الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون (الستين_السكسوني)...وتحالف أباطرة المذاهب !!!

خورشيد الحسين

2017 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قانون "سكسونيا " هو قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا, إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى.
وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة (الشعب) ,ـ أما إن كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة ظلّه! بحيث يُؤتى "بالنبيل المجرم" حين يستطيل الظّل بُعيد شروق الشمس أو قُبيل مغربها، فيقف شامخاً منتصب القامة، مبتسما, ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة ظلّه، ومن جمهور "الرّعاع" الذي يصفّق فرحاً بتنفيذ "العدالة"!!
فإذا تمعنا في القوى المستشرسة للإبقاء على الستين نجد أن أهدافها هي الحفاظ على طبقة معينة في السلطة وترى نفسها وريثة شرعية لحكم لبنان منذ الإستقلال المفخخ حتى اليوم ,فهذه الطبقة وبالرغم من تبدل بعض وجوهها في بعض الطوائف بفعل خروج بعض عائلاتها من لائحة الحاكمين وحلول عائلات أخرى مكانها إلا أنها تحمل نفس الروحية والعقلية والنظرة الى النظام والسلطة والقانون ,فهذه القوى(النبيلة)بالوراثة وبفضل قوانين مفصلة على قياسهم في مكان ولي عنقه في مكان آخر كي يلاءمهم لا ترى في الشعب إلا مجرد أتباع .يقضي العرف أن يبقوا على هامش الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية,فإقصاء القوى الحية والتقدمية والنخب الثقافية عن الفعل والتأثير بتقييدها وعزلها يتم بتحالف (قوى الطبقة الحاكمة),بمعزل عن تناقضاتها وخلافاتها ,فوحدة المصير تجمعهم للوقوف صفا واحدا وفي خندق واحد يرصون بنيانهم في وجه أي تطور وتغيير في بنية النظام وتطوير هيكليته ,وبما أن التغيير يبدأ من الشعب ومن القانون الإنتخابي الذي يتيح الفرصة ويفسح المجال لإختراق الجدار الطائفي_المذهبي الحاكم وفتح كوة ولو بسيطة لدخول أشعة شمس المواطنة الحقة وأوكسجين الحياة لمشروع بناء دولة المؤسسات والقانون ,أنتفضت قوى قانون(الستين_السكسوني)وتلاقت فوق الطاولة وتحتها على عرقلة أي قانون ينال من موقعهم أو يؤثر على آمتيازاتهم في آحتكار السلطة أو يخفف من قوة قبضتهم ونفوذهم في الإمساك على مفاصل الدولة وآستثمار مواردها .
قانون(الستين_السكسوني)هو السيف الذي يقطع رقبة الديموقراطية فيقتلها بآسم حرية الأختيار المزيف في حين يٌبقي على أباطرة الطوائف والمذاهب والمال فيقطع ظلا من هنا أو هناك ويصفق المصفقون وأغنام المذهبية والطائفية ويرقصون على جثة الوطن.
قانون(الستين_السكسوني)يؤمن عدالة التمثيل والإستمرارية لمافيا الطوائف والمذاهب ويضمن ولاء قبائلهم المنضوية تحت راياتهم يحركونها وفق مصالحهم وأهوائهم ويتاجرون بمصائرهم في لعبة السلطة والمال.
قانون(الستين_السكسوني)يؤجج الخطاب المذهبي ويقصي الخطاب الوطني الجامع ويدفع المواطن نحو العداء للآخرليتعلق بالزعيم الملهم للمذهب على حساب الإنتماء والبرامج الوطنية العامة التي تطرحها قوى التغيير العابرة لحدود الطوائف والمصالح الضيقة.
قانون سكسونيا اللبناني ....مشروع دائم لحالة الإنفصام التي يعيشها اللبناني بين عدالة ذبيحة وتمثيل مشوه وبين الإنتماء لوطن حر ودولة قادرة تجسد طموحات شعب أصابه القرف من أباطرة السلطة والمال....وأمراء المذاهب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس