الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة ( بين جِنان السماء وعشش الارض )

جواد كاظم غلوم

2017 / 2 / 17
الادب والفن


بين جِنان السماء وعشش الارض

تَـــبَــدّدتِ الآمـــال يَـــأسَــــاً ونَــكْــسَــــةً
فــلا طَــربٌ يَــسْــلِــي ولا رنّــة الــغِــنــا
لَـيــالٍ مـن الأحْــزان عِــشْـتُ بِــغُــربَـتـي
وأيَّــام قَــهْـــرٍ تَـعْـتَـعَـتْ خـافِــقِــي هُــنـــا
وأيّ مَــكــانٍ كــان سَــــلْــوى ومُــتْــعَـــةً
وأيّ زمــانٍ ظــلّ سَــــقْــمـا مُــسَــرطَــنــا
إذا لـم يَــكُــن مِـنْـكـم رجـــاءٌ ولا مُـــنَـــى
فـأهْـجـســكـم مَـــوتـى وقَــيْــدا مُــرقَّــنـــا
فَـما الـعـشْــب شَــوكـاً نـسْـتـلِــذّ بِــفـيْــئِــهِ
وهـل حَـسَـك السـعْــدان يُـثمر سَـوسنـا ؟؟
اذا بَــلَــغ الــشّـــكُ الـنــفــوسَ تَــخـاذلَـــت
فـلَــسْــت جَــديْـرا ان تُـــصــرّح مُـوقِـنــا
واكْــره مَــن يَــعْــرى ويَـكْــشِــف سِـــرّهُ
ولـيـت يـكـون الـمرء حِـصْــنـا مُـحَـصّـنَـا
تَــعــلّــم صفـات النـبْــل والعِــزّ والــنـدى
لتَـرقَــى إلـى الامجــاد أعـلـى وأحْـســنــا
وكُــن قَـلـب بَـأس لا يخـاف مـن الــردى
ولا يَـتّــقي الأعْــداء والسّـيــف والـقــنــا
وكُــل عــذاب الــمـرء خــوفٌ مُـعــتَّـــق
وكـل صفــات الـسّـوء تـأتي من الـوَنَــى
ولـو مَـلَـك الــعـبْـد الـقـبـيـح كَــرامَــــةً
لصـار نقِــيّ الوجْــه أبْــهَـى من الـسنـا
وكـم اكْـره الإنسـان لـو مـال مُـعْــجَـبـا
بِـأمْــوالِـــهِ فَـــخْـــرا وقــال : أنــا أنــا
فـان عَـفـيـف الـروح كـالـنهْـــر كـلّــما
تكاثرَ ماءً ؛ زاد في الـفـيْـض واغْـتَـنى
" اذا امْـتلأت كَـف اللئـيْــم مـن الغـنـى
تَـمايَـل إعْـجـابـا ، ما أحَـبّ وما حَـنــا
ولكـنْ كـريـم الأصل كالغـصن كُـلمـا
تَـثَـاقَــل أثْــمـارا، تَـواضَـع وانـحـنَــى
فَــمـا حَـطّ وجْــه الـمـرء إلاّ هَــوانُــهُ
ولو مات عِــزّاً كان أجْـدى وأهْــونــا
أريــد لأهْــلي هَــدأةً يَــشـعــرونَـهـــا
جنانا بهـذي الارضِ تخضَــرّ موطنـا
وهل تَــدّعي بيت الصفيح ملاذهُــم ؟
متى عششُ التعْـبى لتصلحَ مسكنا ! ؟
بـلادي تُـحيِـي الـشيـخ يـلبـس عِــمّــةً
ولــو كـان لُـوطِــياً بَــذيْــئــا وإنْ زنَـا
وتســتُـر مالَ الـسحْــتِ داخلَ جُــبَّــةٍ
فـوا عَــجَـبي حتّـى اذا اللصُ أعْـلَــنـا
شريعة نهْــب المال أضحَــت مباحَـةً
نَـغُـضّ لَـهـا طَـرفاً ونَــسكُـتُ كُـلّــنـا
نُـباركها شَــرعاً ونُــفْـتي بِــخـزنِـها
أليْـسَ حلالاً ان " تفرهدَ " مخْــزنــا
فَـذاك مِــتـاعٌ لـلـسنِـيْــن اذا كَــبَـــتْ
لو اسْـودّتِ الايـام فـي حالك الضنـى
كذا قضـت الاوغاد في وطن الذرى
نَـعــيـش زمـانــا عَــفْـلَـقـياً وأرعَـنا

جواد غلوم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-