الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين قبائل (بسوس)الداخل وحقد(تتار)الخارج...ضاعت الهوية العربية

خورشيد الحسين

2017 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن الغوص في المصطلحات الجافة والأفكار المعقدة والمركبة سأطرح الموضوع بصيغة لغوية قريبة للفهم والإستيعاب ,فالواقع المأزوم التي تعيشه الأمة العربية لا يحتمل التنظيروثرثرة المثقفين القابعين في أبراجهم العاجية,في حين نرى الحرائق تشتعل في الجسد العربي من محيطه الى خليجه ,وتضع الهوية العربية نفسها في مهب الرياح .
ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الأمة العربية الى عدوان خارجي يتلاقى مع بعض مركبات من تكوينات الأمة, أيقظت فيها المؤامرات والأيادي السوداء أحلاما وطموحات تتجاوزقدراتها وإمكانياتها, لكنها تستطيع أن تشكل من نفسها ألغاما تتفجر لحسابات خارجية على حساب وجودها وهويتها العربية ثقافيا وإجتماعيا,وليس بعيدا عن ذلك ما أسهم به النظام العربي في تغذية هذه النزعات الإنفصالية وخلق حالات من الفوضى المدمرة في صراعاتهم وتوظيف الإثنيات القومية وإحياءها وإثارة الغرائز الدينية الطائفية منها والمذهبية,فالنظام العربي الرسمي أتاح الفرصة بما مارس من ديكتاتورية مفرطة بعنفها وحكم الشعب بالقبضات الأمنية وبالحديد وبالنار لكل أعداء الأمة كي ينفذوا من خلال ظلاميته الى المجتمع العربي الفاقد للحصانة الذاتية والمفتوح على كل الإحتمالات التي يرى فيها خلاصا من قمع الأنظمة وكبتها لحريته وفرض رؤيتها ومنهجيتها في الحكم بعيدا عن تطلعات الشعوب وطموحاتها في العيش بحرية وكرامة ,في هذه الأجواء لم يجد أعداء الأمة أفضل منها فرصة سانحة لتنفيذ مآربهم في تفتيت الأمة الى دويلات وكيانات اثنية وطائفية ومذهبية متنافرة ومتناحرة في حروب طويلة الأمد ,لا يلوح في الأفق أي نهاية لها على المدى القريب.
فوضى مدمرة تقاطعت الأهداف فيها وتلاقت طموحات الدول العظمى والدول الأقليمية على تقاسم النفوذ والثروة وشرذمة الوطن العربي وإخراجه من التاريخ والجغرافيا. فالكيان الصهيوني الذي يسعى الى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس بعد إعلانه عن تهويد دولته المزعومة ونشر المستوطنات على كامل التراب الفلسطيني ورفض حل الدولتين متسلحا بالدعم الأمريكي وبالضعف وبالتراجع العربي ,حيث القضية الفلسطينة لم تعد لا من الأوليات ولا حتى على أجندتهم من الأصل,لم يتأخر عن التقاط اللحظة التاريخية وتجييرها في تنفيذ مخططاته وأحلامه التلمودية_الصهوينية بإقامة دولته من الفرات الى النيل على أنقاض الوطن العربي.
لم يستطع النظام العربي بما يملك من قابلية للإنهيار والسقوط أن يتحصن بشعبه والإلتفاف الجماهيري حوله.بل أصبحت الجماهير نفسها وبحكم موقعها العدائي بسبب إفرازات النظام وتحيزه ضدها وعزلته عن قضايا الجماهير الحيوية وبما أوجده من فجوة وهوة عميقة بينهما أداة طيعة وأداة لنشر الفوضى والتدميرفي محاولة للخلاص دون حسابات للأثمان التي دفعت وستدفع.
هذه الحرب الأممية من الخارج وقبائل البسوس الأثنية والطائفية والمذهبية في الداخل وضعتنا أمام حقيقة مرة في مواجهة أنفسنا حيث لا حول لنا ولا قوة .فالتكفير والتخوين والعصبيات هي الخطاب الطاغي في ظل غياب مخيف ومرعب للخطاب العروبي حيث لا مكان له ولا وزن في هذه المعمعة ,لنواجه الحقيقة,لقد تمت عملية الفرز المجتمعي العربي وآرتفعت الرايات العصبية الجاهلية وكل يقاتل تحت رايته المزعومة وتمتد له أيادي العون من القوى المعادية للأمة,وربما هي المرة الأولى في التاريخ تواجه الأمة العربية خطرا وجوديا بهذا الحجم وهذه المخاطر,فالهوية العربية تتعرض لأشرس هجمة تكالبت فيها قوى الشر لمحوها وطمسها وإفناءها كليا من الوجود في عالم تحكمه القوة والمصالح ,وعلى أطلالها يقف الكيان الصهيوني ينتظر إعلان النصر النهائي ,والدول المغذية لصراعاتنا والمنخرطة مباشرة في إبادتنا تنتظر حفل تقاسم كعكة الوطن العربي ,والنخب القومية والوطنية في موقع المهزوم واليائس بحكم عجزه عن الفعل والتأثير,هي اللحظة الأكثر خطورة ومفصلية والتي تستدعي حشد كل الطاقات من جهة النخب الثقافية والحزبية والقوى والمثقفين والمنتمين للخط القومي كي تقف في جبهة واحدة وتعمل في الحد الأدنى المطلوب منها في نشر الوعي وتحديد الموقف وكشف عمق المؤامرة وخطورتها في خطاب عروبي جامع يالرغم من حالة الضعف العام غير أن الندب واللطم لا يؤدي الى نتيجة فالعمل المنظم والمنسق والخطاب الموحد يحفظ الحد الأدنى من التماسك ليقول نحن العرب ..ما زلنا أحياء ها هنا ....فهل من يسمع ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار