الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايتنا

شادية الأتاسي

2017 / 2 / 14
سيرة ذاتية


حكايتنا


حكايتنا.. هي هذا الحوار ... .
الحوار هو الذي يكتبنا ..حوار ممتع بلا صوت ..في كل حرف منه رجفة .. وتحت كل نقطة شغف .. وعند إشارة الاستفهام يتوقف الزمان
حكايتنا ... لاتشبه كل الحكايات..أنا محكومة بالبعد .. بالاختباء منك وراء المسافات ، آلاف الحواجز
محكومة حتى بأن أمسح ، حوار نا المكهرب بالأشواق ، ونحن نتجول في حقول مزروعة بالألغام ..هو كل ما تملكه حكايتنا ..ولكنني أرمية باستهانة في سلة المهملات ..و أبكي
تعيش معي .. تختبئ في ثيابي.. تطل علي من فنجان قهوة الصباح .و تومئ لي من شاي المساء ... عند البحيرة تنتظرني ..وفي مسارب الغابات تتسلل ظلا غامضا يتبعني .. وفي هدأة المساء أخلو إليك ..
ومثل باعة ورود الحب على أبواب المقاهي ..ودور السينما .. وحيث يتواجد المحبين .. يبيعون الحب فقط ولا يجرؤون على الوقوع به ..مثلهم أنا .. أبقى على ناصية الطريق ، أخاف أن أقترب أكثر
.
أبحث عنك هنا .. في سكون الجبال الأبدية الثلوج ..وداخل ردهات الأكواخ الخشبية الغامضة.. وفي مشاتل الورود المنذوعة الرائحة والروح ..وفي الكهوف المعتقة دائما بالظلال .. وعلى أرصفة القطارات العابرة ..ترحل القطارات جميعا ويبقى الرصيف يتفرج
أبحث ..عن وجه أمي وأبي .. عن بيئتنا .. عن مدرستي وأيام خوال ..عن شتاءات دافئة .. وعن صباحات مضيئة أبحث عن طفلة مشاكسة تشبهني .. تركتها يوما وكبرت ، وهي لم تكبر ..
أبحث عن عقد الياسمين الذي زينت به عنقي في صباح عذري الهوى ،، عن وردة دوار الشمس الكبيرة التي أقسمت وأنت تدسها في خصلات شعري... إنها أكبر وردة يهديها عاشق لمحبوبته
أبحث عن صباحات الأعياد ..عن ارتعاشة قلبي لتكبيرات المساجد ..عن ثوبي المكشكش و المهفهف بالألوان .. عن شرائط شعري..عن كل الجمعات واللمات

أنتظر ثمة ضوء قد يعبر النفق .منزوعة الأمل .
ففي دروس المعلمة الفرنسية الأنيقة ..وفي النظرة الغائمة لنادل القهوة اللعين ..وفي وجوه المارة المفعمة بالحياة .. المتخمة بالأمان والإطمئنان .. أدرك تماما أنني هنا بلا وطن .
وفي الطقوس المريبة التي ترافق أخبار القنوات الفضائية .. ورداءة التحاليل وغباء المحللون والمطبلين والمزمرين ..يقسمون الوطن /يقسمون روحنا / أو يجمعونه/ يجمعون أشلائنا / كيفما يرغبون ..أدرك أكثر إننا قد ضيعنا الوطن
وامراء الحرب هناك ..يقرعون الطبول ..في كل زاوية يترصدون.. ينادون بالويل والثبور .. يقايضون الحياة كاذبون بحور العين والغلمان وأنهار من خمر وعسل ... و يترقبون النور المنبعث من حافة كل صباح .. ليطفئوا ..
ومثل طفلة نسيت ان تكبر ..أتكوم بين ذراعيك ..وأسألك أن تطبطب على كتفي .. وتمسح الليل عن شعري .. وأطفئ النور .. وأحلم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن