الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيب على مقالة السيد عباس الجوارني.. تحالفات خاطئة ادت الى نتائج خائبة

فاضل عباس البدراوي

2017 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نشر السيد عباس الجوراني، مرشح الحزب الشيوعي العراقي، على قائمة، البديل المدني في البصرة، مقالا على موقع كتابات، تحت عنوان (سر عداء سليم الجبوري للمدنيين الديمقراطيين؟). كان المقال يتناول الجدل الحاصل حول أحقية من يشغل المقعد الشاغر في محافظة البصرة بسبب وفاة النائب عن تحالف القوى العراقية السيد عبد العظيم العجمان.
لقد كتبت مقالا تحليليا، بُعيد اعلان نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في نيسان من عام 2014 شرحت فيه عن أسباب اخفاق مرشحي الحزب الشيوعي العراقي وحلفائه من الديمقراطيين والمدنيين الحقيقيين، وليس الدخلاء الذين ترشحوا على تلكم القوائم، أقولها بصراحة (بسوء نية). نتج الاخفاق، بسبب سوء ألأختيار في عقد التحالفات، ودليلي على ذلك هو تسرب من ترشحوا على قوائم التحالف المدني، بعد ان نالوا مأربهم، في الحصول على مقعد نيابي، فمن هؤلاء هو مرشح جماعة الاخوان المسلمين المتخفين تحت أسم (الحزب الاسلامي) فما أن ظهرت نتيجة الانتخابات وفوز مرشحهم في البصرة على قائمة البديل المدني، حتى سارع الى الانضمام الى حضيرته الطائفية! فلماذا العجب اذن، يا سيد عباس عن انحيازالسيد رئيس البرلمان، القيادي في الحزب الاسلامي الى مرشح حزبه، في قائمتكم المدنية؟ فجماعة الاخوان لم يكونوا يوما من الايام مدنيين، انما كانوا ولا زالوا اعداءا للديمقرطيين وأبعد ما يكونوا عن المدنية والديمقراطية، وتاريخهم في سائر الدول التي لهم فيها فروع بالاخص في مكان ولادتهم، مصر تشهد على رجعيتهم، وايمانهم بالعنف والاغتيالات السياسية لفرض اجندتهم على الشعوب الاسلامية كما حدث في مصر خلال اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي. لا يختلف المؤرخون من ان معظم الحركات التكفيرية والارهابية خرجت من تحت عباءة الاخوان، كجماعة التكفير والهجرة في مصر، والقاعدة وداعش وغيرها. اذن ليس بالغرابة ان تلعب هذة الجماعة الموغلة بالرجعية والطائفية، شأنها شأن مثيلاتها في بقية احزاب الاسلام السياسي والتيارات الطائفية على الساحة العراقية والعربية والاسلامية، انها تمارس اية وسيلة لتحقيق مآربها، منها التحالفات مع قوى ومنظمات بعيدة كل البعد عن أهدافها من أجل تحقيق هدف الوصول الى دست الحكم. فالخطأ يكمن في اختيار التحالفات، ليس كما حدث في البصرة فقط، انما ما حدث في بغداد كانت نتيجتها لصالح الذين لم يسجل لهم التاريخ يوما انهم كانوا ديمقراطيون و منديين، لقد حصل هؤلاء على مقاعدهم، بعد ان حصدوا اصوات جماهير الحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية، وسرعان ما غادروا التحالف، وبدأوا يتصرفون في البرلمان سلبا او ايجابا دون الرجوع والتشاور مع قيادة التحالف. فالخطأ ليس في هؤلاء بالاخص جماعة الاخوان الذين تمكنوا ان يلعبوا لعبة ذكية انطلت على بقية أطراف التيار المدني في البصرة، انما الخطأ في نوعية التحالفات.
أتسآءل، الى متى تبقى القوى الديمقرايطية أسيرة تجارب تحالفات انتخابية وغير انتخابية بين أطراف غير متجانسة وغير متكافئة، ثم تعيد الكرة في كل دورة انتخابية؟.
ان التهيؤ لخوض المعركة الانتخابية تحتاج الى دراسة متأنية ومستفيضة من قبل لجنة عليا تشكل من شخصيات، اجتماعية وقانونية، لأدارة الحملة الانتخابية، فادارة الحملة هو فن بحد ذاته. وهذا ما يجري في سائر الدول الديمقراطية. على هذه اللجنة تشخيص الاسباب الحقيقية لنكوص قوى التحالف المدني في الانتخابات النيابية ومجالس المحافظات، وتقوم بمسح ميداني واستطلاعات لمعرفة ميل الجماهير، في كل منطقة انتخابية وما هي تطلعاتها، ذلك قبل موعد اجراء الانتخابات بعام واحد على الأقل. صحيح ان القانون المجحف الذي سنَه المتنفذون ليخدم مصالحهم، كان من أحد اسباب اخفاق القوى المدنية والديمقراطية، لكن ليس هو السبب الوحيد. فلو جرى تشخيص دقيق لمكامن الخلل في ادارة الحملة الانتخابية لكانت النتائج افضل مما نتجت.. فعلى اللجنة العليا التي تتشكل ان تضع الأمور التالية نصب عينيها:
1- تتكون اللجنة العليا واللجان المتفرعة عنها، من شخصيات اجتماعية وقانونية لها باع في معرفة توجهات ابناء مناطقتهم الانتخابية، وكيفية مخاطبتهم وما هي مطاليبهم الحقيقية.
2- اجراء مسح واستقصاء ميداني على عموم المنطقة الانتخابية المسؤولة عنها، لمعرفة قوة التيار الديمقراطي والمدني ومدى جماهيريته في تلك المنطقة.
3- اختيار التحالفات، مع القوى والتيارات والشخصيات المعروفة بتاريخها النظيف، على ان يكونوا ممن يؤمنون بالدولة المدنية الديمقراطية فعلا لا قولا فقط، فأن فاز أي من هؤلاء فهو ربح للقوى الديمقراطية، لا كما حدث في السابق.
4- اختيار المرشحين بدقة، على ان يكونوا من المعروفين بمناطقهم، بالنزاهة وقبول مجتمعي، بغض النظر عن مراكزهم القيادية في احزابهم وتياراتهم.
5- وضع برنامج انتخابي بنقاط قليلة، تركز على المهام الآنية لتصحيح الوضع القائم على الطائفية والمناطقية والفؤوية، وتثقيف الجماهير بها وأفهامها ان كل ما حدث ويحدث من كوارث بعد سقوط الدكتاتورية نتجت لخطأ ألاختيار، الذي ادى الى تربع تلك القوى على رأس السلطة، التي لم تجلب للشعب والبلاد سوى المآسي والكوارث والفقر وفقدان الخدمات..ألخ
هذا اجتهاد شخصي من انسان عاصر الحياة السياسية في العراق بمختلف مراحلها، لفترة تزيد عن ستة عقود، عسى ان يحظى بأهتمام من ذوي الشأن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي