الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خِطاَبُ الاسْتِفْهَامِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَةِ. 2. (مُقَارَبَةٌ لِسَانيةٌ لِلْبِنْيَةِ وَالْوَظِيفَةِ). د. بنعيسى عسو أزاييط

وديع بِكِيطة.

2017 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خِـــطـــاَبُ الاسْــتِــفْــهَـــامِ فِــي الـلُّـغَــةِ الـعَـرَبِـيَــةِ . 2.
استند المؤلِفُ في الثاني على الطَّرْحُ اللِّسَانِي الْحَدِيث، وخاصة الفرضية التي آمنت باستقلالية التركيب عن المكونين الدلالي والتداولي، "شومسكي" ومن سار في نهجه، والتيارات التركيبية بصفة عامة؛ وقد خصص الباحث الباب الثاني، الفصل الرابع، من هذا الكتاب من أجل مناقشة ومحاورة هذه الفرضية ـ "شومسكي وأتباعه" ـ التي لا تَسْلَمُ من ثغَرَاتٍ في نظره، قبل أن ينتقل إلى عرض ومحاورة الفرضية الأخرى التي قالت بالتحام التركيب بالوظيفة التي يمارسها على المستوى المجرد، " تضم هذه الفرضية عدة مقاربات: وظيفية (مدرسة فيرباص Firbas 1964) سياقية (المدرسة الإنجليزية: فورث 1957 Firth، هاليداي 1967 Hallyda) ومقاربات أخرى لسانية أمريكية ( لي 1975 Li، 1976،جروسمان Grosmanو سان San و فانتي Vante 1975، وغيرهم) "؛ وترى هذه الفرضية ـ على عكس الفرضية السابقة ـ أن التركيب نَسَقٌ مُشْتَقٌّ مُتوَلِّدٌ عن الْوَظائِف، أما ما يسمى بالنحو في هذه الفرضية فليس إلا ظاهرة عارضة Epiphénomène لعمليات لسانية طبيعية.
أشار في نفس المسار إلى علم السميوطيقيا الذي قام على فرضية التداخل بين المستويات اللغوية: بورس Peirce، موريس Morris، ومن سار سيرهما، حيث تم في هذه الفرضية استيعاب التداولية للمكونين التركيبي والدلالي، من خلال مجموعة من المفاهيم التي بلْوَرَتْهَا لهذا الغرض، العَلامَة اللغوية، الاستعمَال، المَعنَى، الإِنْجَازَات...إلخ.
ويُعلق على هذا التداخل بقوله: " ولعل هذا الارتباط السّلَّمِي بين هذه المكونات يَعكِسُ أولا أسبقية التركيب على الدلالة والتداولية، وبالتالي يَعكِسُ أسبقيةَ الصيغةِ على المعنى والاستلزام المقامي... "، ويؤكد في إطار العوائق التي تطرحها هذه الفرضية أنه » من الصعب وضع تعريف جد واضح بين " المعنى الدلالي " المعتبر كخاصية مجردة لجمل اللغة، وبين " المعنى التداولي " المعتبر كوظيفة لمقام اللغة ".
حصيلة هذا النقاش، " أن هناك من حاول اختزال الدلالة في التداولية (Searle 1972) أو اختزال التداولية في الدلالة (اتجاه الدلالة التوليدية: Mccawley 1968 1972 Jackendoff, 1972 Fillmoce, p 71 Lakoff)، أو اختزال التداولية في التركيب (اتجاه Morgan, 1974 sadock : progmataxe 1975, Ross 1975 , 1975 Green , 1975 Gordon - lakoff) " الشيء الذي يؤكد في نظره على أن الحدود بين الدلالة والتداولية لا تتم إلا في إطار إجرائي.
ويعقد مقارنة بين علم التداولية في الفكر اللغوي الغربي المعاصر الذي تنوول بشكل واسع في العقود الأخيرة والفكر اللغوي العربي المعاصر الذي لم تعرف له إسهامات جادة على مستوى التنظير والممارسة، باستثناء بعض الكتابات المغربية (المتوكل 1985، 1986، 1987).
طُرحت في نهاية هذه الفصل مجموعة من الأسئلة؛ ما موقع التداولية (والمكونين التركيبي والدلالي) من النظرية التواصلية؟ ما هي مظاهر الملكة اللغوية التي تتعلق بالأبعاد الثلاثة الواردة؟ ما هي التداولية الكلية ؟ استحضر فيها للإجابة أبرز منظري اللسانيات الفرنسية (سوسور) وأب السميوطيقا الأمريكية (بورس) من أجل الجدل والحوار، وضمن النقاط المستخلصة في هذا البحث العميق أقر الباحث إلى » أن الحدود بين عناصر اللسان وعناصر الملكة اللغوية حدود وهمية فقط، ولذلك فكل ما يتعلق باللسان يعود بالضرورة إلى الملكة اللغوية، ويُتَمَّم بالإنجاز".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المَلَكَةُ الْلُّغَويَّة في لُغِتِنا سَليْقَةٌ
سميرعطا شمّاس ( 2017 / 2 / 19 - 13:56 )

المَلَكَةُ الْلُّغَويَّة في لُغِتِنا العَرَبيَّةِ الجَّليْلَةِ الجَّميْلةِ، سَليْقَةٌ نابضَةٌ بالحَيَوِيَّةِ تتَكامَلُ بذائِقَةِ اللِّسانِ العَرَبيِّ القَويمِ البَديْع السّائغ لِرحاب بَيانِها لا لِتَحسُّس الأعجَمِيِّ العاجز عنْ سَبرِ غوْريها فيرتَدّ خاسِئاً حَسيْراً كَسيراً كافِراً بعَظَمَتِها وقَدْرِها وقَدَرها عَلَيْه، والعَيبُ في ضَحالَتِهِ لا في ثَرائِها الزّاخِرِ، ولَكَ في الموقعِ الإلكتروني نَماذِجَ لأدعياء البحث العِلْميِّ الزّائفِ في عِبابِ بحرِها اللُّجِّيِّ المُحيطِ، نَماذِجٌ زَبَدٌ زائِلٌ ولُغةُ القرءان خالِدَةٌ.

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن