الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار في بعض - الممنوع -!..

يعقوب زامل الربيعي

2017 / 2 / 17
الادب والفن


لكل منا على هذا المدعو الفيس بوك ، غرفة خاصة. نلتقي فيها ونتحاور، قد نتفق وقد نختلف، وقد يصيبنا العطب أو يبهجنا فرح اللقاء فنصبح سعداء بهذه المضافة.
قبل يومين، وبعد تعرض صفحتي لتنوع من الصور والفيديوهات الجنسية، التي يتفق العديد منا علنا، أو يختلف سرا، على تسميتها بالمخلة للشرف وللذوق العام. وصادف أني وجدت في إرباكة الأمر، ثلاث صور بأوضاع عادية لثلاث فتيات، على صفحتي مرسلة بتوقيع صديق عزيز وأديب قريب للقلب.
ساعتها، ورغم أن تلك الصور لم تكن " مخلة " ولم تخرج عن سور منطقة المحظور، إلا لكونها أرسلت في ظروف غير هادئة بالنسبة لي، ما دفعني أن أترك لصاحبي سؤالا على باب تلك الغرفة:
ــ أخي وصديقي محمد الآحمد..
هل ما نشرته من صور فتيات على صفحتي، كانت منك فعلا؟! أخبرني أرجوك.
صاحبي لم يجبني حينها. أنتظر يومان ليرد. حتى جاء رده في وقت قد تنفست فيه أنا الصعداء وسكن خاطري:
ـــ لم انشرها على صفحتك... فقط على صفحتي..
مع بالغ احترامي.
ضحكت.. ضحكت حقا بعد انفعال مبرر أو غير مبرر. قلت موضحا:
ـــ ههههههه... خلال الايام الفائتة تعرضت صفحتي لإنتهاك مزرٍ لصور فاضحة حتى كفرت. مع أن ذلك لم يشكل بالنسبة لي كما قد يشكله للأصدقاء عني. لم أشعر بشعور أنها قد تخدش حيائي لواقعية الأمر كون الجنس شيء معيب أو مستنكر في حقيقته، إنما تصوراتنا القاصرة حوله هو العيب الوحيد.
ـــ "الكفر الحقيقي"؟. سألني. قلت:
ـــ نعم. الكفر أننا ننكر أنه جزءا حقيقي منا . لكن تداوله بهذه الصورة المكشوفة والمبتذلة بهذه الطريقة المتدنية وعلى غير مواقعه الخاصة، يدفعنا للأشمئزاز فقط.
ـــ اننا نُكره على ذلك.
عندها كان علي أفكر على نحو آخر، قلت معقبا:
ــــ نعم.
قال وكأنه يواسيني ليربت على رأس همومي:
ـــ فعل جيد... الكل تعرض له. كما منح الاخرين فرصة للمشاهدة.
كنت أدرك أن عرضه للصورة كان واقعيا يدعو للتأمل، لذا شعرت بأنني كنت متعصباَ بعض الشيء في تعاملي مع الأمر، لهذا لم يكن أمامي غير الاستدراك المتأخر:
ـــ ههههههههههه ! يا ليتنا لم نكن في العراق أو في البلدان المقنّعة الأحرى!. لكنا حسبنا الامر هذا مجرد مزحة فقط أو نحسبه منّة. ونشكر فاعله.
ــــ فقط العيب عراقي.
ــــ ماذا نفعل؟. ليس باليد حيلة. ليس لكوننا عراقيون، إنما لكوننا مقنعّين بألف قناع!
ــــ لو كنت مكانك فعلا لشكرت الفاعل.
ومن جديد شعرت أني أخذت على حين غرة، كما يقال :
ــــ هههههههه.
أضاف:
ــــ هل تعرف لماذا؟. لانه كسر خجلي. الانسان العربي المسلم مزدودج الشخصية. ينكر امام الفيس بوك ويقضي نهاره لاهثا وراء الصور المزوقه العارية.
سألته :
ــــ هل انشر كلامنا؟
أجاب واثقا :
ــــ نعم. إن كنت ترى في ذلك ضرورة. انشره.
ــــ تحياتي إذا من جديد.
وقبل أن يترك أحدنا الآخر، أو أنه رأى من الضروري أن يضيف شيئا أكثر أهمية، أضاف:
ـــ اخي اللغة العربية من اغنى اللغات في اسماء الاعضاء الجنسية.
قلت مؤكدا:
ــــ صحيح. لكن العيب في قراءتنا لها.
ولأنه كان ما ماتزال به رغبة لإغناء الموضوع:
ـــ العيب في شجاعتنا.. العيب في صورنا التي لا نعترف بانها صور حقيقية ونحاول ان ندعي صور اخرى. للعلم ان تلك الصور الاباحية المنشورة على الفيس بوك.. لم تنشر الاعلى صفحات روادها السريين..
الحق صدقني. الادعياء بالزهد عنها هم اول الداخلين اليها فأصابهم الفايروس.
كان عليّ أن أضيف شيئا حول قناعاتي أنا الآخر:
ـــ أنا أدرك الأمر جيدا مثلك.. لكن كيف نسوغ الموضوع على علاتنا الخفية؟
ـــ هههههههههههه.
في الختام أشرت على صديقي وقد أستبدت بيّ رغبة على نشر حوارنا:
ـــ الآن وجدت من الضرورة لنشر ما قلناه. صار فعلا موضوعا يستحق التأمل.
..................................
من مجموعة " براويز ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا