الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة التحولات الفجائية 2

نعيم إيليا

2017 / 2 / 18
الادب والفن


(( تلمّس بعينيه المغبّشتين الصباح القادم إليه من النافذة. صباح رقيق الوشاح مطرز بألق نادر. صدى حلم جميل، يرعش أهدابه. ذكرى ليلة الأمس، تبعث بهجة نفيسة في أوصاله. يسمع إيقاعاً راقصاً لصباحه الجديد، يتنشقه ملء أذنيه. يثب من فراشه. بحبورٍ وخفَّةٍ لم يعهدهما في مفاصله منذ أعوام، تتحرك آلته لتأدية وظائفها الصباحية الروتينة تأهباً للذهاب إلى عمله: يتدوَّش، يحتسي قهوته المرة، يرتدى ثياباً جديدة، يتناول إفطاره.. بيد أن شهيته تصدف هذا الصباح عن تناول إفطاره، فيتزجّى بتفاحة وملعقة من عسل النحل.
طريقه إلى محطة المِترو، مفروش بالثلج. الثلج ما فتئ يتساقط منذ ليلة الأمس. وعربة المترو محتشدة بالركاب. يأنس في الركاب طلوقة وجهٍ تحاكي طلوقة مشاعره الرغيدة! لا يرى وجوه الركاب جهيمة، كما كان يراها - غالباً - في أصباحه القديمة. الرجل ذو الضخامة المرتبكة والقبعة الغريبة، هذا الذي اعتادت عيناه أن ترياه واقفاً إلى جانب باب العربة متكئاً بظهره إلى اللوح الزجاجي الفاصل؛ تتدلى من كتفه حقيبة متخمة، يوزع حوله نظرات عدوانية مستعلية كريهة، يجلس الآن على المقعد قبالته، يجلس على غير عادته، تكاد ركبتاه تمسان ركبتيه. ولكن عينيه، مغرورقتان بمعان وديعة! نظرات الرجل ذي الضخامة المرتبكة، مخضلتان بوداعة صادقة! وتخالجه رغبة في أن يقوم إليه فيعانقه معتذراً إليه.
صعد الدرج المندّى من آثار أقدامٍ علق بها الثلج إلى مكتبه. تأخر عن الدوام خمس عشرة دقيقة، ضميره ساكن لا يخزه. كانت زميلته (ك) جالسة إلى مكتبها، وكان فضاء الغرفة منتشياً من فوح عطرها. (ك) منحنية بظهرها على الحاسوب انحناءة حادة. حاشية كنزتها منحسرة عن مساحة بضة غضة بيضاء مصقولة. حرف ثوبها الداخلي ظاهر مرئي. (ك) شابة وسيمة قسيمة فائرة الصبا! إلى يمينها كومة من المجلات والإعلانات والكراريس تراكمت رصاً فوق بعضها؛ وكوب يتصاعد منه بخار متعرج واهن. أما مكتبُ زميلهما (د) من خلفها فشاغر بسبب غيابه في إجازة مرضية لم تنتهِ مدّتها بعد.
تردّ (ك) على تحيته، عادةً، بتحيةٍ صاخبة متهلِّلة تطغى بمرح فتي هازج. لكنها الآن ترد عليها بفتور، بفتورٍ أرمد. ثم بخبطة مفاجئة من قبضتها فوق كومة الإعلانات، نفضت غبار انفعالها:
- اللعنة!
إنه اليوم الأخير من الأسبوع. يعلم راغبٌ أنها تمقت أن تُكلَّف في هذا اليوم بعمل كثير. إن أخشى ما تخشاه أن تكلف بعمل كثير يزدرد ساعات دوامها بتمامها، فلا يبقي لها منها شيئاً. اعتادت (ك) أن تنصرف قبل نهاية دوامها بساعة على الأقل غير مجهدة. فلديها ما يجب أن تنجزه بعد الدوام، بحسب ادعائها، ولا سيما إعداد لوازم سهرتها الليلية مع أصحابها، وهو كثير، إذا ما أتمت ساعات دوامها المقررة، فلن يتسع لها أن تنجزه.
سألها متجاهلاً سبب تضجرها:
- ماذا حدث؟
ردت في غيظ شاكٍ:
- ألا ترى الكارثة...؟
وضربت الرزمة الضخمة ثانية بقبضتها دون أن يطرأ تغير يذكر على وضعية جلوسها، فأجاب وهو يقتلع بصره العالق بالرقعة العارية.
- أراها.
- إن كنت تراها، فلماذا تسألني؟
- يا إلهي! متى سننهي كل هذا، وزميلنا غائب؟
أردفت بغيظ أشد، فردّ بنبر عدم الاكتراثَ (بهول مصيبتها):
- لا بأس يا عزيزتي، دعي الأمر لي.
ارتدَّت ( ك) بظهرها إلى مسند كرسيها؛ فتوارت عندئذ المساحة العارية. مدَّدت ساقيها تحت المنضدة بحركة عصبية، ثم رفعت إليه وجهاً مائلاً أخفق الغضب المحفور في قسماته أن ينال من حلاوته شيئاً. في مقلتيها النجلاوين المظللتين، وميضٌ من تساؤل حفَّته دهشة زرقاء. زميلته الصبية الشابة، لم تألف ألا يؤيد شكاية من شكاياتها. ألفت منه أن يؤيدها على كل حالٍ، وفي كل شأنٍ دائماً. وجعلت تقلِّبه بنظراتها المستطلعة، تروزه مثل سلعة معروضة للبيع:
- ما الحكاية يا راغب؟ أراك متفائلاً على غير عادتك!
اتسعت ابتسامته. بهدوء لم يصطنعه، وضع حقيبته عن كتفه. خلع معطفه، علَّقه في المكان المخصَّص له، ثم دنا من مكتبها بخطوات صامتة، بخطوات متسللة. تناول كومة الإعلانات المكدسة فوقه حملها فوضعها فوق مكتبه، إلا عدداً منها قليلاً تركه لها لتتشاغل به.
شالت الكوب إلى شفتيها الورديتين الناضجتين، حست منه حسو عصفورة، ثم عادت تسأله، وقد التمع في عينيها فضول جائع:
- أراك اليوم متفائلاً ! همم، ما الحكاية؟
- أأبدو كذلك حقاً؟
تساءل بلهجة تخللها زهو ماكر، كذاك الزهو الذي يحاول المرء أن يخفيه تواضعاً وحياء عندما يكال له المديح على جميل صنعته يداه. ولكنه لم يشأ أن يخبرها بحكايته. شاء أن يتفادى الحديث عن أمرٍ يخصُّه، يخصه وحده. انبثقت في خاطره الفكرة التي تنصح بألا يتحدث المرء عن سعادته أمام الذين لا حظَّ لهم مثله منها. لم ينتظر جوابها. أسرع فمدَّ نظره إلى النافذة قائلاً:
- لعله الثلج يا عزيزتي، يأتي في موسم الأعياد فتهشّ به نفسي.
استدارت (ك) نحو النافذة بعنقها المدثَّر بطوق كنزتها، وقالت في سخط وتأنيب:
- كم أمقت أن يسقط الثلج فوق المدينة! (1)
تذكر حادثة سقوطها في عطلة عيد الميلاد في العام الماضي. أمام مدخل العمارة، تزحلقت قدمها على الثلج المتجمد فوق الرصيف. كادت ذراعها عند سقوطها على ظهرها تنكسر؛ فوجم. تجنب التعليق على كلامها. لا يحب أن يشغل نفسه الآن عن تذوّق سعادته المستقرة بحديثِ واقعةٍ سلفت.
وما هي إلا أن تمر هنيهة حتى يقبل راغبٌ على رزمة الإعلانات الضخمة، فيقسمها إلى مجموعات صغيرة متناظرة، ويبدأ بمعالجتها واحدة تلو الأخرى بكثير من الانتباه والحيطة مسترشداً بخطة ذكية على برنامج (إكسل) سبق له أن اختبر نجاحها في كسب الدقائق بل الساعات. بيد أنه، رغم انغماسه في عمله، رغم اجتراره مخزون سعادته بدعة كبش في مقيله، ظل جانب من خياله متشبثاً بتلك الرقعة المستحمة بشهوة غير مكتومة، تشبثاً لا يردعه حياءٌ من نفسه ولا تأنيب. لذة سريِّة تخترق خياله الحصين في وضح النهار، تلتصق به كما تلتصق أغنية باللهاة! لذة تمازج سعادته! وأين؟ هنا، في المكتب، هنا خلف طاولته... وكيف هذا !؟ إنه لا يذكر ألبتة أنّ خياله تورَّط يوماً في لذة سرية. كان حضور زميلته الأملود بريئاً عنده، على الدوام، من أي لون من ألوان الشهوة الجنسية حتى في أيام الصيف، عندما يرغم القيظ فتنتها على الزهد بما يحجب صراخها عن الظهور والبيان...)).
وثمة مشهدان آخران في القصة غير المشهد الآنف، لا يتركان في وجدان القارئ، إن طالعهما بقليل من التدبر والإمعان، نتفةً واحدة من شك في صدق رأيي أن لا وجود إلا لتحول واحد في القصة. ويحرو بي أن أوردهما على التوالي: فالأول هو المشهد الذي يظهر فيه بطل القصة وهو في حال من الغبطة، سعيداً، منشرح الأعطاف، ما يزال محتفظاً بزخْم شعوره الجديد وزهوه: لا ينال منه ضجر، لا ينتابه ضيق، لا يتكرَّه في سره، لا يبدي اعتراضاً عندما تكلِّفه مديرة دائرته بعمل إضافيّ بعد الدوام كان من حقه أن يرفضه، ولكنه لا يرفضه، بل يحمل على ظهره ثقله برضىً دافق ما كان ليعتمل فيه، أو يكون له، لولا تحرُّره السعيد من (عبء) الإبداع على حد تعبيره هو:
((...وكاد، وهو يجتاز الرَّدهة الخارجية التي تفصل بين أقسام الدائرة، أن يصطدم بالسيدة (م) مديرة الدائرة. كانت السيدة (م) خارجة من مكتبها كأنها دفقة من سيل في طريقها إلى قسم العناية بتنظيم الشوارع. استطاعت السيدة (م) أن تكبح اندفاعتها. فتتفادى الاصطدام به في اللحظة الأخيرة. فما استوضحت وجوده، حتى قشعت الجدّ الصارم عن محيّاها. شفتاها رقيقتان بلا طلاء، انفرجتا فكشفتا عن ثنايا كبيرة بيضاء قبل أن تبادره بلهجة من تذكر شيئاً كان نسيه:
- آآ، حسنٌ أن رأيتك سيد أبو خليل! لدي أمر شغلت عن تبليغه إليك، أتسمح لي بأن أنهيه إليك الآن؟
- بكل سرور!
- لعلك علمت أن زميلك (د) مدّد إجازته المرضية.
- أجل.
- جميل! وتعلم أنه كان مكلَّفاً بتنفيذ البرنامج الجديد (...) في يوم الثلاثاء القادم، أليس كذلك؟
- هو كذلك.
ولم يملك نفسه من أن ينفجر ضاحكاً إلا بصعوبة بالغة. السيدة (م) تحقق معه، تخاطبه كما تخاطب معلمة تلميذها الصغير.
- عظيم! هل لي أن أكلفك بتنفيذ البرنامج بالنيابة عنه؟
- ولم لا؟
أجاب على الفور موكّداً موافقته، فقالت بنبر متوجس:
- ولكن تنفيذ البرنامج، يجب أن يتمَّ بعد الدوام.
فليكن بعد الدوام!
ردَّ باستهتار مرح. فضربت السيدة (م) كتفه براحتها ضربة خفيفة سريعة رضية، وتساءلت وهي تبتعد عنه إلى شأنها:
- ما الحكاية يا سيد أبو خليل؟ أراك اليوم في أحسن حالاتك!
فزاد سرورَه ورضاه عن نفسه أن سمعها تكرِّر ما قالته له زميلته الشابة! أبهجه كثيراً أن تلاحظ المديرة من أمره ما لاحظته زميلتُه (ك) من قبلها. على أن خاطراً سنح له فجأة، لم يدع له أن يمضغ دهشة المصادفة السارة. حمله الخاطر على أن ينكص على عقبيه إلى المكتب. أمام المرآة وقف يحدق إلى صورته تحديقاً طويلاً، تفرّس في تقاطيع وجهه. ولكن وجهه لا أثر عليه من تغضن أو جهامة أو انقباض. ارتفع صدره، تنفس بارتياح! المرآة صادقة لا تكذب؛ إذن فتقاطيع وجهه متآلفة حقاً، وكان يحسبها قبل اليوم فظة متنافرة. اتجه إلى الردهة ثانية، هبط من أعلى الدرج إلى باب الخروج، ينط على الدرجات نطيط فتى في الرابعة عشرة.
لم ينتظر الحافلة عند الموقف الواقع على بعد أمتار من مبنى الدائرة كي تنقله إلى أقرب نقطة من شارع (...) آثر السير على قدميه رغم بعد المسافة. إنه سعيد! السعادة تعزف في داخله ألحاناً شائقة، تبعث في أجزائه كلها حيوية تحضّ قدميه على السير حضاً.
والسماء بيضاء. يتعشّق السير تحت سماء تندف بالثلج دون مظلّة واقية أو غطاء فوق الرأس. ما أمتع الضياء في عينيه! ضياء فاره يصل ما بين الأرض والسماء في وقت تعوّدت فيه عيناه أن تريا وجه النهار ملطخاً كأنما بقتام! حذاؤه يغوص بلين في طبقة الثلج الهشّة المرتكمة فوق الرصيف. يدوس عليها ضاغطاً بثقله، يسمع صريراً تحت حذائه، صريراً حلواً كالفكاهة.. تتبسَّم للصرير الفكه أذناه. يعبر الإشارة الضوئية في نهاية الشارع الأخير إلى حيث ميدان الحي الذي ينبض الآن بحركة جديد لونها.
أنفاس النهار تفغم شمَّه! توقف هنيهة، ثمّ أخرج من جيب معطفه هاتفه النقّال. فلما تثبَّت من وصول صديقه (ن) إلى مطعم بوكيت حيث تواعدا على اللقاء، غذّ في السير إليه...)).
والثاني هو هذا المشهد الذي يصور فيه انفعالات بطله عقب اتخاذه قرار التوقف عن الكتابة؛ وما جرى له بعد إعلانه عن هذا القرار في رسالة بثَّها لقرائه عبر موقعه الخاص على شبكة الانترنِت:
______________
(1) كم أمقت أن يسقط الثلج فوق المدينة!
وضعت هذه الجملة على لسان ك ليلاً. في الصباح، وكان الثلج ما يزال يتساقط، ذهبت إلى عملي. دخلت زميلة لي، قالت وهي تنفض قدميها: كم أمقت أن يسقط الثلج فوق المدينة. اعترتني دهشة عظيمة، نفس العبارة! صرخت: إيفون ماذا قلت؟ التفتت ايفون إلي وقالت: ما بك كأن نحلة مستثارة حطت على أنفك!؟
عندما عدت إلى البيت دونت الحادثة في سجل لي خاص بالأحداث الغريبة التي تقع لي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نص جميل شربته دفعة واحدة
رويدة سالم ( 2017 / 2 / 18 - 20:10 )
فالف شكر لك استاذي الفاضل على ما منحته لي من متعة
انتظر البقية فلا تتأخر كثيرا ارجوك
خالص المودة والاحترام


2 - لك أنت خالص المودة والاحترام
نعيم إيليا ( 2017 / 2 / 19 - 10:51 )
يا نهار أحلى من العسل، يا نهار أبدع من مرمورة ... يا نهار يا سعيد!
بس ما تكوني سكرت. الخمرة الرديئة تسكر. أنا غالباً عندما أشرب خمرة من صنعي أسكر
كلك ذوقّ !
لن أتأخر، وهل لي أن أتأخر؟ في كل سبت حلقة. والحلقات قليلة


3 - يا أستاذي نعيم انا لا أسكر
رويدة سالم ( 2017 / 2 / 20 - 18:21 )
أنا لا اعرف اصنع خمرة ولا اشتريها ولا أشربها يعني على حضرتك أن تكون واثقا اني في كامل مداركي العقلية ( بس لا تفكر ارجوك أنه فيه امكانية أن ابني المراهق لم يترك لي مدراك عقلية أصلا ههههه) يا استاذي انا اعجبني النص والفكرة وهذا التداخل بين قصتين واحدة تسرد الاخرى وكيفية تعاملك مع الشخصيات
شكرا جزيلا استاذي نعيم على وجودك في حد ذاته
استفدت من جانبي من هذا الوجود منذ اول ما صرت تنتبه حضرتك لكتباتي وتعلق عليها بالتوجيه والنقد
احترماتي ومودتي


4 - في تفصيل أنواع الخمر باعتبار سورتها
نعيم إيليا ( 2017 / 2 / 21 - 08:28 )
جزيل الشكريا سيدتي العزيزة. يخليلك ابنك.، ويربى بدلالك. عاقل اسم الله عليه طالع لأمو!
للعشاق خمرة الحب. وهي تسكر ولا تسكر
للمتصوفة خمرة العشق الإلهي. وهي تسكر ولا تسكر
للفلاسفة خمرة الحقيقة. وهي لا تسكر
للعلماء خمرة الاستكشاف وهي لا تسكر
للأدباء خمرة الكلمة. وهي تسكر ولا تسكر
وأجود أنواع الخمر ما لم يسكر؛ ولذلك قال جبران: للوحي لا للسكر تعتصر.
ولو اتبعت منهج العقاد في نقد قول جبران، لقلت: تعتصر الخمر للمتاجرة بها.
ولو اتبعته في تحقيق قولك (أنا لا أعرف أصنع خمرة) لما سرتك نتيجة التحقيق. ستمتعضين، وربما غضبت، ولكن الحقيقة حقيقة، وعلى المرء أن يتجرعها ولو مُرّة. فتجرعي إذاً أنك تصنعين خمرة وأن خمرتك لا تسكر.
ولك عدم اكتراثي بامتعاضك ولا بغضبك! ولك احتراماتي ومودتي

اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال