الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهايمر

مزمل الباقر

2017 / 2 / 13
الادب والفن




كان الطريق من حي العرب لحوش الخليفة لحضور الإحتفال بمرور مئتين عاما على تأسيس المدينة مملا بسبب الإزدحام رغم أننا سلكت الجسر الطائر الذي يمر من فوق سوق المدينة القديمة.

كانت جدتي زهور تدندن بأهزوجة قديمة لبنات قرب الحفير وجرار الماء على رؤوسهن يناجين حبيبا طالت غيبته حينما سافر مع الجيش المتجه لمصر ليحارب في الحرب العالمية مع جيش المستعمر.

أتاني صوت آلة التنبه مموسقا إلتفت للمرسيدس الرياضية التي بيسراي وجدتها نسرين صديقتي فحييتها وبعد أن أنزلت زجاج نافذة سيارتي
- يا نسرين إزيك؟ ماشة الإحتفال ولا شنو؟
- وين يا عبدو !!! أيوه .. لكن مع الزحمة دي .. الله أعلم أحصل بدري .. وانت برضو ماشي؟
- أكييييد .. !!
- إزيك يا حبوبة زهور.. كيف صحتك؟ ، يلا نتلاقى هناك .. مع السلامة
حينما غادرت نسرين سألتني جدتي : دي منو؟!
- دي نسرين بت فاطنة. . أهلها ناس عشميق!!.
- بالله .. البت حلوة وظريفة. . نخطبا ليك يا ود علوية!
- يا حبوبة .. قولي بسم الله مرتي القاعدة معاي في العربية دي تقول شنو!!
نظرت جدتي إلى زوجتي في الخلف وضحكت في خجل.
- معليش يا بتي ... حبوبتك خرفت!!!
ونظرت إلى زوجتي من المراءة فوجدتها عابسة فأبتسمت لها إبتسامة خفيفة ..
- حبوبة دايرة تخطب لي نسرين الطاهر يا مرام هاه هاه .. شفتي كيف!!

- خليها تخطبها ليك! !!!
- معقولة بس .. افكر في زولة غيرك !!!
حدجتني زوجتي بنظراتها مليا ولم تقل شيئا .. فشملنا صمتها وأنشغلت بحركة السير التي خف إزدحامها .

أخيرا وصلنا مكان الاحتفال الذي علت موسيقاه وتلألأت أنواره.. وجدتني ونسرين في طاولتين متجاورتين فسلمت عليها وسلمت بدورها على جدتي وزوجتي التي كانت زميلتها بكلية الآداب .. ولأن ثلاثتنا درسنا في نفس الجامعة فسرعان ما دار حديثنا عن الحراك السياسي المتسارع الوتيرة بشارع المين. . قاطع حديثنا حديث الفنان المشهور بجوارنا
- طيب حأناول المايك دا للوالدة دي عشان تغني معاي واحدة من اغنياتي المشهورة !!!.
ضج المكان بالتصفيق والصياح وعلت الدهشة على محيانا
- اسمك منو يا أمي !!
- أهلا يا ولدي .. اسمي زهور بت الشيخ
- أهلا يا أمي .. كيف صحتك؟ ممكن تغني معاي ؟
- كان حافظاها بغني معاك!!!

وأشار بيده لفرقته الموسيقية فعزفوا لحن أغنيته: فراق ... فضج المكان مرة أخرى بالهتاف والتصفيق ... وأبتهجنا نحن عشاق الفنان المشهور ..

غنى مطلع أغنيته ثم ناول المايك لجدتي التي توقفت قليلا ثم انطلقت مدندنة باللحن دون كلمات فضحك الفنان كثيرا وتوقفت الموسيقى
- دا شنو يا أمي ما حافظة ... وواصل ضحكه العالي وهو يعود لخشبة المسرح مكملا أغنيته

نظرت لجدتي كانت واجمة في حزن فثار الدم في عروقي ووجدتني انتزع المايك من بين يد الفنان المشهور وسط دهشته قلت:
- اسمع هنا يا فنان يا مشهور انن .. ما عيب إنو حبوبتي عندها زهايمر وحاولت تجاملك بإنها تغني معاك .. العيب فيك انت عشان ما احترمت فنك! !!

تدافع الجمهور للمسرح يتطاير الشرر من عيونهم ووجدتني محاصرا بين غضبهم وعلا السباب وارتفعت الأيادي لتنال مني
- يا التاج قومي اتأخرت على الشغل!!
- يعني ما ضربوني
- ههههههه .. الضربك منو .. انت كنت حلمان!!! ..


مزمل الباقر
امدرمان في 13 فبراير 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد