الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الخطأ إلى الخطيئة.. 17 فبراير كحالة..

فاضل عزيز

2017 / 2 / 13
كتابات ساخرة


بحلول يوم السابع عشر من فبراير الجاري تكون قد مرت ست سنوات على هبة فبراير التي تفجرت لتصحيح أخطاء تراكمت على مدى أربع عقود من حكم القذافي، فإذا بها توقعنا في خطايا تتجاوز بثقلها وتكلفتها من كل النواحي تركة تلك العقود الأربعة التي سبقتها من حكم نظامه الشمولي، بل تنفرد عنه بارتهانها لأطماع قوى أجنبية من كل أصقاع الدنيا وتحويل ليبيا الى أرض مستباحة أمام كل الطامعين..

ست سنوات مرت من عمر هذه الهبة وهي تعصف بنا، مدمرة أمامها كل ما يصادفها من مظاهر الحياة .. تحصد كل يوم عشرات الأرواح، وتسفك دماء الأبرياء، وتبدد الثروات وتنشر الخراب وتزرع الرعب والخوف وتشيع الخطف والإرهاب والترويع في وضح النهار وفي قلب المدن والتجمعات السكنية..

ست سنوات والليبيون والليبيات يعيشون انحدارا وتراجعا مريعين على كل مستويات الحياة.. انهيار المنظومة الصحية والتعليمية والأمنية والخدمية والإنتاجية والزراعية ، تجفيف المصارف من العملات الصعبة والمحلية.. ضياع هيبة الدولة.. تمزق النسيج الاجتماعي.. تراجع مرعب في الأخلاق.. انحدار ملفت في القيم.. تآكل مريع للإحساس بالوطن والوطنية في النفوس.. عروض مخجلة للوطن في أسواق نخاسة رخيصة ومنحطة..

ست سنوات تجسد وبشكل مريع فبراير كخطيئة اقترفت لعلاج أخطاء، كان يمكن علاجها بتكلفة اقل لو أن قادة هذه الهبّة ومن ورثهم من مرضى بأوهام السلطة، كان لديهم ذرة من الإيمان بهذا الوطن والولاء لهذا الشعب الذي خرج وساندهم آملا أن يحقق معهم وبهم الخلاص من حكم الفرد، فإذا بهم ينقلبون عليه ويذيقونه أسوأ و أمر و أقذر أنواع العذاب والقهر والظلم والمهانة، ويعرضون حريته وكرامته واستقلال الوطن وموارده للبيع في أحط وأقذر أسواق النخاسة ..

ست سنوات من اقتراف خطيئة فبراير تضع وطن وشعب بكامله على حافة الاندثار ، تحول أرضه الى ملجأ لكل شذاذ الآفاق من إرهابيين وتجار مخدرات وأفّاقين، وتحول شعبه الى متسولين أمام المصارف، والى قتلة مأجورين لقادة عصابات إجرام دولية، وإلى لاجئين يكابدون المهانة وذل الحاجة في خرائب الوطن وفي دول الجوار.. ست سنوات من خطيئة فبراير انتجت عهرا وسقوطا سياسيا تجاوز في انحداره واستهتاره كل ما رأيناه أو سمعنا عنه من مواقف العهر والسقوط عبر تاريخ ليبيا.. ست سنوات من خطيئة فبراير اضطرت -ولأول مرة في التاريخ الحديث- سيدات ليبيات الى ممارسة الدعارة في الشوارع والمواخير بدول مجاورة وبعيدة لسد رمق أبنائهن، بعد أن أزهقت فبراير أرواح أزواجهن و من يعيلونهم وحولتهم الى لاجئين حارمة إياهم حتى من العيش في خرائب هذا الوطن..

وبعد سنوات الخطيئة الست هذه؛ ألم يحن الوقت أيها الليبيون والليبيات لتستيقظوا من سباتكم وخدركم والجري وراء أوهام فبراير وغرس رؤوسكم في التراب؟ ألم تكفكم تلك الفواجع وسيول المهانة ؟

وانتم تحيون ذكرى هذه الفجيعة، حرياً بكم أيها الليبيون أن تعلنوا اليوم وبكل شجاعة اعترافكم بالخطيئة وتباشروا مسيرة حقيقية وجادة لتصحيح أخطائكم في حق أنفسكم وفي حق وطنكم من أجل ضمان مستقبل جيد لمن تبقى من أبنائكم، علهم يستطيعون إعادة بناء هذا الوطن وبعثه من جديد على أسس سليمة كوطن لشعب كان موجودا قبل يوم 17 فبراير 2011م ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة