الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمرأة من شنغهاي1947(أورسون ويلز):هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أنا العب دور البطل وأنا لست كذلك

بلال سمير الصدّر

2017 / 2 / 11
الادب والفن


إمرأة من شنغهاي1947(أورسون ويلز):هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أنا العب دور البطل وأنا لست كذلك
كالعادة،وكحال الفيلم السابق(آل أمبرسون الرائعون)،لم يسلم أورسون ويلز من حماقات شركات الانتاج،فالنسخة المتوفرة من هذا الفيلم حذف منها ساعة على الأقل من النسخة الأصلية التي حققها ويلز للعرض،ولكن ماذا اذا قلنا ايضا أن الموسيقى التصويرية للفيلم بدلت بالكامل؟!
في الحقيقة،إن كانت هذه الأمور المذكورة قد شكلت مبررات منطقية للدفاع عن آل امبرسون واعطائه المبررات الكافية والمنطقية في نفس الوقت للتحدث عن فيلم جيد في مستواه الفني يبدو عظيما لولا الظروف التي احاطت به،ولكن علينا القول وبالرجوع الى اقلام النقد أن(إمرأة من شنغهاي) فيلم لايساوي شيئا نظرا لأن مخرجه لم يهتم به كثيرا،ويبدو ايضا بأنه حققه فقط ليتخلص من واجب واستحقاق كان قد فرض عليه،وهذا يبدو واضحا،لأن ويلز أمسك كتابا بشكل عشوائي لم يقرأه أبدا في حياته ليبني عليه نص هذا الفيلم...
وهذه اللامبالاة كانت ظاهره في بناء الفيلم الذي قام على حبكة ضعيفة تقليدية كأبسط ما يقال عنها...
على انه يبقى هناك اشياء يجدر الاشارة اليها...
أورسون ويلز يلعب دور البطل المركزي في الفيلم-بالاضافة الى الأخراج كما أشرنا سابقا-ومن الناحية الاخراجية،فهو يستخدم النمط الاسترجاعي فمايكل أوهيرا يروي احداث الفيلم مع استخدامه للمونولج الداخلي للتعبير عن العواطف والمشاعر وردات الفعل التي تدور في خلد البطل والذي يلعب دوره كما قلنا أورسون ويلز نفسه...الأمر هنا مشابه كثيرا لفيلم (اقتل عازف البيانو) لرائد الموجة الجديدة (فرانسوا تروفو)...
مايكل أوهيرا بحار فقير ومجرم -قتل اسبانيا ذات مرة- يلتقي مصادفة بأمرأة تدعى (Fair Rosalie)،ولاحقا ينقذها من محاولة اعتداء غامضة،وبوصف أوهيرا رجل مغرم بالأدب،فمن الممكن ملاحظة شذرات جميلة من نص الفيلم تجدر الاشارة اليها:
هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أنا العب دور البطل وأنا لست كذلك
الحبكة من النوع الخفيف جدا،وليس من الضروري شرحها تسير في منحى متوقع،لأن أوهيرا سيرتكب جريمة قتل،أو دعونا نقول سيحاول ان يرتكب جريمة قتل ليكتشف فيما بعد خيانة كل من حوله...
هناك اشياء ملفتة للنظر...تحدثنا عن الرواية والمونولوج المستخدم من قبل البطل نفسه في حيز الرواية...
فهناك اشياء ونصوص في الحوار فيها لكنة ادبية ملفتة للنظر دائما....
هل تؤمنين بالحب؟...أوهيرا
ترد:لقد عَلمت الحب في الصين
أوهيرا:الطريقة التي يفكر بها الرجل الفرنسي عن الضحك في فرنسا
مما لاشك فيه ان هذا الحوار كان قد كتبه اورسون ويلز
اللقطة النهائية في الفيلم هي الأكثر متعة شكليا والاكثر الفاتا للنظر،حين يقتل(Bannister)زوجته (Fair) في مدينة الالعاب،والكاميرا تعكس المشهد من خلال المري المقعرة...
في هذا المشهد نشاهد احيانا ثلاثة شخصيات تتحدث واحيانا أخرى شخصية مشوهه واحيانا شخصية واحدة تعكسها الكاميرا من خلال المرآة المقعرة لتصبح ثلاثة اشخاص،وليس من المستبعد ان تكون عدسة كاميرا التصوير الحقيقية قد كسرت أثناء مشهد اطلاق النار على هذه المري.
هناك عناصر معينة لم تفلت من أروسون ويلز جعلت الفيلم ينسب اليه ويتحدث بلسانه،فالأداء مثلا من خلال ظهور اورسون ويلز والسيناريو والمشهدية،ولكن ايضا هناك عوامل كنا قد ذكرناها بالأعلى تجعلنا نشكك من مدى قيمة واهمية هذا الفيلم في مسيرة هذا المخرج الكبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع