الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين القروض والضرائب و موارد العراق (1)

طاهر مسلم البكاء

2017 / 2 / 11
الادارة و الاقتصاد


تُشعَل الحروب التي تفضي الى تدمير البلد من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، فيصبح البلد مدمر ومفلس وليس امامه من طريق غير القروض أو هكذا يصورلمواطنيه ،والقروض جاهزة عبرأخطبوطين، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفق شروط قاسية مستغلين حاجة البلد ، مثل رفع الدعم عن السلع الاساسية وزيادة الضرائب ثم تحويل الخدمات العامة كالصحة والتعليم والكهرباء والمواصلات الى خاصة ، وسط هذه الحالة تزداد البطالة بشكل مخيف وتخلق اليد العاملة الرخيصة التي تعمل بأدنى الاجور لتأمين لقمة العيش، هنا تبرز جنة الرأسمال من حيث السيطرةو جني الارباح ونهب ثروات البلد، إنه احتلال واستعباد ولكن بطريقة شيطانية .
الأستثمار في العراق
يترك المواطن فيما يسمى بالأستثمار في بلادنا يواجه مشاكل لاقبل له بها فلو أخذنا الجوانب الطبية كمثال فاننا نجد ان المواطن البسيط يبتز بدرجات تتفاوت بين الحاجة والأضطرار ،فالمريض الذي تصل حاجته الى العملية الجراحية يخيره الطبيب بين الأنتظار بين ستة اشهر وسنة ليصله الدور في المستشفى الحكومي وبالسعر الذي يتمكنه المواطن، وبين ان يجري العملية فورا ً في المستشفى الخاص الذي بدأ يسمى استثمار ولكن بأجور تزيد على عشرة أضعاف وهي مبالغ لايتمكنها المواطن ،مما يضطره الى بيع ممتلكاته أو الأقتراض .
وفي الحاجة الى الكهرباء والتي تظهر الدولة فيها انهزامية كبيرة وغير واضحة أمام الفساد الكبير وبعثرة موارد الدولة دون الوصول الى الأكتفاء الذاتي ،ظهرت دعوات الى الركون الى الأستثمار والذي تسلم فيه مخرجات محطات الطاقة الموجودة حاليا ً الى مقاولين يبيعونها بأسعار عالية تجبر المواطن على عدم استخدام الكهرباء وبالتالي سيكون تزويد الكهرباء مستمرا ً لكل قادر على الدفع !
وهكذا في التعليم العالي والتربية والخدمات الأخرى ...
ولو دققنا النظر جيدا ً في موارد العراق الهائلة وفي عدد نفوس البلاد المتواضع فمن حقنا ان نعجب لما يحصل اليوم من واقع مزري ومأساوي تتجه اليه البلاد عنوة ،شاء شعبها ذلك أم أبى ، فموارده مهملة وغير مستغلة وايراداته تقتصر على بيع النفط الذي جيّرَ بعقود مستقبلية غير واضحة المعالم ،ويثار الى ان فساد كبير يتخلله ،وأهملت تماما ً الصناعة والزراعة .. وبعد ان كان العراق متصدرا ً للعالم بعدد النخيل وانتاج التمور،ومتميزا ً بنهرين خالدين من الماء العذب ،اصبح يستورد التمر والماء من بلاد كانت تصنف انها بلاد صحراوية ،وليس فقط هذين الصنفين بل أنه يستورد جل سلته الغذائية العادية كالجبن والحليب وغيرها من بلاد الجوار !
ان عدد سكان العراق الموجودين حاليا ًولم يهاجروا لايزيد على ثلاثين مليون نسمة ،ولكن ايران التي تبيعنا الكهرباء والمواد الغذائية الأخرى نفوسها ثلاثة اضعاف نفوسنا وهي تتعرض الى حصار ونحن الأن طلقاء ،وماذا لو كان عدد نفوسنا كالصين أو الهند .
ان الخلل الأكبر يقع في الطريقة التي تدار فيها البلاد وعدم استغلال طاقاتها الكبرى بحكمة ،وبدلا من استغلال أكبر طاقاته وموارده وهي نسب الشباب المتميزة فيه ،فقد تركتهم افواج من العاطلين الذين يواجهون مشاكلهم بدون دعم واضح .
لايمكن ان يكون تعويض العجز بالموازنة ،ومواجهة هبوط اسعار النفط بأضافة المزيد من الأعباء على كاهل الشعب ،بل يمكن ان يكون ايجابيا وليس سلبيا اذا التفت سياسيوا البلاد وقادتها الى استغلال الموارد المبثوثة في ارض العراق من جنوبه الى شماله ، معتمدين التخطيط العلمي والاستفادة من خبرات العالم الذي سبقنا في سلم التقدم والتطور العلمي والتكنلوجي ولن تكون الضرائب واقتطاع رواتب الموظفين علاجا ًصحيحا ً أبدا ً،خصوصا ً وان الشعب عانى الأمرين في العهود المتوالية .(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار النفط العالمية تقفز بأكثر من 4% بعد الهجوم على إيران


.. دعوات في المغرب لا?لغاء ا?ضحية العيد المقبل بسبب الا?وضاع ال




.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم


.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م




.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ