عرفات والأسد مباشرة ولكن ذلك لم يحصل".
أعتقد أن ذلك المسؤول حَكَمَهُ التكتيك كي لا يفصح عن كامل طموحات حكومة الرئيس بوش. لقد توقف عند الأمل الأول وهو سقوط عرفات والأسد ومباشرةً (أي من دون تدخل عسكري مسبوقٍ بخطة) ولم يذهب أبعد ليقول "ونطيح بالنظام الإيراني أو بالأقل ضرب منشآت إيران النووية" وذلك لحساسية الموقف ولكون ذلك جزءاً من أسرار خطة عسكرية.
إلتزم الرئيس أوباما بنفس أهداف مشروع المحافظين الجدد التي أصبحت من ثوابت السياسة الأمريكية ولكن لكل رئيس مقاربته التكتيكية الخاصة للتنفيذ. كانت مقاربة الرئيس أوباما ناعمة ترمي الى تحفيز الطبقة البرجوازية الليبرالية على الإنتفاض ضد النظام في إيران وكوبا.
اليوم يريد ترامب العودة الى ما هو أشد مرارة من مقاربة الرئيس بوش الذي إلتزم ببعض اللياقة والكياسة في الكلام رغم أنه لم يبتعد كثيراً في الجوهر عما يريده ترامب ولكن بحذر. أما ترامب فيريد أن "يخمط" كل شيء بضربة واحدة. عليه أن يتأمل ما سكت عنه المسؤول في وزارة الخارجية أيام بوش المشار اليه اعلاه وكما يلي:
حَكَمَ التكتيك ذلك المسؤول أيضاً فأحجم عن ذكر السبب لـ ".. ولكن ذلك لم يحصل". السبب، كما رأيتُه في حينه وأراه اليوم، هو وعي الشعب ودعمه لحكومة المالكي التي عارضت إفتعال أي حرب مع إيران لصالح أمريكا وإسرائيل لضرب المنشآت النووية، وعارضت المساهمة في تدمير الجيش والدولة السوريين وتصفية القضية الفلسطينية، ناهيكم عن أن يُستخدم النفط العراقي لتمويل هكذا مشاريع قذرة .
أنصح ترامب ألا يختبر صبر وأناة حيدر العبادي رفيق المالكي وأخيه فالشعب مازال متأهباً للنزال لحماية الديمقراطية الوليدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): للإطلاع على الجزء الأول من المقال، والإطلاع على (الطغموية والطغمويون) ترجى مراجعة الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=547471








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء