الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفة السنية أضعف المكونات ..وإلى مزيد من التشرذم...

خورشيد الحسين

2017 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لقد شهدت الساحة اللبنانية مؤخرا تغيرا كبيرا حيث سقطت تحالفات وآستجدت أخرى ,هذا التغير الذي بدأت أولى ملامحه تتبلور على الساحة المسيحية بعد إقدام الرئيس الحريري على طرح ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية,تم طرح مسألة الموقع المهمش لهذا المكون وضعفه في اللعبة السياسية الداخلية منذ اتفاق الطائف ,ابتداء من مصادرة النواب المسيحيين وتوزعهم على الكتل السنية والشيعية والدرزية أو تحكم هذه الثلاثية منفردة بآختيار رئيس الجمهورية بعيدا وبمعزل عن قوته أو شعبيته أو حيثيته داخل الشارع المسيحي ,مما ولد شعورا بالغبن لدى القوى الفاعلة مسيحيا ,فكان التقاط اللحظة التاريخية التي لن تتكرر ربما على المدى المنظور حركة ذكية وشجاعة قامت بها القوتان الرئيسيتان مسيحيا (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية),فكانت المصالحة الكبرى بينهما بعد تاريخ من العداء المخضب بالدم ,وبادرت الثنائية المستجدة التي لاقت آرتياحا شعبيا مسيحيا واحتضانا واسعا الى توحيد موقفها من مجمل القضايا المطروحة وعلى رأسها الأستحقاقات الكبرى من رئاسة الجمهورية حتى الإنتخابات النيابية وما بينهما من قضايا تدعم وتمكن هذا التحالف من آستعادة دوره ومكانته في النظام وتركيبته وتفعيل الميثاقية التي تعتبر الأساس الذي يقوم عليه النظام اللبناني وتحكم علاقات الطوائف بين بعضها البعض منذ آستقلاله حتى اليوم,فكان طرح العماد ميشال عون من قبل هذه الثنائية المتقاطع مع وعد ورغبة حزب الله في ترشيحها لحليفها وإقناع الرئيس الحريري بتبني هذا الترشيح والترويج له أولى ثمار هذا التحالف وهذه المصالحة التاريخية التي نجحت في توحيد الشارع المسيحي وتجاوز خلافاته وآنقساماته في سبيل المصلحة المسيحية العليا وقد نجح فعلا في فرض ارادته بعدما نجح أولا في تحصين ساحته الداخلية.
على المستوى الشيعي كان الواقع مختلف تماما ,وربما تٌعتبر ثنائيته المكرسة منذ ثلاثة عقود تقريبا نموذجا يحتذى في صيغته المميزة ومتانة التحالف الذي يربطهما بعد صراع دامٍ عصف بهما قبل أن تتم المصالحة التاريخية بينهما في دمشق برعاية ايرانية _سورية,وقد آستاعت هذه الثنائية أن تتجاوز الكثير من المطبات والعثرات ,وآستطاعت بوحدتها وقدرتها على تحصين ساحتها وجدارتها وحرصها الحفاظ على تماسك شارعها والنأي به عن أي صراع داخلي يضعف من موقعها وموقفها مما جعلها أقوى الطوائف وأكثرها تماسكا وأدراكا لسلبيات أي آنقسام في ظل ظروف ومتغيرات أقليمية ودولية وحروب وصراعات ضربت لبنان من خلال الصراع مع الكيان الصهيوني ومقاومته أو من خلال العواصف الدامية التي تضرب المنطقة.
درزيا ,وبعد التطورات الدراماتيكية من فرط تحالفات وقيام أخرى وبعد أن تلمس النائب وليد جنبلاط أن تغيرا عميقا وكبيرا طرأ على الساحة اللبنانية وخصوصا فيما يتعلق بقانون الإنتخابات الذي رفض كل صيغه وتمسك بالستين مستشعرا خطر تقليص زعامته وخسارته لدوره كبيضة قبان في اللعبة السياسية اللبنانية ها هو يمد يده لخصمه التاريخي المير طلال أرسلان بكلام واضح وصريح حول وحدة الطائفة الدرزية وتحصين ساحتها لتحسين موقعها متنازلا عن أحادية الزعامة التي أصبح التمسك بها يشكل خطرا من وجهة نظره ,على الزعامة وعلى الطائفة.
في ظل هذه الأجواء ,تعيش الطائفة السنية أسوأ أيامها ,ففي حين تجاوزت كل الطوائف تناقضاتها الداخلية وخلافاتها السياسية برغم عمق هذا الخلاف على المستوى الإستراتيجي من قضايا كبرى وتناقض تحالفاتها الإقليمية ألا أن أركان الطوائف وقواها وضعوا كل ما يثير الأنقسامات جانبا وسعوا نحو وحدة الساحات وتحصينها بآستثناء الطائفة السنية .
فبعد تنازلات دفعها بالجملة الرئيس الحريري وأزمته المالية التي ما زالت تتفاقم والخضة التنظيمية التي حاول التيار أن يلملم أصداءها وشظاياها إضافة الى الشروخ الحادة العامودية في التيارالتي ضربته من الرأس حتى القاعدة وفقدان الثقة بين الجزء الأكبر من جمهوره به وبسياسته فقد زاد الطين بلة وأعلن الحرب مبكرا على الأقطاب السنة من ذوي الحيثيات الشعبية والسياسية والتاريخية من الوزير مراد بقاعا حتى الرئيس ميقاتي واللواء ريفي شمالا دون أن يقرأ جيدا في عواقب ما يفعل وتأثير شرذمته السلبي على موقع الطائفة في النظام ذو التركيبة الطائفية فحصر همه كله في محاولة تكريس نفسه زعيما أوحدا للطائفة مصادرا قرارها ومستئثرا بتمثيلها,
في هذا الإطار ,يقول قيادي مستقبلي,أن الرئيس الحريري أحرق كل مراكب التلاقي وقطع كل خطوط التواصل بينه وبين الأقطاب السنة طمعا بأحادية الزعامة و مقابل كرسي الرئاسة الثالثة وضمانها وشحذ كل سيوفه لخوض حروبه على الساحة السنية في طرابلس وعكار وبيروت وصيداوالبقاع ,فبرغم المصالحات التي رعتها المملكة السعودية والتي كان لها آنعكاساتها الطيبة في الشارع وألقت الكثير من الإرتياح و من تخفيف الإحتقان ووأد الفتن رغبة بلم شمل الطائفة بآنتظار ترتيب البيت الداخلي ,قام الرئيس الحريري بخطوة معاكسة تماما وبدأ بتدمير الهيكل ونقضه وآقتلاعه من جذوره بالرغم من الأنفتاح والمصداقية التي صبغت علاقة الأقطاب السنية بالحريري ووقفت الى جانبه حين احتاجها في الانتخابات البلدية الأخيرة إلا أنه أعلن الحرب على كل مكونات الشارع السني وأقطابه مما يطرح الكثير من التساؤلات حول التنازلات التي سيقدمها الحريري أكثر وأكثر مقابل قانون آنتخابي يحفظ له كتلة نيابية وازنة من خلال تمثيل مزيف مقابل الكرسي الثالثة ومقابل السماح له بموقعه كممثل وحيد للسنة ومصادرة قرارهم ولو بقوة نسبة الثلاثين أو الأربعين بالمئة التي يمثلها ,ولكن ماهو الثمن ؟؟ وماهي الصلاحيات التي سيتخلى عنها؟؟ هي السياسة التي تعمل على خط الشعارات والمتاجرة بها لكسب الشارع وشد العصب وخط المقايضات بين غث موقع السلطة وبين سمين التنازلات .
في هذا الأجواء المشحونة تقول أوساط سياسية متابعة أن هذا الاختلاف المتشنج اليوم بين ابناء الطائفة السنية سيؤدي الى مزيد من شرذمة الشارع السني والى مزيد من الفرق المتناحرة بينها في الوقت الذي يشهد لبنان على امتداده مصالحات وطنية بين احزاب خاضت حروب دموية فيما بينها كانت نتائجها خسارة في الارواح والممتلكات.
واوضحت الاوساط ان هذا الاختلاف القائم اليوم سيحول الطائفة السنية الى جماعات متفرقة الامر الذي يزيد من اضعاف هذه الطائفة على امتداد الوطن خصوصا بعد الاستحقاق الانتخابي النيابي الذي سيفرز كتلاً نيابية سنية وفي الوقت الذي سيضم مجلس النواب الكتل المسيحية والشيعية الكبيرة التي تستطيع من خلال تمثيلها الواسع المطالبة بمشاريع متنوعة ومتعددة لمناطقها بينما الكتل السنية سيكون موقفها محرجا وغير فاعل بسبب تفككها والتناحر القائم بينها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم