الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد السوفياتي و القضيه الفلسطينيه 16(الأخيره)

عبد المطلب العلمي

2017 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الاتحاد السوفياتي و القضيه الفلسطينيه 16(الأخيره)

عبد المطلب العلمي

برقية سفير الاتحاد السوفياتي في إسرائيل يرشوف الى وزارة الخارجية السوفياتية

3اذار1950

في الثالث من اذار زرت شاريت بناء على دعوته. أبلغني عن نتائج مفاوضات إسرائيل مع شرق الاردن. بدأ شاريت القول ان نقطة الانطلاق لهذه المفاوضات، ، كان حقيقة أن إسرائيل، على الرغم من إبرام اتفاقات الهدنة، التي ادت فقط الى استقرار الوضع العسكري،فان اسرائيل ما زالت معزوله عن الدول العربية. لهذا، تحتاج إسرائيل لسلام طويل الأمد في المنطقة، من أجل النجاح ببناء الدولة. إسرائيل لديها 180 ألف من العرب وهي مهتمة بان لا يصبحوا طابورا خامسا، وخصوصا ان حدود إسرائيل طويله للغاية. لهذه الأسباب اضطرت إسرائيل لاستخدام كل الوسائل لتعزيز العلاقات مع الدول العربية. لكن لا بد من إحداث صدع في العالم العربي ،و الاتفاق اولا مع أي بلد. بالنسبة لإسرائيل، فمن المرغوب فيه التوصل الى السلام مع مصر في المقام الأول، لأنها البلد الأكثر استقرارا مقارنه مع جميع البلدان العربية الأخرى. لكن وصلت إلى السلطة حكومة جديدة، وموقفها تجاه إسرائيل لا يزال مجهولا.
الحلقة الضعيفة في سلسلة الدول العربية حسب شاريت، هو شرق الأردن، الذي يريد تثبيت وجوده في الجزء العربي من فلسطين. اسرائيل لا يعجبها ذلك، و تفضل أن تكون على حدودها دولة ديمقراطية جديدة، ولكن على هذه المناطق لا يوجد قوة سياسية من شأنها أن تنظم دوله جديدة، فعلينا القبول بالوضع الراهن، لأن دولة إسرائيل لا تنوي العمل من أجل انشاء الدوله الجديدة.
دارت المفاوضات مع شرق الأردن منذ فترة طويلة، لكن في الآونة الأخيرة نشأت الفرصة لإبرام اتفاقية عدم اعتداء. انها ليست معاهدة سلام، ولكن فقط خطوة تجاهه. من ناحية أخرى، فإنه لا يلزم إسرائيل الاعتراف بضم الجزء العربي من فلسطين، ومع ذلك، فإنه يحظر استخدام تلك ألاراضي من قبل قوات الدول الأخرى. إذا أبرم هذا الاتفاق (اتابع حسب شاريت)، فإنه يعطي إسرائيل عددا من المزايا:

1. سوف يتم اختراق المعسكر العربي، مما سيحقق ارباحا معنوية ودعائية كبيرة.

2.سوف يكون ابرامه بدون وساطة الأمم المتحدة من خلال المفاوضات المباشرة ، و هذا يعني سابقة بالنسبه للدول العربية ألاخرى.

3. سيكون للعقد أهمية اكبر، إذا تم إستئناف العلاقات الاقتصادية.

4. لم يقل شيئا عن عودة اللاجئين العرب لأن شرق الأردن لم يثير هذه المسألة، ولكن سيكون على إسرائيل أن تدفع تعويضات عن الخسائر التي منى بها اللاجئين.

5. أن الاتفاقية تؤمن أيضا الوصول إلى جبل سكوبس(جبل المشارف) ، وفتح طريق القدس القديمة عبر اللطرون وعدد من التنازلات المتبادلة الصغيرة الأخرى. ومن الممكن باتفاق تجاري تخصيص "منطقة حرة"لشرق الأردن في حيفا والاتفاق على مسألة إعادة فتح مصانع بوتاس البحر الميت.

أن الاتفاق سوف يثبت الوضع الراهن لحدود إسرائيل، بما في ذلك النقب. لو ان محادثتنا هذه قد تمت يوم أمس، كما قال شاريت، فأنه كان سيقول ان التوقيع على المعاهدة سيتم في غضون يومين او ثلاثه . لكن لقد أصبح معروفا اليوم استقالة حكومة شرق الأردن. بطبيعة الحال، فإن الاستقاله هي موقف ضد المعاهدة، ولكن يبدو ان عبد الله سوف يشكل حكومة لن تعارضه في عقد اتفاقية مع إسرائيل. وأضاف شاريت أنه في الوقت الراهن مهتم في معرفه موقف انجلترا. فهي حتى الآن اتخذت موقفا مترقبا، و لم تتدخل في المفاوضات ولم تمارس أي ضغوط على شرق الأردن.

مستغلا هذه الزيارة، سلمت شاريت مذكرة وفقا لتعليماتكم. تركت محتويات المذكرة انطباعا قويا على شاريت و على الياشيف الذي كان حاضرا اثناء المحادثة. وقال شاريت انه سيفعل كل ما هو ممكن ل"التوصل إلى اتفاق متبادل و ازاله النزاع بشأن هذه المسألة." وسأل عن المغزى العملي بالنسبة لنا بخصوص هذه المساله، وأجبت أن لها أهمية أساسية وعملية. حاول الياشيف البدء بالنقاش حول الحقوق المدنية للأشخاص الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ولكني قاطعته قائلا إن وجهة نظره تم الاعراب عنها في مذكرة وزارة الخارجية في 22 شباط، والتي حصل على جواب كامل بشأنها، في مذكرة بعثتنا المؤرخة في 3 اذار. وفي الختام أكد شاريت أنه سيبذل كل ما هو ممكن وأن هذه المذكرة سيتم النظر بها بكل العناية الواجبة.

يرشوف


ارى من الضروري توضيح خلفيه ما جرى في مفاوضات الشونه، فشاريت تطرق فقط الى موقف اسرائيل الترحيبي من عقد الاتفاق الذي سيقود الى معاهده سلام .
بدات المباحثات في تشرين الثاني من عام1949، سبقتها مفاوضات حول جدول الاعمال بين سمير الرفاعي رئيس الديوان الملكي و الياهو ساسون مدير دائره الشرق الاوسط في الخارجيه الاسرائليه بمشاركه روفيم شلواح (زاسلانسكي).اما في الاجتماعات التي تمت بعد اقرار جدول الاعمال فشارك بها من الجانب الاسرائيلي الاثنان المذكوران ، اما من الجانب الاردني فوزير الخارجيه فوزي الملقي بالاضافه الى خلوصي الخيري و جمال طوقان. جدول الاعمال تضمن: استثناء اراضي فلسطين من اتفاقيه الحمايه بين الاردن و بريطانيا، و تم الاتفاق على هذه النقطه.
توفير ممر بري للاردن من بيت جبرين مرورا ببئر السبع الى شاطئ البحر المتوسط مع وجود نقاط عبور للاسرائيلين بين جزئيها و اعتبار هذا الشريط منطقه منزوعه السلاح.مبدئيا تم الاتفاق على هذه النقطه و دارت المباخثات حول عرض هذا الشريط و نقطه خروجه على شاطئ المتوسط.تم الاتفاق ايضا على تخصيص منطقه حره اردنيه في ميناء حيفا و اخرى اسرائيليه في ميناء العقبه . كذلك طالبت اسرائيل بحريه الوصول الى حائط المبكى و الى جبل المشارف(الجامعه العبريه و مستشفى هداسا) و استرجاع الحي اليهودي في البلده القديمه،فطرح الجانب الاردني بالمقابل عوده اللاجئين من القدس الغربيه الى ممتلكاتهم هناك. لم يتم الاتفاق على هذه النقطه كون اسرائيل رفضت عوده المهجرين و اقترحت التعويض المادي اما الحي اليهودي فلم يوافق الاردن حيث ان العقارات هناك ملكيه عربيه و اغلبها وقفيه ، فتم الاتفاق على تاجيل البحث في هذه النقطه الى محادثات الحل النهائي.
كبرق في نهار صحو نشرت الصحف الاسرائيليه صباح الاول من اذار تفاصيل المحادثات. نشر تلك التفاصيل ادى الى استقاله الثلاثه وزراء الفلسطينيين من الحكومه و اعقب ذلك تقديم توفيق ابو الهدى لاستقاله الوزاره.
السؤال هنا من كان وراء هذا التسريب؟هل هي اسرائيل؟ من المستبعد هذا، فهناك نقاط لم يتم بعد بحثها لاسرائيل مصلحه في حلها و هي مساله6000دونم في منطقه نهاريم(جسر المجامع شرق نهر الاردن)التي اشترتها شركه كهرباء فلسطين(مشروع بنحاس روتنبرغ)عام1927و كذلك مشروع شركه البوتاس على الشاطئ الشمالي للبحر الميت.بريطانيا ، من المستبعد فالمفوض البريطاني في عمان كان طوال الوقت على معرفه بتطور المحادثات مرسلا تقارير اسبوعيه الى لندن، و التي كانت على مقدره لوقفها بدون شوشره مستعمله الضغط المالي و بنود المعاهده مع الاردن. هنا تبقى فقط الولايات المتحده فهي طوال الوقت كانت تسعى لعقد تسويه شامله في المنطقه.نقطه اخيره لماذا تمت دعوه يرشوف لزياره شاريت و ايصال تلك المعلومات له يوم3 اذار، مع انه على الاغلب قد قرأ جرائد الاول من اذار. لا اجد تفسيرا منطقيا لها.
اما موضوع المذكره المشار اليها في نهايه البرقيه. فهي بخصوص مواطني الاتحاد السوفياتي المقيمين في اسرائيل. اتخذت الحكومه قرارا بتطبيق التجنيد الاجباري على جميع المقيمين بغض النظر عن جنسياتهم، مما حدى بالاتحاد السوفياتي للاحتجاج و توجيه مذكره قبل شهر من المذكره المشار اليها هنا، لكن رد الخارجيه الاسرائيليه لم يقدم حلا لللاشكال فاقتضى الامر تسليم مذكره اخرى.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - شكرا
سعيد زارا ( 2017 / 2 / 20 - 17:28 )

شكرا للرفيق العلمي على مجهوداته الجبارة في اضاءة مواقف تاريخية عتمتها القوى الرجعية.

2 - ملاحظة
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 21 - 15:44 )
مادة تاريخية هامة.. تشكر عليها.. لي ملاحظة:

عبدالله التل - كان قائدا لجبهة القدس ةلم يتلق أمرا بالهجوم رغم القدرات العسكرية لفيلقه,,,

في كتابة عن كارثة فلسطين كشف ايضا التنسيق بين غولدا مائير، رئيسة حكومة
،اسرائيل في فترة حرب 1973.. وبين الملك عبدالله.. كان الاتفاق مع الملك عبدالله الأول طبعا على توسيع مملكته. ولا ننسى انه كان قائدا للجيوش العربية التي دخلت فلسطين. المعروف ان الجيوس العربية لم تدخل اطلاقا للمناطق التي خصصت للدولة اليهودية حسب قرار التفسيم الدولي.. اي كان عرضا عسكريا بلا اظافر ..ومجرد تنفيذ للإتفاق بين الملك عبدالله الأول وغولدا مائير ( مايرسون الأسم الأصلي )

3 - ردود
عبد المطلب العلمي ( 2017 / 2 / 21 - 17:39 )
شكرا رفيقي العزيز سعيد على اطلالتك و اطرائك.
رفيقي نبيل.لا شك انك تعني1948.التنسيق بينهما صحيح لكنه يحمل طابعا ثانويا. الاساس كان موافقه بيفن على دخول الجيش العربي الى فلسطين بشرط عدم تجاوز خطوط التقسيم المقره في قرار الامم المتحده(اجتماع بيفن و ابو الهدى في لندن).بالنسبه للقدس فموضوعها اخر فهي حسب القرار الاممي منطقه دوليه لذلك لم تاتي الاوامر بالدخول اليها الا بعد احتلال الجزء الغربي منها. و في نفس الوقت لا يجب ان نغفل عن الدور البطولي لجنود الجيش العربي في معارك اللطرون و النبي صموئيل و الشيخ جراح و كذلك الدفاع عن المدينه القديمه و ايقاف الهجوم من منطقه المصراره و الكنيسه اللوثريه.

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر



.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو

.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا



.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت