الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدالة حافظ المقبور فاقت عدالة كل زناة التاريخ - وريث لم تلده أمي -

ربحان رمضان

2017 / 2 / 10
المجتمع المدني


سأروي لكم قصة من قصص انعدام عدالة البعث الذي اغتصب السلطة عنوة في سورية ، احدى قصص الشعب السوري التي زرعها المقبور في رؤوس اولادهذا الوطن بأن بأنه الفرعون وأن سوريا بلا اسد ستخرب وتباح املاكها للعدو الامبريالي - الصهيوني الرجعي بالرغم من أنه باع الجولان ، ووقع مع الأتراك على التوقف عم مطالبة السوريين بلواء اسكندرون .
الموضوع في عمومياته :
المعروف في بلاد الشرق عامة أنه لاتوجد ضمانات اجتماعية ولا اقتصادية ولا غيرها للمسنين ، سيما النساء منهم ، لذلك كانت المرأة أو الرجل العاجز عن العمل الين يرثوا إرثا َ من اهلهم يشتروا عقاراَ يؤجرونه لمن لايستطيع شراء بيت ويعيشوا اولئك المســنين من ايراد العقار الذي يؤجرونه بقية سنين أعمارهم .
ذلك بغض النظر عن قوانين التأميم الذي خرب اقتصاد سوريا بدل اعمارها ، أو الاصلاح الزراعي أو غيره من المراسيم التي لم تكن عادلة بأي شكل من الأشكال ، في حين بقيت رؤوس الأموال التي سرقتها مافيات النظام وأودعوها في بنوك الخارج على حالها دون المساس بها بل تبرجزت تلك المافيات وأصبحت تتحكم بسياسة البلد تماما كما جرى لعائلة المقبور وحواشيها .
والدتي اشترت بما ورثته عن والدها رحمهما الله دارا ً للسكن بقصد تأجيره في حي الأكراد الدمشقي ، يتكون من ثلاثة غرف وباحة دار كبيرة ، وغرفة اضافية كانت تستعمل بدلا عن قبو للحاجات الغير مستعملة والتي يطلق عليها باللهجة العامية " كراكيب" ، وأجرته في تلك الفترة لشخصين أحدهما للمرحوم سعيد قنزع مع زوجته ولهما غرفتان ، أقول يرحمه الله لأنه كان أكثر رحمة من زميل سكناه الأخر وهو عبد الكريم سلهب الذي كان يشغل مع زوجته الغرفة الثالثة من البيت ، كل منما كان يدفع عشرون ليرة سورية وفي عام الشؤم الذي اغتصب به حافظ المقبور السلطة أصاب محمد سعيد قنزع رحمه الله مرضا في ظهره أقعده عن العمل كسائق فأتى لوالدي وكنا نقيم في اول بيت بزقاق عرفات ، رقمه (1) وعرض عليه أن يدفع له تعويضا قدره 500 ليرة سورية ليسلمنا مفتاح الغرفة ، مع العلم أنه لم يقيم في ذلك البيت اكثر من خمس سنوات ، أي أن مجموع مافعه كايجار هو 20X60 شهر أي 1200 ليرة سورية أي نصف مادفعه كايجار ماعدا أننا كنا نصلح كل تخريب في البيت ، فقبل والدي ووالدتي على الفور على أمل أن نتفاهم مع المستأجر الآخر ونعيد البيت ليسكن فيه أخي الأكبر برهان رحمه الله ، فسلمنا مفتاح الغرفة ، وسلمه والدي المبلغ المطلوب وفي اليوم التالي ، استأجرت " سيارة" اجرة وحملت فرشة ولحاف ومخدة لأضعهم في الغرفة الفارغة على امل التفاهم مع المستأجر الأخر وهو عبد الكريم سلهب الذي كنّـى نفسه باسم " أبو فاروق" وقبل الدخول الى البيت طرقت الباب بالرغم من وجود المفتاح الخارجي معي ايضا ، ففتحت لي زوجته ورفضت أن ادخل البيت ، وراحت تصرخ وتقول لا يمكنك دخول المنزل ، لا يمكنك دخول المنزل ..
في الحقيقة تراجعت قليلا فقد كنت شابا في مقتبل العمر وهي امرأة ، ثم أن قانون الاستبداد يحميها ، وربما يكون الأمر مدعاة لاعتقالي اعتقالا تعسفيا طويل الأمد بأي تهمة كانت ، فقلت في نفسي سأعود مساء عندما يعود زوجها من العمل لنحل القضية بين رجلين ، رجل بمواجهة رجل .
في اليوم التالي وكان والدي في تلك الفترة في حوالي السبعين من العمر لأنه من مواليد 1900 فخاف على اولاده من الصاق اية اتهام واعتقالنا ولم يجد بد من الاتفاق مع الوريث الجديد واضطر للاتفاق معه مجددا على ان يزيد " الوريث الجديد " عشرة ليرات على الايجار فأصبح بذلك خمسون ليرة سورية ، ذلك عندماكان الدولار يساوي 3.90 ليرة قبيل انقلاب المقبور حافظ الأسد، عام 1970 بما يعني 12 دولار ونصف .
ومازالت القيمة الشــــرائية لليرة السورية حتى أصبحت قيمة الدولار خمسون ليرة .. أي أصبحت والدتي تأخد ايجار منزلها دولارا واحد في الشهر ولمدة ستة عشر سنة أخرى حيث اعتقلت في يوم الخميس الواقع في السابع والعشرين من آذار لعام 1986 إثر انتفاضة نوروز بمدينة دمشق والتي استشهد فيها الشاب سليمان آدي رحمه الله .
فراحت والدتي تسأل عني في فروع المخابرات بدون جواب ، لم يجاوبها أحد من أولئك الخنازير بجواب صريح عن الفرع الذي اعتقلني وفي نهاية المطاف اشاروا عليها أن تدفع للجنرال علي مخلوف مايقارب النصف مليون ليرة سورية لتتمكن من رؤيتي ، فوافقت فباعت طقم " الكنبايات" المصنوع من الصدف وعرضت بيتها المعد للإيجار للبيع لكن " الوريث اللاشرعي " أي عبد الكريم سلهب رفض السماح لها ببيع بيتها ، إلا إذا قبلت شرطه في تتنازل له عن نصفه ، فوافقت مرغمة آملة بروؤيتي ، وبالفعل اقتسمت ثمن البيت بينها وبين عبد الكريم سلهب ، وبذلك تكون حصته مساوية لوالدتي وورثتها الحقيقيون ، بالرغم أن المبلغ أعطي للوسطاء الذين وعدوها برؤويتي إذا دفعت النصف مليون ، لم يريها ذلك الجنرال وجهي وكانت والدتي في تلك الفترة حوالي الثامنة والسبعين من العمر والدتي في الثمانينات من عمرها ..
فذهب البيت ومعه طقم الكنب المصدف ولم يسمح الجنرال لها برؤويتي ..
قولوا لي بربكم هل يجوز اي أن اترحم على روح الوريث اللاشرعي ؟؟
هل هناك أعدل من فرعون عصره ، حافظ المقبور ؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط


.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا




.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد