الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة مشوهة عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق لكاتبها عبد الحسن يوسف

فاضل عباس البدراوي

2017 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عند قراءتي لسلسلة مقالات، ينشرها السيد عبد الحسن حسين يوسف، على موقع الحوار المتمدن،( تحت عنوان دراسة متواضعة عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق) لاحظت مجموعة من ألاخطاء، في سرده لتاريخ الحركة الشيوعية في العراق. نظرا لكوني ناضلت في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ صباي، في بداية خمسينيات القرن الماضي لغاية انقلاب شباط الاسود، ولم أكن بعيدا عن نشاطات وفعاليات الحزب للسنوات التي تلت ذلك التاريخ. تعرفت خلال تلك الفترة على عدد كبير من المناضلين في صفوف الحزب الذين كانوا يكبرونني سنا، وأقدم مني في صفوف الحزب بسنوات طويلة، وعدد من هؤلاء كانوا من القريبين مني عائليا، حيث كنت أسمع منهم خلال أحاديثهم عن الكثير من المحطات النضالية في تاريخ الحزب كذلك عن نشأته في السنوات الاولى من تأسيسه، اضافة لقراءاتي العديدة لمجموعة مطبوعات صدرت عن الحزب، ومذكرات عدد من الشيوعين القدماء، وقسم من هؤلاء أسهموا في تأسيس الحزب كالرفيق الفقيد زكي خيري، ومنهم من قاد الحزب لفترات أخرى، كالرفيق بهاء الدين نوري وغيرهم من الرفاق القدماء الذين كتبوا مذكراتهم، كما قرأت فصولا من كتاب المؤلف حنا بطاطو الذي تناول فيه تاريخ الحركة الشيوعية في العراق، اضافة لقراءتي، لكافة اجزاء كتاب عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، الذي كُلف الرفيق الراحل عزيز سباهي من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي بتأليفه، اذ ان المؤلف كان من مناضلي الحزب منذ اربعينيات القرن الماضي، وقضى عقد من السنين في غياهب السجون، زامل خلالها عددا كبيرا من الشيوعيين القدماء. فهناك شبه اجماع على دقة ما جاء في المؤلفات الأنفة الذكر. لكن عند قراءتي لمقالات السيد عبد الحسن، وجدت ان هناك تشويه وأخطاء في المعلومات عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق، جاءت في ثنايا مقالاته، وهي تتناقض مع كل ما كتب عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق. كان على السيد يوسف الأطلاع على تلكم المؤلفات والاتصال بمن تبقى من الشيوعيين القدماء على قيد الحياة، قبل كتابة تلك الدراسة التي شوهت الحقائق عن تاريخ الحركة الشيوعية في العراق.
سوف أبين للقراء الكرام بعضا من ألأخطاء، التي وردت، في الجزء التاسع فقط من تلك المقالات:
1- يذكر السيد عبد الحسن، ان وثبة كانون حدثت عام 1947، بينما الصحيح هي ان الوثبة حدثت في أوائل عام 1948 وفي كل عام تستذكر القوى الوطنية ذكرى الوثبة وتحييها، ذلك يوم 27 من كانون الثاني، فكيف نثق في كاتب يحاول ان يكون مؤرخا وهو يخطأ في تاريخ أهم الوثبات التي قام بها الشعب العراقي ضد الأستعمار واذنابه؟.
2- يعدد أسماء الرفاق الذين تم اعدامهم بعد خيانة مالك سيف في نهاية عام 1948 ويذكر من جملة هؤلاء الرفاق المعدومين، الرفيق ابراهيم ناجي، الصحيح ان الرفيق ابراهيم ناجي شميل الذي اعتقل في داره الرفيقين الشهيدين، فهد وزكي بسيم، لم يعدم بل حكمت عليه المحكمة الكبرى في بغداد بالسجن لمدة عشرة أعوام، في المحاكمة الاولى التي جرت لهم عام 1947 عند اعتقالهم، وقضى فترة الحكم اواسط عام 1956 وسفر قسرا الى خارج العراق، وقد اصدر الحزب في حينه بيانا شجب فيه تسفير الرفيق المذكور دون رغبته.
3- عندما يأتي على ذكر الرفيق الشهيد ساسون دلال، يقول بأن الحزب خوَنه، في الحقيقة لم يصدر أي بيان او تصريح من قبل الحزب لتخوين دلال، وكل ما ذكر عنه، انه كان يساريا متطرفا، والسبب هو انه كان شابا في مقتبل العمر قليل التجربة ولم يمض على انتمائه للحزب سوى ثلاثة أعوام، ولم يكن يشغل مركزا قياديا في الحزب قبل اعتقال قيادة الحزب، لقد تولى مسؤولية قيادة الحزب لفترة قصيرة بسبب الفراغ الذي حدث في القيادة بعد اعتقال معظم القيادات والكوادر الحزبية، اثر خيانة مالك سيف.
4- طفر الكاتب من قيادة ساسون دلال مباشرة الى قيادة بهاء الدين نوري، بينما الصحيح انه عند القاء القبض على دلال تولى مسؤولية القيادة، جاسم الطعان وهو كسابقه لم يكن قياديا قبل تلك الاحداث. الطعان انهار في التحقيق وتعاون مع الاجهزة الأمنية، ثم جاء مسؤول السليمانية للحزب، حميد عثمان، فتولى القيادة وبعد فترة قصيرة القي القبض عليه هو ألأخر ألا ان عثمان صمد في التحقيق، فجاء مسؤول الحزب في البصرة، المهندس زكي وطبان الى بغداد وتولى القيادة، وقد القي القبض عليه واصيب بطلق ناري في رجله اثناء اعتقاله بعد فترة قصيرة من توليه القيادة، وأعتقد انه تعهد بترك الحزب أو ربما ادلى بأعترافات ولذلك السبب أطلق سراحه، ثم تولى بهاء الدين نوري القيادة أواخر عام 1949، لحين اعتقاله أوائل عام 1953.
5- ان انتفاضة فلاحي آل ازيرج لم تحدث في تلك الفترة كما يذكر الكاتب، انما حدثت في النصف الأول من عام 1952، ولم يكن للمناضل الفلاحي الراحل فعل ضمد اي دور في تلك الانتفاضة لأنه ترك صفوف الحزب وأعتزل العمل السياسي بعد عام 1948.
6- عندما يأتي السيد عبد الحسن على ذكر انشقاق جماعة راية الشغيلة الذي حدث اوائل عام 1953، يأتي على ذكر الشهيد الخالد جمال الحيدري على انه أسهم في انشقاقات عديدة حدثت في تارخ الحزب، وهنا وقع في خطأ آخر، حيث ان الرفيق الحيدري انتمى للحزب عام 1946 عندما كان طالبا في دار المعلمين العالية (كلية التربية في الوقت الحاضر) وقد فصل من الكلية عام 1947 وتفرغ للعمل النضالي في صفوف الحزب الى ان القي القبض عليه في كركوك اثناء الهجمة على الحزب في اواخر عام 1948 وأوائل عام 49 وكان آنذاك عضوا في محلية كركوك للحزب ، لم يسهم في أية انشقاقات اخرى عدا الأنشقاق الوارد ذكره اعلاه.
7- لقد وقع في خطأ آخر عند ذكره لأسماء اللجنة المركزية للحزب في اواسط عام 1955 في ذلك التاريخ الذي تم فيه تنحية حميد عثمان عن مسؤولية القيادة وانتخب الرفيق الشهيد الخالد، سلام عادل (حسين أحمد الرضي) لا حسين الرضوي، هذا اللقب الصقه به اعداء الحزب لمحاولة النيل منه، على أساس انه غير عراقي الأصل، وهذا كذب وافتراء، لكن السيد يوسف يطلق عليه هذه التسمية ايضا، ولا ادري سهوا او قصدا منه هو ألآخر؟. اما اعضاء اللجنة المركزية المذكورة، لم يكن من بينهم في تلك الفترة الرفيق كريم أحمد حيث انه اعتقل بداية ذلك العام في بيت حزبي كان مقرا لمحلية بغداد مع عدد من كوادر الحزب بينهم الرفيقين الراحلين عبد علوان الطائي ومهدي عبد الكريم، كذلك الحال مع سليم الجلبي، فقد تم ارساله من قبل قيادة الحزب الى الشام، قبل ذلك التاريخ بمدة بسبب مرضه ويقال أنه كان خاملا في اداء مهامه الحزبية، وانقطعت علاقته بالحزب منذ ذلك الوقت.
8- ومن الأخطاء الذي وردت في هذا الجزء من المقالات، هي عند مجيئه على ذكر عملية توحيد صفوف الحزب بأنضمام جماعة راية الشغيلة ووحدة الشيوعيين العراقيين الى صفوف الحزب، حيث يورد أسم منظمة وحدة النضال الكردية من بين الكتل التي انضمت الى الحزب. في الحقيقة لم تكن في تلك الفترة (عام 1956) أي وجود لمنظمة كردية تحت ذلك ألأسم، حيث ان منظمة وحدة النضال الكردية تشكلت في اوائل اربعينيات القرن الماض وتم تصفيتها عام 1945 بأنضمام قسم من اعضائها الى الحزب الشيوعي وآخرين شكلوا مع عدد آخر من السياسيين الكرد عام 1946 الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي)، لقد أختلط الامر على صاحب الدراسة التاريخية! حيث كانت (وحدة النضال ) هي النشرة الشهرية لجماعة وحدة الشيوعيين بقيادة الشهيد الخالد عبد الرحيم شريف، وتوقفت عن الصدور بعد انضمام المنظمة الى صفوف الحزب الشيوعي. هذا قيض من فيض من الأخطاء الكثيرة التي وردت في هذه الدراسة المشوهة للحقائق التاريخية. اتمنى على الكاتب التوقف عند هذا الحد والأعتذار للقراء عن الاخطاء الكثيرة في دراسته، حيث ان دراسات من هذا النوع تحتاج الى ذكر المصادر وأسماء كتَابها، وأسماء شخوص تم الأتصال بها وأخذ المعلومات منها. ربما هناك أخطاء أخرى لم أتمكن من تشخيصها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية