الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهاجر على ضفاف الهجير: يتساءل...

محمد القصبي

2017 / 2 / 11
الادب والفن


.
مهاجر على ضفاف الهجير: يتساءل
ارتجفت أوصال الشيخ من شدة حنينه إليها امرأة ليست كالنساء... كم يتلهف إلى بسمتها الماكرة براءة حينما تغمزه مع تحريكة الرأس دلالة على الإيجاب المشفوع بالرضا .. حرقة قد اشتاق إلى خصلتها السوداء التي تتدلى منحرفة عند عينها اليسرى النجلاء ..و الطريقة الرشيقة التي ترفعها إلى جانب الإذن الصغيرة التي تعي دبيب كل شيء...
هكذا استبد به الشوق إليها حد اقتتاله و الراوي في غفلة عن القارئ..معركتهما حامية الوطيس في المساحات الفارغة إلا بنقط حذف...فمن منهما سيتشرف بإحاطتها نصبا فارها بما يستحقه من وصف أمين ؟؟؟...هل يوفق صدقا في التعبير تغطية لكل علاقاتها الشائكة و ما خفي منها أعظم ؟؟؟ ...
إنها غيرة التسريد بعاطفة لا يدرك تأويلها الشيخ العاشق الباحث عن مركب في غياب البحر ...فمتى الرحيل ؟؟؟
و يجيب القرين متلعثما :
---الآن قد سقط الراوي و انتصب الشيخ يحكي عنها بقلب منفطر دلالة على ازدواجية الشخصية التي وسمت المتن المبتور من حبكته لما حل محل الأول المخذول صياغة للأحداث و الساذج لغة و أسلوبا في بلورة الصور من مشكاة الحدس الصادق في التركيب و التعبير عن آيات الحب العظمى و المجنحة لغوا رغويا... وبعد صمت طويل سافر به الحلم إليها..في مخدعها الافتراضي .. وبصوت متحشرج كشيخ وقور أخذ يحدث نفسه زاهيا ..واهيا:
-- لم أراني اليوم مهتم بها هكذا و هي اصغر سنا من المشمول برحمته /فقيدي؟؟؟
عاشقا هائما يبرر فكرته يقول مستطردا :
---آه... مميزات جمة لا أكاد احصرها في منقبة واحدة...فهي سيدة بدون مثلبة لصدقها .. جرأتها.. و شفافيتها المطلقة و التي من خلالها يلمس بالبنان جوهر نفسها الأصيل نصاعة كالماء الرقراق ..
يواصل الرد على حديثه عاشقا: ..
---لا.. لا.. فالسراب أيضا لونه شفاف و بالتالي فهو وهم العاطش في الصحراء ...
السراب قد يغدو أملا مبشرا بالنجاة إلى أن يدرك السيارة في الرمضاء الضليل المحتضر ... والهواء مثله شفاف اللون انه عنصر الحياة الأساسي للجميع من الكائنات الحية ...
إنها هوائي الذي يغمر الوجود.. أتنفسه منتعشا بصفائه و طهارته .. فبه قد تتجدد خلايا و انساغ هذا الجسد المتهالك بما لا يدري أو يدري من الأسباب المتراكمة فشلا مريرا بين ردهات المنزل ...لازلت حيا انبض عاطفة تهوى الجمال و من واجبي أن اعشق مثل من هم في مثل سني و ظفروا بالحب الأخير ففازوا بالحياة و النعيم .. لطالما غبنت و قهرت فانا انس كالآخرين استحق الحياة.. لن أتسول الحب فهو من يأتي صاغرا حسيرا جاثيا عند قدمي هذه –رفعها إلى الخلف و قذف بها ورقة كانت تغطي جلمودة ردته إلى الواقع المعقول بدل استهاماته الخيالية المجنحة صورها في الأبعاد المدارية
--- مسكا بتلابيب الشيخ عمقه واصل الحديث بصوت عاشق متيم :
إنها سيدة ستحررني من الجحيم لا محالة.. فهي بالمقايسة صدقا بمثابة عبلة عنتر الذي آسرته بحبها حتى قال فيها لو راها ميت لقام من اللحد ... أنا الميت سيدتي قد صرت قائما ابحث عنك في الشغاف .. ليسا حبا آو عشقا فيك و إنما لكونك قد أدركت معناي الذي لم اكتشف سره إلا بحديثك و إياي ...
أسئلة صارخة منبجسة من قاع الجحيم كالويل يصطخب ألما يفحمني.. ..أفكار سخيفة تتقافز نزقة كالسهام القاتلة ترتشق الفؤاد أراها لا تناسب عمري إطلاقا رغم ما يؤججها من أسباب قاهرة تجبرني على الخنوع مثل..
---مثل ماذا؟؟؟ مدرجا في دمائه قاطعه الراوي صائحا خلف الهامش الأغبر عجبا لتداخل الشخصيات الأربع و اندماجها في شخصية البطل /المهاجر هذا الذي هو شيخ مهيب السجية ... راو بليغ الروية ... قرين يناقض القضية... و عاشق بتهاويمه الصوفية...
فمن من بين هؤلاء يعشق العاهرة التي هي ملك سيدها الذي يواقعها بأي اسم شاءت أن تتنكر به سواء أحلام أو صفية ...إنها تماثلكم في الانتحال و الاختباء...طوبى لكم أيها الواحد المغتر بحرباء ذات عقل عجوز شمطاء تبعثر الرجل إلى متعدد الأطياف المتناحرة طمعا في ولادة إلا أن تكون على الإكراه قيصرية ... ستتحقق الولادة بنفس المهاجر المستنسخ على ضفاف اليأس هجيرا لافحا و يتساءل...
يتبع
محمد القصبي
10/2/2017
أصيلا
المغرب الأقصى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو