الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اشبه الليلة بالبارحة النسيج الاجتماعي جنوب كردفان و المهددات الامنية

ايليا أرومي كوكو

2017 / 2 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


ما اشبه الليلة بالبارحة النسيج الاجتماعي جنوب كردفان و المهددات الامنية
اعادني الاحداث الاخيرة المؤسفة في جنوب كردفان التي راح ضحيتها نفر عزيز من اخوتنا قبيلة الحوازمة .. الاطفال المقتلوين صبيه بين الخامسة عشر و العشرون من العمر ماتوا بدم بارد ...اننا نتضامن هنا مع اسر الضحايا في هذا الفقد الجلل كما نتضامن مع كل الاسر التي فقد افرادها خلال الحرب الاخيرة ومنذ 6 / 6 / 2011م الي يومنا هذا و لا نستثني جهة او قبيلة فقدت عزيز لديها سواء اكان بنيران الحكومة التي ظلت تقتل النوبة كل يوم بسلاح الطيران والاسلحة المحرمة دولياً وبالحصار والجوع والمرض والتخلف وتبيدهم بكل ما اوتيح لها من سبل الابادة الجماعية ... او قتلوا بنيران الحركة الشعبية ومنتسبها فقد ظللنا ننادي دائماً بوقف شامل للحرب في جنوب كردفان و النيل الازرق ودارفور ولا حياة لمن تنادي ... فكل النداءات ظلت حتي الان تواجه اذان صماء . نشيد بما ذهبت اليه الحركة الشعبية بتكوين لجنة للتحقيق في الاحداث الاخيرة في الحجيرات غرب كادقلي كما نتوقع نفس اشيئ من الجانب الحكومي في ولاية جنوب كردفان والمكز في الخرطوم .. ومنذ 6/6 / 2011م حتي اليوم حدثت عشرات المجازر و المذابح في جنوب كردفان وجبال النوبة ونأمل ان تكون الحجيرات أخرها .. لنتذكر معاً فالذكري ناقون يدق في عالم النسيان ، دعونا نتذكر مذابح الاطفال بالاتينوف والميج وحرق القري والمزارع وقتل الانعام .. دعونا لاننسي بل نتذكر اطفال هيبان السته لآسرة واحدة في اكتوبر 2014م ومذبحة أطفال هيبان الخمسة ايضاً لأسرة واحدة في الاول من مايو ايار 2016م المنصرم دمائهم التي لاتزال تلون الارض والعشب هنالك وقلب أم وأب منكسر منهزم بالاشجان و الاحزان ... أطفال كثيرين يضيق بهم الذاكرة ماتوا في مختلف المناطق في جنوب كردفان في جبال النوبة والنيل الازرق ... فوقف اطلاق النار ليس فقط اعلان يطلق علي الهواء الطلق من هذا الجانب او ذاك ، من طرف واحد دون طرف ثالث و أليات تراقبه وتتابع الخروقات التي تحدث .. ان وقف اطلاق يجب ان يتم الافاق عليه بين الاطراف المتحارب بوجود طرف ثالث محايد يقف بن الطرفين لمتابعة الخروقات و الا فالاحداث والخروقات ستستمر وفيما بعد سينهار وقف اطلاق النار هذا ...
قلت المشهد الاخير الذي يتهم فيه بعض الاخوة من الحوازمة الحركة الشعبية بقتل أطفالهم اعادني الي مقال كتبته في العام 2007 م وكان اطرافه قبائل المسيرية في مواجهة الحركة الشعبية قبيل الانفصال ، اخترت العنوان اعلاه ما اشبه اليوم بالبارحة فالي مضابط المقال القديم عسي ولعل ...

جنوب كردفان و المهددات الامنية
بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو
المواجهات الاخيرة التي شهدتها ولاية جنوب كردفان بين بعض قبائل المسيرية و بعض قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان .. هذه المواجهات الدامية تعيد المنطقة برمتها الي واجهة الاحداث الساخنة في السودان .. فقد ارتفعت وتيرة التوترات و المناوشات و الاقتتال خلال العام 2007م في جنوب كردفان بصورة غير عادية ..هذا المشاكل في غالبها الاعم تحدث بين الرعاة و المزارعين بسبب الموارد الطبيعية .. هذه الموارد التي يتقاسمها الاهالي بتلك المناطق في الماضي لم تكن موضوع للنزاعات او الصراعات التي تشبه الحروب الاهلية .. و لسنا ببعدين عن الحرب في دارفور التي توصف في غالب الاحيان بأنها حرب علي الموارد .. الا ان هذا الوصف ليس بصحيح مئه بالمئه دائماً .. ذلك لان التعايش السلمي الذي كان سائداً وسط هذه المجتمعات يكذب هذه الادعاءات تماماً ..
فها هي بوادر ألسنة ولهيب النيران التي مازالت تحرق أرض دارفور تمد ألسنتها الحارقة الي جنوب كردفان .. فماذا تعلم القائمين علي أمر السودان من عبر و دروس الحرب التي لا تزال مستمرة في دارفور حتي يتفادوا حرباً جديداً في جنوب كردفان .. فالحرب في جنوب كردفان لا قدر الله ستكون صورة طبق الاصل من حرب دارفور .. و المرء المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين . فهل يتعظ حكام السودان حتي يتفادوا دارفور جديدة هم بغني عنها .. الا ان قدر السودان دائماً هو ان يلدغ مرات و مرات من ذات الجحر .. فعلي عاتق حكومة الوحدة الوطنية تقع مسئولية كبيرة تطلب منها السرعة والعجلة لاغماض تلك الشرارات الكبيرة جداً في جنوب كردفان .. نأمل ان تسرع حكومة الوحدة الوطنية الي اغماد النيران الصغيرة المنتشرة هنا و هناك في جنوب كردفان .. أن جنوب كردفان مهدد في نسيجه الاجتماعي و الاقتصادي كما هو مهدد بالدرجة الاولي في سلامه الهش اصلاً .. أن المهددات الامنية في جنوب كردفان تحتاج حكمة من جميع القبائل التي تقطن في جنوب كردفان .. تحتاج حكمة من جميع النوبة بمختلف قبائلهم كما من جميع قبائل البقاره من مسيريه و حوازمه بالاضافة الي القبائل الاخري التي تقطن في جنوب كردفان او جبال النوبة .. هذه المهددات الامنية التي تنذر بالحرب في جنوب كردفان تحتاج الي حكومة مركزية قوية قادرة علي بسط سلطانها علي الجميع بحيادية كاملة .. كما يحتاج الي حكومة ولائية حكيمة تستطيع بسط نفوذها علي الجميع بدون انحياز او تفرقة و تميز ...

جنوب كردفان بحاجة الي خارطة طريق جديد للسلام و السلم الاجتماعي ... كما ان غياب التنمية الحقيقة التي استبشر بها الجميع بعد اتفاقية السلام هو من الامور المحبطة للهمم التي تبعث اليأس في النفوس .. فهل يتدارك الجميع نقاط الضعف في جنوب كردفان و يعملون علي معالجتها و تلافيها أم ان جنوب كردفان سيشهد دورة جديدة من دورات الحروب في السودان المتكرره...

31 / 12/ 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال