الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الفشل والنجاح في الحياة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2017 / 2 / 19
سيرة ذاتية


سر الفشل ومعادلة النجاح في الحياة !!؟؟
(من اعترافات رجل فاشل !؟)
(لا ينبئك مثل خبير !)
***********************
تعلمت من خلال تجاربي وملاحظاتي في الحياة ، فضلا عن إطلاعي على تجارب الآخرين ، أنه في ظل قليل من الذكاء مع كثير من الهمة والصبر والمثابرة على التحديات ومصاعب ومتاعب الطريق يفضي الى النجاح وتحقيق الطموحات أكثر من كثير من الذكاء مع قليل من الهمة والصبر والمثابرة ! ، فقوة الذكاء (*) وحدها لا تكفي للنجاح فقد رأيت في حياتي الكثير من الاشخاص الأذكياء الفاشلين !! ، فكيف اذا التقت كثرة الذكاء مع شدة الهمة والصبر والمثابرة !!؟؟ ، ولكن لا يمكنني أن انفي دور ما يمكن ان نسميه بالحظ او القضاء والقدر والذي يتمثل في (الفرص الذهبية السانحة) التي تلوح في لحظة من لحظات القدر العجيبة النادرة أمام الشخص فإما أن يختطفها ويقتنصها ويستفيد منها قبل ان تختفي أو ستضيع منه سدى وتذهب ادراج الريح! ، فضربات الحظ في حياتنا كومضات البرق تظهر فجأة وتلمع مضيئة في الأفق ثم تتلاشى كأ، شيئاً لم يكن ! ، وبالتالي فهي تحتاج ، من أجل الاستفادة منها، الى قرار سريع وحاسم دون تردد !، فالتردد في هكذا موقف هو القاتل المتسلسل للحظ والفرص الذهبية النادرة!! .
اذن يمكننا هنا أن نصوغ معادلة وعوامل النجاح في تقديري الخاص كالتالي : النجاح = (1) الذكاء 30% + (2) الهمة والصبر والمثابرة 60% + الحظ 10% .


وقد يسألني البعض عن سر الهمة ومن اين تستمد قوتها !؟ ، وجوابي هو أن سر قوة وشدة (الهمة) يكمن في (الرغبة الجادة والشديدة) في تحقيق وإثبات الذات والفوز بالمراد والإيمان بالمشروع والهدف الخاص او العام ، أي أن تؤمن بهدفك وبمشروعك الذي تطمح وتسعى اليه، فالهمة تتغذى بقوة الايمان ،كقوة وجدانية ونفسية محلها القلب وجوهرها (الثقة)، وقوة الإيمان كما هو معلوم تزيد وتنقص وتختلف في شدتها من انسان إلى إنسان بل تختلف في الشخص الواحد من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان ، تارة تنشط وتعلو وتصبح قوة دافعة ورافعة للنفس والعقل وتارة تتراجع وتخبو وتحتاج بالتالي إلى التزود بالوقود المعنوي من حين إلى حين! ، ولو في صورة عبارات ورسائل مؤثرة تخاطب العقل والوجدان فترفع الهمة وتغذو الأمل وتجدد الإيمان والثقة في النفس وصحة الهدف!.

أما أنا شخصياً ، أعترف ، أنه يمكنني ان أقدر أن نسبة ذكائي الشخصي في موازنة النجاح ، وبشكل موضوعي، لا تقل عن 20% فلا ينقصني الذكاء ، لا الذكاء الفردي ولا الذكاء الاجتماعي ، حتما ً وقد كنت في الدراسة الثانوية من أوائل الطلبة، وكذلك لا ينقصني الحظ، فنسبة حظي والفرص التي لاحت لي في حياتي ربما 10% كاملة ! ، فقد أتاح لي القدر فرصا ً ذهبية كثيرة أكثر مما أستحق! ، فرصا ً ذهبية سانحة كثيرة وكبيرة ربما لو كنت احسنت اقتناصها واستغلالها واستخدامها لربما حملتني على بساط الريح نحو عالم الناجحين الكبار !! ، لكن للاسف الشديد كانت دائما ً تنقصني الهمة العالية والصبر والمثابرة !! ، فنسبة هذا العامل عندي لا تتجاوز 20 % على أحسن تقدير لذلك لم أستطع أن أصمد طويلا ً في طريق الكفاح أمام التحديات والصعوبات وقواطع الطريق وبالتالي لم أحقق أي (نجاح مادي او اجتماعي) ، علميا كان أو عمليا ً أو ماليا ً أو أدبيا ً في الحياة ، رغم انني تعلمت دروسا ً كبيرة وعميقة من الفشل والإخفاق المتكرر في أمور عديدة والذي ،في حالتي الشخصية ، كان دائما سببه الاساسي ليس (نقصان الذكاء الذهني) ولا (فقدان الحظ والفرص) بل (نقصان الهمة والصبر والمثابرة)! ، واليوم لم يعد لدي من طموح سوى ان أدون ثمار تجربتي ومعرفتي في كتاب او اكثر قد يستفيد منه النشأ الجديد والراغبين في النجاح ، من يدري !!؟ قد أنجح في تحقيق هذا الهدف الأخير أيضا ً وقد لا أنجح !!؟ ، وحتى لو نجحت في تأليف ونشر الكتاب فقد ينجح الكتاب في رسالته وقد لا ينجح !! ، فالنجاح أحيانا يتطلب توافر عوامل ذاتية وعوامل موضوعية مما يفتح الطريق أمام النجاح المنشود ! ، ولكنني بلا شك لم أعد في هذا العمر وبهذه المعارف التي تراكمت عبر تجارب الايام في عقلي وقلبي أحس بالأسف او الحسرة او حتى الندم على ما فات ! ، فما وقع قد وقع وما فات قد فات وما هو آت آت ولن ينفعني البكاء على أطلال احلامي وما ضاع من ايامي، ماذا سيجديني البكاء والنواح على بقايا الأنقاض !؟؟ ، كل ما يجب على اليوم فقط هو أن أعمل على ان أحاول تدوين تجربتي ومعرفتي في كتاب ثم أكمل مشوار عمري الأخير نحو الدار الآخرة مكتفيا ً بهذا المكسب الكبير من نعمة الاسلام وبهجة المعرفة والشعور بالسلام الداخلي العميق بعد موجات من الشك والقلق والبحث عن الحقيقة! .. وعقيدتي اليوم هو أنني قد هبطت من مكان ما(؟) الى هذه الارض ومررت بكل التجارب واخذت نصيبي كاملا ً من الدنيا ، من اللذات والألام ، ورأيتُ ما رايت ، وسمعتُ ما سمعت ، وقرأتُ ما قرأت ، وعرفت ما عرفت ، وكتبتُ ما كتبت ، حتى شبعت وتعبت من الدنيا بعد أ، أخذت نصيبي منها وعرفتها وعرفتني قرب ثم تعرفت على (الموت) معرفة واعية ! ، ذلك الموت الذي كنت المحه كشبح مخيف ومريب منذ زمن بعيد يحوم حول المكان ويرمقني بطرف عينه من حين إلى حين كما لو أنه ذئب مفترس يراقب فريسته مترقبا ً الوقت الملائم للانقضاض !!، كنت أراه يدور عن بعد حولي كما يفعل كل يوم مع سائر البشر!! ، وكنتُ في طفولتي وشبابي اخشاه وأقضي الليالي مرعوبا ً متوترا ً من مرآه !، ولكنه اليوم اصبح ،بحكم طول الزمن والعشرة الطويلة، أحد رفاقي واصحابي القدامى المقربين مثله مثل الحياة ولم أعد أنظر اليه على أنه عدو لي او أنه شر محقق بل هو خير وصديق وعبد مأمور أمين يؤدي وظيفته المكلف بها بكل كفاءة وامانة واقتدار لصالح إستمرار خطة الله للبشر! ، إن الموت يستحق الاحترام منا تماما ً كما هي الحياة ! ، إنه مكلف بمساعدتنا على أن نمضي للضفة الأخرى وان نـُولد من جديد ، ولا ولادة بدون معاناة وألم وخوف وترقب، فهو بوابة عبورنا نحو دار الخلود ، فالله خلق الانسان ليبقى مثله خالدا ً الى الأبد ، وما أهبطنا هنا في الارض وهذا المعمل الارضي الكبير الا ليتاح لكل منا حرية القرار والإختيار حيث يختار كل منا مصيره بنفسه!، ويقرر أين يريد أن يكون خلوده الابدي ذاك ؟وفي أي دار؟ وأي مستوى من مستويات الوجود الخالد!!؟ ، فهذا الوجود الخالد يتدرج من أسفل سافلين إلى أعلى عليين !، فهو وجود يتدرج الناس فيه بل كل المخلوقات على درجات وطبقات متفاوتة ! ، فرغم تحقق العدالة المطلقة هناك فليس ثمة مساواة !، وأنا شخصيا ً لم أعد أتذكر حسناتي التي فعلتها في حياتي الماضية ! ، حقا ً لم أعد أتذكرها !، إن كانت لي حسنات ! ، ولا أدري إن كان بقي لي منها شيء ينبض بالحية !، فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فهناك من السيئات ما يحرق الحسنات ! ، وفي كل الأحوال، لا شك أنني منذ زمن بعيد قد حزمت أمري، بعقلي وإرادتي الحرة، فوضعت كل أخطائي وسيئاتي فوق ظهري دون أن أتنصل منها أو أحاول تبريرها وصعدت إلى زورق الإيمان بالله والحياة الآخرة وشددت الرحال بها نحو الله الخالق الغفور الرحيم وأحرقت من خلفي كافة زوارقي القديمة التي أكلها الصدأ وانكسرت مجاديفها بسبب رحلاتي ومغامراتي السابقة في أودية الأوهام !.
*************
سليم الرقعي
2017
(*) يتضمن الذكاء كأحد عوامل النجاح توفر المعرفة وأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة بالواقع المادي والاجتماعي (المتغير) فتوفر المعلومات أمر ضروري جدا في اتخاذ القرارات السليمة ورسم المخططات الحكيمة والا سيكون الذكاء في ظل شح المعلومات أو ظل المعلومات الخاطئة والمزورة يحصد الأوهام ويدل صاحبه على الطرق الخاطئة !، فالذكاء البشري كالذكاء الآلي الإلكتروني يعتمد في عمله على صحة وكمية المعلومات المتوفرة عن الواقع !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدالة الموت
ماجدة منصور ( 2017 / 2 / 20 - 11:02 )
في ثنايا الموت تقبع عدالة الله حيث يتساوى كائن من كان...المهم أن نترك هذه الدنيا و نحن راضون عما حققناه..أتمنى لك العمر المديد

اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س