الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين.

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2017 / 2 / 20
مقابلات و حوارات



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -196- سيكون مع الأستاذ  نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين.

 

تمهيد: ولدت عام 1947 في مدينة الناصرة التي احتلتها اسرائيل عام 1948، عانيت في شبابي الباكر من قيود التنقل بسبب نشاطي السياسي في صفوف الشبيبة الشيوعية، انهيت ثانوية صناعية ، ودرست سنتين في المعهد التكنولوجي التخنيون موضوع هندسة الميكانيكيات، ثم أوفدني الحزب الشيوعي للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو عام 1968.
مشكلة ابناء جيلي كان الحصار الثقافي والرقابة العسكرية الاسرائيلية على كل ما ينشر، وفقر مستوى التعليم بالمقارنة مع نظيرة في الوسط العبري.
في فترة سنوات الخمسين والستين فصل عشرات المعلمين الوطنيين العرب وفرض جو ارهابي على التعليم العربي، وكانت كتب التعليم تقر ايضا من جهاز المخابرات واعتقد ان التعليم العربي ما زال مراقبا من نفس الجهاز. دراستي الثانوية كانت اساسا باللغة العبرية، كذلك في التخنيون، وطبعا سوق العمل تسود فيه اللغة العبرية. الأمر الذي ترك اثاره الكبيرة خاصة على ابناء جيلي.. جيل النكبة!!
والدتي أخذت على عاتقها مهمة تعليمي اللغة العربية قراءة وكتابة على صفحات الصحف والمجلات الشيوعية (الاتحاد والجديد والغد) منذ كنت في الخامسة من عمري، فعشقت القراءة والكتابة، وبدأت اقلد القصص التي أقرأها او التمثيليات التي اسمعها بالراديو. ولم اكن بعدها بحاجة الى كتب تعليم اللغة العربية التافهة التي فرضها جهاز المخابرات. وبسبب دراستي الثانوية والجامعية باللغة العبرية لم يتح لي ان ادرس قواعد اللغة العربية بشكل كاف، وما زلت اكتب اعتمادا على سمعي.. واقع ببعض الأخطاء ..
لم احظ بوظيفة تسهل لي نشاطي الثقافي، عملت موظفا بالحزب الشيوعي لمدة ثلات سنوات، ثم تركت الوظيفة الحزبية بسبب الوضع المادي الصعب الذي واجهته واشتغلت بمجال الصناعات المعدنية - حدادا.
خلفيتي المهنية فتحت امامي ابواب العمل الاداري خلال اشهر قليلة من بداية عملي المهني، استلمت وظيفة مدير فحص جودة الانتاج في اكبر مصانع الحدادة في اسرائيل، بعدها مديرا للعمل ثم مديرا للإنتاج، ونفذت مشروع بناء مصنع بتروكيماوي في شيراز الايرانية أيام الشاه، ومشروع بناء صهاريج ضخمة على شاطئ الخليج العربي في بوشير (بوشهر) الايرانية.
خلال كل فترة عملي المهني الذي استمر 35 سنة لم اتوقف عن الكتابة الثقافية والسياسية. تقاعدت عام 2000 من العمل المهني المباشر، وعملت محررا في جريدة نصف اسبوعية مع الشاعر والمفكر سالم جبران، ثم رئيسا لتحرير جريدة يومية صدرت لأكثر من سنة عام 2010- 2011، وهناك تخطيط جديد لأحرر جريدة يومية جديدة ستكون الأولى من نوعها باللغتين العربية والعبرية. لي 12 اصدار بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والنقد الأدبي، واكثر من 20 كتابا ينتظرون النشر ..
*******


تشغلني في السنوات الأخيرة العديد من القضايا الفكرية والسياسية والثقافية، وأشعر اني في سباق مع الزمن لأسجل كل ما في جعبتي من مواضيع، لكن سرعان ما تمتلئ جعبتي من جديد وبكثافة اكبر من السابق. يقف على رأس القضايا التي تشغلني مراجعة تجربتي الطويلة في الحركة الشيوعية، التي شكلت نصف قرن من حياتي، ثم تطور قناعاتي الفكرية والفلسفية والثقافية بعيدا عن الاطار الذي وضعت عقلي وقلبي به لنصف قرن من السنين..
ربما يصطدم بعض القراء بنقدي للواقع الشيوعي كما اراه اليوم ، لذا اؤكد ان نقدي لا يتناول الدور التاريخي للطليعة الشيوعية، ودورها الهام والعظيم في تاريخ شعبنا الفلسطيني بالتحديد، الذي لم يهاجر او يُهجر من وطنه خلال النكبة ، رغم الجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية لدفع المواطنين العرب للهرب من وطنهم. اذ أسفرت النكية عن تدمير ما يقارب او يزيد عن 520 بلدة عربية، وارتكبت مجازر مختلفة ، دير ياسين أبرزها، والحديث يدور عن 50 مجزرة دفعت مليون ونصف من ابناء الشعب الفلسطيني للهرب من وطنهم.. وما زالوا مقيمين في الخيام في الأقطار العربية المحيطة بفلسطين، بانتظار حل انساني لمشكلة التهجير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.. ولا يبدو ان العالم العربي يأخذهم بالحساب.. ويدفعون ثمنا رهيبا نتيجة الأحداث الدموية، اسوة بالمواطنين العرب الآخرين.
اسماء هامة في تاريخنا الوطني والشيوعي شكلت القوة الدافعة والمحركة للحفاظ على هويتنا الوطنية، على تماسكنا الوطني والاجتماعي، على تطوير ثقافتنا، والدفاع عن حقوقنا القومية ، ومواجهة مصادرة الأرض، وتثقيف ابناء شعبنا سياسيا وفكريا وثقافيا، بل وفتح صفوف لتعليم من فاته ان يتعلم في المدارس من الجيل الذي عصفت به النكبة.
بوضوح ، كان قادة الحزب الشيوعي العرب ، وطنيين مخلصين حملوا دمهم على اكفهم بمواجهة سياسية التهجير والطرد من الوطن، واعادة بناء التلاحم الاجتماعي وكسر الحصار الثقافي والارهاب السلطوي بحكمه العسكري الذي خص به المناطق العربية بالأساس، وهي قيود ارهابية من ايام الانتداب البريطاني، تفرض منع التنقل بدون تصاريح عسكرية خارج بلداتنا، والنفي والاعتقال الاداري الذي يمارس اليوم ضد ابناء شعبنا الفلسطيني في مناطق السلطة الفلسطينية(المناطق المحتلة عام 1967).
منذ بدأ وعيي يتشكل وانا أعيش حكاية شعبي الفلسطيني الذي تشرد .. وقصص التشريد والنضال البطولي للشيوعيين العرب لوقف شحن ابناء شعبهم وقذفهم وراء الحدود .. ومعارك الهويات، لإصدار هويات "للمتسللين" العائدين الى وطنهم ولمن فاته التسجيل لأسباب مختلفة. وقد خاض الحزب الشيوعي ومحاميه حنا نقارة الذي أطلق علية الناس لقب "محامي الشعب" معركة الهويات في المحاكم الاسرائيلية، وكانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحا بتحصيله للهويات عبر المحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني "متسللا" يجب قذفه وراء الحدود ، وتحديا أيضا للحكم العسكري الذي فُرض على العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم .
ومن الأهازيج النضالية في تلك الفترة:
طارت طيارة من فوق اللية الله ينصركو يا شيوعية (اللية - اسم مكان في الجليل)
حنا نقارة جاب الهوية غصبا عن رقبة ابن غريونا (بن غوريون- اول رئيس لحكومة اسرائيل)
وحسب مذكرات الشاعر والمناضل حنا ابراهيم ( كتابه: ذكريات شاب لم يتغرب )، كانت تمنح هويات حمراء لمن يعتبروا " ضيوفا " بالتعبير الاسرائيلي ، أي المرشحين للطرد من الوطن . أما غير الضيوف فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. ويذكر حنا ابراهيم أغاني التحدي التي كانت تنشد في حلقات الدبكة ، ومنها:
يا أبو خضر (اسم شرطي كان بقمة اللؤم) يللا ودينا الزرقات والحمرا ع صرامينا (لون الهويات- الهوية الحمراء تعني مرشح للطرد من الوطن، الزرقاء ضمانة للبقاء في الوطن )
هذا وطنا وع ترابه ربينا ومن كل الحكومة ماني مهموما
يقطع نصيب ال قطع نصيبي لو انه حاكم في تل أبيب
توفيق الطوبي واميل حبيبي (من قادة الحزب الشيوعي) والحزب الشيوعي بهزو الكونا
ويتلقف الشبان الكرة ويعلو نشيد المحوربه (نوع من الغناء الشعبي الفلسطيني):
لو هبطت سابع سما عن حقنا ما ننزل
لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل
لا يمكن ان اتنكر لهذا التاريخ لأني جزء منه . للأسف اليوم يجري التنافس على المناصب والمكاسب. ويجري التآمر الواحد ضد الآخر ليبقى المكسب لصالح "الأقوياء"!!
منذ سنوات الثمانين بدأ الانحراف عن النهج السليم، بدأ الحزب تحت قياداته الجديدة اشبه بقائمة انتخابية، لا حياة حزبية، لا تثقيف من قادة هم اصلا بحاجة الى تثقيف. كان الإنتكاس وبداية تفكك الحزب الشيوعي بالانقلاب ضد الشخصية السياسية البارزة في الحزب والأكثر تأهيلا لقيادته، برلمانيا وسياسيا، واعني سالم جبران المفكر، الشاعر، القائد الشيوعي في وقته، الاعلامي البارز والمحرر الرئيسي لصحيفة الحزب اليومية باللغة العربية (الاتحاد)، والقادر على تطوير خطاب سياسي مبدئي وعقلاني بمواجهة الخطاب الصهيوني، والشخصية المؤثرة بعمق وعقلانية عميقة على اوساط يهودية مختلفة. رغم قرار الحزب بهيئاته المركزية انتداب سالم جبران لقيادة قائمة الحزب الى الكنيست، الا انه جرى نقض قرارات الحزب بالعربدة والتهديد، للأسف قادة الحزب (العواجيز) قطفوا رؤوسهم، وبالتالي دمروا مصداقية الحزب ربما هذه القصيدة لسالم جبران تعبر عن واقع الحزب بعد الانقلاب ضد سالم وضد قرارات هيئات الحزب العليا، الذي يشبه الانقلابات العسكرية العربية.


عاشق النهر- شعر: سالم جبران


عندما تدافعوا إلى المنصّة/ مثل قبيلة مندفعة إلى الثأر/ فيهم العربيد والمهرّج/ فيهم اللاعق والسارق/ فيهم السكران والنصّاب/ فيهم الحثالات التي تطرب لصوت تصفيقها/ فيهم الهتّافون المحترفون / فيهم مشلولو التفكير العاجزون عن الحلم –/ قرّرت أن أنزل عن المنصّة/ لا مهزوما ولا هاربا/ بل رافضا أن أشارك في المهزلة/ رافضا المشاركة في المسؤوليّة عن الفضيحة/ هم صعدوا إلى رقصة الانتحار/ وأنا لم أنزل، بل صعدت/ صعدتُ إلى ذاتي الحرّة، صعدت إلى جبل الحريّة/ بقيتُ مع الناس، واحدا من الناس/ الشمس في قلبي/ لم أستبدل حلمي بحلم آخر/ بل نفضت عن حلمي الغبار/ ليس عندي وقت حتى لاحتقار/ القبيلة التي اندفعت للثأر/ بعد انعتاقي فقط،/ أعرف تماما الفرق بين المستنقع والنهر/ أنا حليف النهر/ أنا عاشق النهر!!
هذا ليس الحزب الذي قدمت له نصف قرن من عمري!!
طبعا بعد استقالتي قمت بمراجعات فلسفية واقتصادية قلبت الكثير من مفاهيمي، بدأت ارى بعض الحقائق بمنظار مختلف. هذا لم يجعلني رافضا للماركسية بل واعيا للدور الفكري العظيم لماركس الانسان والثوري والمفكر، وادعي ان الماركسية لم تطبق اطلاقا.. وحقيقة ان بعض الطروحات الماركسية اراها بمنظار مختلف لا تعني اني تخليت عن قناعاتي، بل اطورها بالانفتاح على كل الفكر العالمي، بدون رأي سلبي مسبق.


نشاطي الابداعي


نشاطي الفكري والفلسفي والثقافي الذاتي أثمر اتجاهات عديدة في مجال الكتابة الابداعية، رؤيتي تحررت من التصنيفات الأدبية العقيمة، قناعاتي الفلسفية انطلقت الى عوالم واسعة وجديدة، طورت قدراتي الابداعية بمجالات عديدة، أهمها مجال الفلسفة، بدأت بكتابة حلقات عن الفلسفة المبسطة، ثم رأيت اهمية تقديم قصة تفسر بشكل ما الاصطلاح الفلسفي، هذا قادني لتطوير الكتابة الساخرة، وساعدني في اكتشاف طرق جديدة للكتابة القصصية بدون الثوابت والأفكار التي التزمت بها ايديولوجيا.


القصة القصيرة


في القصة القصيرة اتجهت نحو تجارب جديدة كليا بفكرة الصياغة والبناء القصصي، مثلا استعملت السرد الاخباري في بناء نصوص قصصية مثل قصة "انتفاضة" وقصة "عجيبة بيت ابو بشارة" وغيرها. كتبت قصصا على لسان الحيوانات، نُشرت بكتاب على الشبكة العنكبوتية بعنوان "نبيل عودة يروي قصص الديوك"، كتبت عشرات القصص الساخرة، والأهم اني وصلت لقناعات جديدة حول الكتابة القصصية تنازلت فيها عن التوصيف في القصة، من رؤيتي ان القصة تصبح أكثر تأثيرا. بل بت أرى ان القصة قادرة ان تصبح مادة فكرية ممتعة ليس أقل من أي نص قصصي خفيف، وكان استنتاجي ان القصة لم تعد سردا للتسلية بل علما قصصيا يتعلق بالقدرة على اختراق عقل الإنسان ودفعه للاندماج بالنص، لغة وفكرا، وان هذا اللون المتمثل بطرح فكرة فلسفية ، كجوهر للقصة، يخاطب قارئاً من نوع جديد، بمستوى ثقافي ومعرفي ما فوق المتوسط. لخصت رؤيتي بمقال هذا رابطه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=22357

واصلت رصد الابداع في ثقافتنا، فكتبت النقد رغم اني لا اعتبر نفسي ناقدا.. بل "عارضا" حسب تعبير مستحدث صاغه الدكتور الأديب أفنان القاسم.


يوميات نصراوي


من أبرز ما اشغلني في السنوات الأخيرة كتابة "يوميات نصراوي"، وهي تسجيل للذاكرة الجماعية لمختلف قضايا الحياة والنضال في واقعنا، لم اتجاهل دور الحزب الشيوعي التاريخي، بل سجلته بأمانة تاريخية وهو تاريخي أيضا. في هذه اليوميات هناك عرض لتجربتي، منذ بداية تفتح وعيي.. اليوميات ليست شخصية، بل يوميات الحياة بكل ما مر على شعبنا من نضالات وتحديات ، طبعا فيها الجانب الشخصي بحكم كوني شاهدا ومشاركا في الأحداث.
مقالات يوميات نصراوي نشرت كلها في الحوار المتمدن.


الفلسفة


أشغلني وسحرني موضوع الفلسفة منذ عشرات السنين، ولا ابالغ اذا قلت اني منذ سنوات طويلة وانا احاول نقل الفلسفة من طابعها البحثي المعقد ، الى طابع سهل وممتع ، يعرضها بلغة ميسرة للفهم على اوسع الأوساط، محاولات لا عد لها قمت بها ومزقتها، حتى نجحت بكتابة اول قصة فلسفية واطلقت عليها تسمية "الدرس الأول في الفلسفة" هذا رابطها: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182331
كرست قدراتي القصصية لجعل السرد الفلسفي قريب جدا من عناصر السرد القصصي، ثم بدأت بدمج قصة معبرة وساخرة لشرح مضمون النص الفلسفي الذي أطرحه في مقالاتي، واطلقت تسمية "الفلسفة المبسطة" على هذه المقالات ( نشرت جميعها في الحوار المتمدن ( ما يقارب ال 50 مقالا حتى اليوم) التي لفتت انتباها واسعا جدا، وقد انتبهت دار نشر مركزها في نيويورك لهذه المقالات وطلبوا مني المواد لنشرها في كتاب، وآمل ان يصدر الكتاب خلال أيام قليلة او ربما يكون قد صدر قبل نشر هذه المداخلة. في الفترة الأخيرة بدأت بإضافة "لقطات" فلسفية، تحت عنوان "شذرات فلسفية"، تشمل أبرز اقتباسات من أقوال مختلف الفلاسفة، الى جانب رؤيتي الخاصة، واعتقد انها تمد القارئ بالكثير من الأفكار التي اثرت الفكر البشري، وما يحركني هو جعل الفلسفة بمتناول الأوساط المختلفة من قراء العربية وخاصة الذين يجدون صعوبة في تناول الأبحاث الفلسفية بلغة اكاديمية مركبة وليست ميسرة لفهم حتى اوساط واسعة من المثقفين. ايضا بسبب الاصطلاحات التي تفتقر لها لغتنا العربية ، واذا وجد الاصطلاح لا يكون من الدقة والفهم المطلوبين.


رؤية جديدة


ارى ان تفرغي للمراجعات الفكرية، الفلسفية والثقافية قادني الى تطوير ذاتي لوعيي ومفاهيمي بكل المجالات.
مثلا تناولت موضوع الواقعية الاشتراكية بصفتها تيار أدبي، وهو موضوع أشغلني منذ سنوات، وما زال بعض نقاد الأدب يستعملون هذا التعبير بدون فهم مضمونه واطاره وما هي عوامل نشوء هذا الاصطلاح وسقوطه. رابط المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=544029
كذلك قمت بمحاولة لفهم واقع التطور في العالم الرأسمالي وهل يمكن البقاء في الاطار العتيق الذي تحدد ولم يتغير ولم يجر تطويره منذ ماركس؟ نشرت مقالا اوليا هذا رابطه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=546110
في مقالات كتبتها في السنة الأخيرة عن تجربتي في الحركة الشيوعية، تناولت العديد من القضايا والانطباعات التي لفتت انتباهي الى ان المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن "نهجها الماركسي" لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته، ساهم ثقافيا ، فكريا وتاريخيا بسقوط تلك الأنظمة دون ان ينبري حتى ما كان يعرف ب "جيوشها العقائدية" او كوادرها الحزبية التي كانت تعد بعشرات الملايين للدفاع عنها.. فهل كان وراء الانتساب لتلك الأحزاب دوافع انتهازية فقط ؟.. وهذا عشته اثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي !!
لم يكن شيئا في التطبيق يخص جوهر الماركسية. وقناعتي ان مفاهيم الصراع الطبقي، التي تعتبر من اسس البنيان الفكري للماركسية، كانت قائمة في عقولنا فقط، طبعا من الصعب نفي التناقضات، لكن التناقضات ليست صراعا تناحريا، التناقضات هي ميزة للتطور تشمل العلوم والتقنيات والمجتمع والطبيعة والثقافة والفكر وجميع مجالات الحياة الأخرى وهي الدافع للتطور والرقي، وليس للدمار والعنف والنفي.
ان التطور بجميع المجالات يجري عبر النقد والنقض، وليس عبر التدمير لما سبق ونفيه، بل دفعه الى مراحل اعلى وأرقى. ومن الخطأ الفكري الفهم القديم ان النقد والنقض هو نفي الآخر او السابق، بل هو اضافة وتطوير لما سبق. أوجه القارئ لمقالي التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=492971


هل يجيء عصر تنوير عربي؟


القضايا الثقافية لمجتمعنا الصغير، المجتمع العربي داخل إسرائيل، ولمجتمعنا الأكثر اتساعا، المجتمعات العربية... تلفت انتباهي واهتمامي من زوايا مختلفة، بصفتها مقياسا لتقدم المجتمع المدني أولاً، كقاعدة لا يمكن تجاهل دورها في الرقي الحضاري، الذي يشمل تطوير الاقتصاد والعلوم، تطوير التعليم، القضاء على الأمية، توفير فرص عمل لعشرات الملايين العاطلين عن العمل، تطوير اللغة لملاءمتها لعصر الحضارات والعلوم والتقنيات.. وبالطبع الإبداع الثقافي هو الجانب الروحي من حضارة المجتمعات البشرية... غيابه وركوده والفوضى التي تسود حقوله المختلفة، تشكل معياراً آخر لمستوى تقدمنا الاجتماعي والثقافي، أو تراجعنا كما هي حالنا اليوم..
العقل السوي المدرك يفهم ان المجتمعات البشرية تستهلك الثقافة بصفتها قيمة روحية تثري عالمها بجماليات مختلفة، وتثري الإنسان على المستوى الشخصي، فكراً ومعرفة، وتوسع مداركه لحقائق الحياة، ولأساليب بناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل الإنساني داخل المجتمع الواحد، بدل حالة التشرذم والعداء (لدرجة ارتكاب المجازر الدموية) التي تسود للأسف الشديد مجتمعاتنا على قاعدة دينية واثنيه. الثقافة لها اهمية قصوى في تعميق الوعي الفلسفي حول مجمل القضايا المطروحة.
ليس سراً ان ثقافتنا اليوم تعبر عن واقعنا الاجتماعي، وهو للأسف واقع مترد ومليء بالإشكاليات، وبعضها إشكاليات خطرة على مستقبل مجتمعنا ومستقبلنا. وبما أننا نعيش في عصر العولمة، الذي جعل العالم حي صغير، فإن الواقع الاجتماعي بات يشمل بترابط كبير مجمل الفكر والنشاطات الاقتصادية والسياسية والتربوية والعلمية والأدبية والفنية والدينية، ويطرحها ضمن الصورة الكونية، التي تشمل الواقع في العالم الأوسع. من هنا رؤيتي ان التحدي أمامنا أصبح أكبر، والمسؤولية لم تعد محددة بنطاق جغرافي ، محلي أو أكثر اتساعا جغرافيا.
حين نُغيب العقل ُنغيب الفطنة، ونستبدلها بكليشيهات جاهزة، ملّها المتلقي (القارئ) وبالطبع في هذه الحالة يصبح الادعاء ان واقعنا الثقافي يشهد نهضة ثقافية وانتشارا واسعا للثقافة، نوع من السخرية السوداء. قبل عشرة قرون قال الإمام الشافعي لتلاميذه: "اذا ذكرت لكم ما لم تقبله عقولكم، فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق"، فلماذا لا يكون هذا صحيح اليوم أيضا؟!
الموضوع الثقافي لا يحظى بمكانة ضمن أولويات مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وانأ أظن ان للثقافة قيمة بنيوية فكرية وتربوية واجتماعية لا تقل أهمية عن أي موضوع نضالي نطرحه على أجندتنا.
إذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوراً أخلاقياً ومليئاً بالجماليات وبالفكر الإنساني، وبالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، والتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية، تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري، وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية.
واجبنا نحن المثقفين، ان نكون في الصف النضالي الأول، بأقلامنا ونشاطنا الميداني، وحريصين على قيمة كلمتنا، وقوة موقفنا، ومصداقيتنا.
ان صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله.
كثيرا ما نسمع في ثقافتنا تعبير الحداثة، دون وعي من مستعملي هذا الاصطلاح أن الحداثة تعتمد فلسفة اجتماعية أفرزها عصر التنوير وما تلاه من تطور اقتصادي، اجتماعي وعلمي. يقول المفكر هاشم صالح: لقد سار الفكر التنويري في طريق وعرة، قال عنها الشاعر الألماني العظيم شيللر (1759-1805): "إن الإنسان يبتعد عن هدفه الأسمى بطريقتين: إما أن يصير ضحية العنف، وإما أن يصير وضيعًا ومنحلاً، ويجب على الجمال أن ينقذ الإنسان ويوصله إلى الطريق الصحيح، بعيدًا عن هذين الخطأين". ويتساءل هاشم صالح: "ترى، متى يكون لنا، نحن العرب، عصر تنويرنا؟!!
اجل.. هذا هو السؤال الذي يجب ان يشغلنا. ان تعوق التنوير ، وغياب آفاق التطور الاقتصادي والعلمي واندماج العالم العربي بحركة الحضارة العالمية، يدفع مجتمعاتنا الى هاوية لا قعر لها من العنف الدموي والفكري!!
*******








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي الأستاذ نبيل عودة
ماهر عدنان قنديل ( 2017 / 2 / 20 - 22:43 )
تحياتي الأستاذ نبيل عودة، نتشرف بالتواصل مع حضرتك، وأحييك على هذه المقدمة الجميلة والمفصلة عن مسيرتك الطويلة. بعد هذا المسار العلمي المتميز والطويل، وبعد هذا التنوع الفكري الرائع، ما هي استنتاجاتك عن تطور الثقافة العربية خلال كل هذه المدة؟ خصوصًا أنك رافقت أجيال وأجيال فكرية متعددة. وبما أنك تتمتع بازدواجية ثقافية عربية وعبرية، ما هي، في رأيك، الفوارق الأساسية بين الثقافتين؟

كاتب سوري جزائري *


2 - رد الى: ماهر عدنان قنديل
نبيل عودة ( 2017 / 2 / 21 - 08:18 )
لا شك لدي ان الثقافة تشكل الوجه الناصع لكل مجتمع بشري.، الثقافة العربية في مسيرتها كانت الطليعة للتنوير ومواجهة التضليل بكل اشكاله.
حتى في زمن السادات وتطبيعه السياسي مع اسرائيل ، لم ينجح بتدجين الثقافة العربية وجرها الى التطبيع ..حتى التيار الذي يعرف بمثقفي السلطة لم يجرؤ على ممارسة التطبيع الثقافي .
واقعنا داخل اسرائيل بعد نكبة شعبنا كان صعبا وقاسيا اذ عوملنا من تيارات سياسية قومية ويسارية وانظمة عربية تلفعت بوطنية شكلا واستبدادا سياسا فعلا، بصفتنا عملاء للصهيونية لأننا لم نترك وطننا ونصبح لاجئين تحت رحمة الأمم المتحدة وانظمة عاجزة عن انقاذ الشعب الفلسطيني من ضياعه وواقعه المأساوي..
في الحصار السياسي والثقافي الذي كان من نصيبنا خاض الحزب الشيوعي بقياداته التاريخية نضالات بطولية ، في جبهات عديدة.. اولا للحفاظ على رابطنا الوطني، منع تهجير من بقي بوطنه وعلى كسر الحصار الثقافي الذي فرض رقابة عسكرية على المطبوعات ومنع استيراد الكتب العربية الا ما ندر ، ودفاعا عما تبقى لنا من ارض بعد المصادرات التي لم تبق لنا الا اقل من 3.5% من ال 95% التي كانت ملكا لأبناء شعبنا قبل النكبة...
من بقي في الوطن فقد كل مقومات الحياة الطبيعية، وجزء كبير من المواطنين العرب كانوا لاجئين في وطنهم، مثلا اهل صفورية القريبة من الناصرة هدمت قريتهم ولجأ قسم كبير منهم الى الناصرة وهم يقيمون بالناصرة اليوم وقريتهم على مرمى حجر من الحي الذي سمي حي الصفافرة.. يرون قريتهم ولا يملكون الحق للعودة اليها وبناء منازلهم من جديد ، وبنيت قرية يهودية للمهاجرين على انقاض املاكهم...
في ظل هذا الواقع تطورت ثقافة المقاومة التي اشتهرت بعد حرب 1967 عندما كشفها الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني.
طبعا شكل الشعر جوهر هذا الأدب. نضالاتنا اسفرت عن الغاء الحكم العسكري والتمتع بحرية نسبية واسعة، وكسىرالحصار الثقافي ،، وهنا نشهد مرحلة الرواية المضادة للرواية الصهيونية خاصة برواية اميل حبيبي -المتشائل-
الثقافة العبرية لم تكن كلها سلبية .. نجد ادباء انسانيين .. والموضوع يستحق دراسة خاصة.. انا شخصيا لست جاهزا لها.. وكنت قد نشرت مراجعة نقدية عن رواية سامي ميخائيل -حمام الطرف الأغر -التي يواصل فيها رواية غسان كنفاني -عائد الى حيفا- بعض الأدباء العرب هاجموا الرواية ولكني اعتقد انها عمل هام يكشف ماساة التهجير الفلسطيني http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488168 :وهذا رابط المقال:
وهناك الأدب العنصري بل والفاشي الذي يدعو حتى لقتل كل طفل عربي لأنه قد يكبر ويقتل يهوديا في المستقبل والمعروف باسم -نظرية الملك وهو كتاب صاغه حاخامات عنصريين -


3 - لا يستقيم الظل والعود أعوج
رفيق التلمساني ( 2017 / 2 / 20 - 22:52 )
كتبتَ، سيد نبيل عودة، أعلاه: (في مقالات كتبتها في السنة الأخيرة عن تجربتي في الحركة الشيوعية، تناولت العديد من القضايا والانطباعات التي لفتت انتباهي الى ان المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن -نهجها الماركسي- لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته، ساهم ثقافيا ، فكريا وتاريخيا بسقوط تلك الأنظمة دون ان ينبري حتى ما كان يعرف ب -جيوشها العقائدية- او كوادرها الحزبية التي كانت تعد بعشرات الملايين للدفاع عنها.. فهل كان وراء الانتساب لتلك الأحزاب دوافع انتهازية فقط ؟.. وهذا عشته اثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي !!)
مراجعتك سيد نبيل شجاعة ومفيدة وواجبة، فليس من السهل الاعتراف بالخطأ، خاصة بعد أن تواصل التشبث به عشرات السنين، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وهو ما يفسر لجوء البعض إلى الصمت، ومواصلة آخرين التمسك بالتبرير والعناد والتنكر للحقائق، وإلقاء المسؤولية على الأعداء الداخليين مثل الدور المزعوم لما أطلقوا عليه (البرجوازية الوضيعة) أو الخارجيين (الرأسمالية والإمبريالية..).
مع ذلك، سيد نبيل، ارى في قولك أعلاه، ترددا في الذهاب بعيدا في طريق المراجعة. فالقول بأن (المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن -نهجها الماركسي- لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته)، هذا القول يشبه قول الإسلاميين بأن الإسلام بريء من قرون من الحكم الاستبدادي وما تسبب فيه من انحطاط أتباعه وأن المشكلة في التطبيق والفهم.
وكما أنه من غير المنطقي أن يتفق علماء الإسلام وحكامه وشعوبه على تحريف الإسلام وتشويهه أو العجز عن فهمه بحجة (لا تتفق أمتي على ضلالة) وأن الانحطاط الذي غرقت فيه الأمة لا علاقة له بالإسلام فكرا وممارسة، فإنه من غير المنطقي ولا العلمي أن نقبل بفكرة أن كل الأنظمة والأحزاب التي اهتدت بالفكر الماركسي كانت إما عاجزة عن فهم ماركس حق الفهم أو تعمّدت الانحراف عنه وتحريف فكره وتشويهه.
رأيي أن الماركسية، وبقدر إبداعها في نقد البنى الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية البشرية المتوحشة والدعوة إلى تجاوزها نحو مجتمع إنساني عادل، بقدر تفريطها في قيم الحداثة والأنوار التي كانت في أصل بروز قوى ثورية جديدة على رأسها البرجوازية كطبقة نجحت في هزيمة تلك البنى العتيقة (كما يعترف ماركس نفسه) وإطلاق يدي المارد الكامن في الإنسان، ليحقق هذه الملحمة العظيمة العلمية والتكنولوجية والفكرية.
إن المصير البائس الذي انتهت إليه التجربة الاشتراكية يعود أصلا إلى طبيعة الفكر الماركسي نفسه الذي لم يُولِ أدنى اهتمام لقيم إنسانية نبيلة أبدعها فكر الأنوار وأعلى من من شأنها مثل الدعوة إلى إطلاق الحريات المختلفة في التعبير والاعتقاد والفكر والديمقراطية والعلمانية والتعددية السياسية، كآليات كفيلة للتحكم في إنانيات البشر وإدارتها بحكمة.. الخ. وكلها ضربت بها الماركسية، فكرا وممارسها، عرض الحائط، اعتقادا منها أن الأحزاب الشيوعية المنوط بها قيادة البروليتاريا نحو تحقيق المجتمع المثالي لن تكون في حاجة إلى آليات في الحكم تحول دون انحرافها وتحولها إلى آلات عمياء للحكم الاستبدادي، وهي سذاجة لا يماثلها إلا سذاجة المؤمنين الذي يتوهمون أن الإيمان وحده كفيل بردع النفس الأمارة بالسوء. بهذا يمكن اعتبار الماركسية في هذا الجانب استمرارا للدين لا غير.، وهي بهذا دعوة خلاصية أوهمت أتباعها أن المشكل في العدو وليس فيهم، وأنه يكفي القضاء على هذا العدو ليعم الخير.
إن الاستبداد طريقة في الحكم ليست غريبة عن روح الماركسية، ولهذا تحوّلت الأحزاب الشيوعية إلى مجاميع كارتونية بسلطات وهمية تقزمت في أقليات معصومة (لجنة مركزية ومكتب سياسي) ثم قائد ملهم معصوم كان التشكيك في صواب قراراته أو نقدها مهما تسببت فيه من كوارث من قبيل الخيانة أو الكفر البواح.
تحياتي


4 - رد الى: رفيق التلمساني
نبيل عودة ( 2017 / 2 / 21 - 04:24 )
نكاد نتفق لكني اخالفك الرأي حول شخصية ماركس، الذي اكتشفت بممراجعاتي انه كان يختلف بشكل كامل عن الصيغة الماركسية التي طبقت في الاتحاد السوفييتي السابق.
تعلمت في المدرسة الحزبية، االشروط الحياتية كانت رائعة بشكل مذهل .. معاشات مرتفعة جدا 180 روبل في وقتها تساوي مبلغا يضمن اعالة بيت من 6 انفار على الأقل.وبمستوى مرتفع.
لكني اصبت بصدمة بعد زيارتنا التطبيقية الى اذربيجان.. وتعرفنا على كولوخوز حيث التقينا بواقع بدائي من حيث البني التحتية ومستوى حياة يضمن الطعام .. ولم يغرنا ان استضافتنا كانت استضافة ملوكية.. فيما بعد بدأت انتبه للواقع الاجتماعي ، عمال باجور لا تتجاوز ال 60 روبل او 40 احيانا.. كل من ينتسب للحزب يحظى بدخل افصل ومكانة افضل في عمله. دراستي فيما بعد لعلوم الادارة كشف لي ان اسلوب ادارة الاقتصاد وادارة العمل في الصناعة(زرنا مصنع جرارات ضخم في موسكو يشتغل فية 5000 عامل كما قيل لنا) لم تكن مهنية . الادارة بايدي رجال الحزب ، نفس الأمر في مفاعل نووي قرب موسكو.. اي ان المهنيين ليسوا هم من يديرون العمل.. وانا مهني ومدير عمل مدير انتاج لفترة 40 سنة تقريبا في مصانع اسرائيلية ليهود ولكني كمهني تبوأت مركزا مرتفعا.. وتحت ادارتي عشرات العمال العرب واليهود أيضا.. العنصرية كانت في الشارع وفي التشريعات .. لكن في الانتاج الصناعي المهنية مقدسة.. بغض النظر عن قومية الاداري دينه وفكره السياسي,,,، الموضوع لفت انتباهي، لذلك قال سكرتير الحزب الشيوعي الأمريكي في وقته غاس هول ان الانتاج السوفييتي هو بمستوى انتاح مصنع ايطالي اثناء اضراب تباطؤي.. بمعنى آخر العمل فرضا ينتج في لا الساعة 40 دولار والعامل السوفييتي لاينتج اكثر من 10 دولارات . .
عندما تجرأت وقرأت روايات روسية كانت ممنوعة عن منافي الغولاك السيبيرية، بدأت افهم واقع النظام التعسغي - اقرأ مثلا رواية طفل 44 او روايات سولجنيتسين، او حتى دكتور زيفاغو..
هل بالصدفة ان ستالين يعتبر اكبر سفاح لشعبه في التاريخ الانساني؟؟
، لا اكتب لأني عدو للشيوعية، بل لأني متألم لانهيار هذا الحلم الانساني بنظام العدالة الاجتماعية .
تجربتي في الحركة الشيوعية لم تكن سوداء بل تجربة مثمرة فكريا وثقافيا، حتى غاب جيل الطليعة، وجاء جيل انتهازي لا يفقه الف باء الماركسية وبدأت مرحلة الصراع على المناصب.. وعلى المكاسب المادية.. ويبدو ان هذا الواقع دمر كل الحلم الذي جعلنا نضحي بمستقبلنا من اجل
أن نحقق حلمنا الاشتراكي .
لذلك لا اقول سقوط الماركسية، بل سقوط التشويه للماركسية.. هذا لا يعني ان الفلسفة الماركسية والاقتصاد الماركسي هي صياغات نهائية.. بل هي اداة للعمل والتعيير والتطوير وهذا هو الغائب الكبير


5 - ممحمد هواش لا اريد حوارك
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 21 - 18:34 )
الشيطان
كان يسكن في حارتنا شخص بشع المنظر، اشتهر باسمه محمد ابو هزاع هواش، في احد الأيام مرّت قربه امرأة حسناء، فابتسمت له، وقالت: -لي طلب منك - . فسألها والحرارة ترتفع بجسده: -وما هو طلبك؟-، قالت: -أريدك أن تأتي معي-، سأل وكان ظنه انها عشقته: -إلى أين؟-، قالت: -اتبعني دون سؤال-. فتبعها متخيلا ليلة حمراء بلون البطيخ.
وصلا إلى دكان صائغ يبيع الذهب، هناك قالت المرأة للصائغ: -مثل هذا-، ثمّ انصرفت وتركته في دكان الصائغ محتارا متوقعا ان تعود، عندما ايقن انها غابت عن نظره وان توقعاته بليلة بطيخية تلاشت، سأل الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له:- لا مؤاخذة يا هواش! أحضرت المرأة خاتما، وطلبت منّي أن أنقش عليه صورة شيطان، فقلت لها: اني لم أرى شيطاناً في حياتي، ولا اعرف كيف شكله فأحضرتك الى هنا لظنّها أنّك تشبه الشيطان!-.


6 - تحياتي مرة ثانية الأستاذة نبيل عودة
ماهر عدنان قنديل ( 2017 / 2 / 22 - 01:15 )
تحياتي مرة ثانية الأستاذ نبيل عودة، بما أنك تطرقت للتساؤل في مقدمتك عن عصر تنوير عربي، ماذا ينقصنا في رأيك للاندماج في ركب الحضارة العالمية؟ وهل الخطأ فينا أم في غيرنا؟
من ناحية أخرى، كيف ترى مستقبل الحضارة العربية، والحضارة عمومًا، مع تطور العولمة الرقمية؟
ومن ناحية ثالثة، بما أنك ذكرت سحرك بالفلسفة، ما هي أبرز المواضيع التي شدتك إليها؟ ومن هم أبرز الفلاسفة الذين تأثرت بأفكارهم وفلسفتهم؟


7 - الى ماهر فنديل
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 22 - 03:14 )

لا يمكن الفصل بين التنوير والرقي الاقتصادي، الاجتماعي، التعليمي والعلمي. انا هنا لا اتحدث عن ايديولوجيا ثورية، بل عن ضرورات بنيوية للدولة في عصرنا الحديث.
حتى اليوم لا ارى نهضة اقتصادية في العالم العربي، ولا ارى ان الأنظمة العربية تعمل على سد الفجوة الحضارية مع الآخذة بالاتساع لدرجة كارثية مع الحضارة الانسانية. الأمية تسود مجتمعاتنا، هل يمكن تنشئة أجيال جديدة في أحضان امهات جاهلات؟ البطالة ظاهرة مرضية تتسع باضطراد. العالم العربي بحاجة قاتلة ووليس ماسة فقط لتطوير ما لا يقل عن 5 ملايين مكان عمل سنويا. الظاهرة السائدة عكسية. الظاهرة الاقتصادية السائدة في العالم العربي هو الاقتصاد الريعي وليس الصناعي او العلمي. أي بيع ما يخرج من الأرض.. ولا ارى تخطيطا اقتصاديا لما بعد مرحلة النفط. أي نتقدم من واقع في الحضيض العالمي الى واقع أكثر كارثية.
ولتوضيح الصورة اكثر تعالوا نقيم مقارنة صغيرة مع اسرائيل.. التي لم يكن وضعها عام 48 يختلف كثيرا عن وضع العالم العربي.. وهي لا تملك ابار نفط ولا ثروات طبيعية.
كان تخطيط النظام الاسرائيلي على تطوير العلوم والاقتصاد.. اليوم تعتبر اسرائيل من اكثر الدول تقدما عليما وابحاث جامعاتها تدر عليها دخلا هائلا.. وفي مجال الهايتك تعتبر من اكثر الدول تقدما ويشكل الهايتك نسبة كبيرة جدا من تصديراتها، وعالمنا العربي يستهلك هذه التصديرات أيضا.
في المجال العلمي نرى جامعاتها في المراكز المتقدمة ضمن اول 100 جامعة ، وتوظف سنويا في الأبحاث الجامعية اكثر من العالم العربي كله بعدة مرات.. بينما الجامعات العربية تجيء في اماكن متأخرة جدا بعد ال 500 حسب سلم شانغهاي للجامعات.
أي تنوير تتوقع اخي العزيز من هذا الواقع؟
اقتصاديا دخل اسرائيل من الناتج القومي يتفوق على كل الدول العربية المحيطة بها، تصل حصة الفرد من الناتج القومي الاجمالي أكثر من 38 الف دولار سنويا. لا توجد دولة عربية تتجاوز ال 5 – 6 الاف دولار سنويا ، بل ومعظمها ما دون ذاك. فقط تركيا يتجاوز دخلها ال 10 الاف دولار.. (ربما بحدود ال 11 الف دولار).
اسرائيل تنفق على البحث العلمي والتكنولوجي بين 5% - 6% من ناتجها القومي الاجمالي بالمقياس لكل فرد ، إسرائيل في المكان الأول عالميا، اذ يصل حجم الإنفاق لكل فرد حوالي 1000 دولار سنويا، المهزلة بالمقارنة مع العالم العربي حيث الانفاق اقل من 10 دولار لكل فرد وتوظيفات الدول العربية بحدود 0,2 من الناتج القومي الإجمالي ، فأي تنوير ننتظر من هذا الواقع المؤلم؟
حتى في الصناعة ، وانا كنت مدير انتاج في الصناعات المعدنية ، وانتجنا تجهيزات تحلية مياه البحر .. ومعظم انتاجنا كان للدول العربية وخاصة مصر ودول الخليج ، وكثيرا ما تساءلت بألم، الا يوجد علماء عرب لتخطيط وانتاج هذه التجهيزات غير المعقدة مهنيا ولا علميا..؟؟؟
اعتقد ان هذا العرض كاف لتصوير الواقع المؤلم السائد في عالم عربي ما والت الأمية تسود نسبة هائلة ومخيفة من مواطنيه والعالم يحلق علميا وتقنيا بأكثر مجالات العلوم والتقنيات الدقيقة. ولن اتحدث عن السلاح النووي .. مقابل النبابيت العربية!! طبعا اسرائيل اقرت قوانين هامة حول معاش الحد الأدنى للعمال وهو يصل الى 1200 دولار شهريا، عدا صناديق التأمينات الاجتماعية والصحية المتطورة جدا لدرجة ان هناك معلومات عن علاج شخصيات عربية في مستشفيات اسرائيلية.
طبعا لا اكتب دفاعا عن نظام قمعي واحتلالي، وعنصري في تعامله مع الفلسطينيين في المناطق المحتلة او حتى مع المواطنين العرب في مناطق 48.. لكن للأسف لا يمكن المقارنة مع الواقع العربي ...
حول الفلسفة، لا توجد مواضيع محددة، الفلسفة موضوع واحد متواصل وشامل .. ومن لم يطلع على الفلسفة منذ نشأت في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد.. يعيش في ظلام !! لا انفي اني سحرت بالماركسية وما زلت اعتبرها من اهم الفلسفات الانسانية، لكنها عانت من سيطرة اغلقت عليها مجال التطور وحولتها الى ما يشبه نصوص دينية، وهذا يتناقص مع فكر ماركس التنويري. ومع ماركس المثقف الثوري والانساني.
قرأت قبل سنوات كتاب -المجتمع المفتوح واعدائه- لكارل بوبر ، وهو فيلسوف متخصص بفلسفة العلوم وكتب عن الفلسفة السياسية أيضا. تأثرت بطروحاته .. واعتقد انه من اهم الفلاسفة الذين بحثوا بالفلسفة السياسية، قرأته بالعبرية لأني لم اجد نسخة عربية، والترجمات العربية تعاني من اشكالية في الاصطلاحات الفلسفية والعلمية عامة..


8 - تحياتي الأستاذ نبيل عودة
ماهر عدنان قنديل ( 2017 / 2 / 23 - 01:20 )
تحياتي مرة أخرى الأستاذ نبيل عودة، بعد هذه المسيرة الطويلة من النضال والنشاط الفكري والسياسي، ما هي استنتاجاتك الأبرز عن السياسة والمجتمع والانسان؟ ومن ناحية ثانية، كيف ترى المستقبل في عالم يترنح ما بين حوار وصدام الحضارات؟ لمن ستكون الغلبة في النهاية، حسب رأيك، للحوار والتعايش أم للصدام والتنافر؟


9 - الى ماهر قنديل
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 23 - 03:12 )

تحياتي اخي العزيز
اسئلة مصيرية لا بد ان تراود فكر كل انسان قلق للمستقبل. طبعا القلق هو ظاهرة انسانية لكل من يعيش نبض الأحداث المقلقة في عالم اليوم.
لا يمكن التنبؤ بدقة بمسار التطورات، وكل النظريات التي طرحت رؤية لمسار التاريخ البشري، خاصة ما يعرف بالمادية التاريخية لكارل ماركس، لم تثبت التطوات صحتها ويبدو جليا ان التاريخ لا يتقدم حسب مسارات فكرية تنبؤية.
مرحلتنا تشهد ضعف الدور السياسي لليسار العالمي، ولا اريد ان اقول تلاشي هذا الدور، وتنامي دور المنظمات والهيئات غير الحزبية، أي الاجتماعية والانسانية. لم نعد نسمع مثلا عن احزاب شيوعية مؤثرة في سياسات بلدانها مثل الأحزاب الشيوعية في ايطاليا وفرنسا واسبانيا وغيرها.. الصراع السياسي يتخذ اتجاهات لم تكن سابقا بمثل هذا الفراغ السياسي من قوى اليسار. مرشحو اليمين، ولا اعرف مدى يمينيتهم وماذا يعني اليمين اليوم.. ما يشغل المواطن أصبح يتركز أكثر بواقعه الاقتصادي الاجتماعي، اذا كان اليمين سينجز ما لم ينجزه اليسار( وصار تعريف اليسار ملخبطا) فليكن. هل نحن امام تطور فاشية سياسية جديدة؟ لا أظن .. الشعوب الأوروبية تعلمت درسا لا ينسى وآثارة لن تمحى ... لكن خوفها اليوم، وخوف حتى ما يمكن ان نسميه اليسار، يتركز أكثر بالقلق من الارهاب ومنظمات الارهاب التي دفعت ملايين البشر للجوء الى بلدان اوروبية ودول الجوار التي تبدو اليوم آمنة.. لكن أمنها أصبح مخلخلا..( تركيا مثلا) .. ومن احتمالات مضاعفة العمليات الارهابية في اقطارها.. لذلك المهاجرين سيدفعون الثمن مرة وراء أخرى.. وستتواصل الهجرة او الهرب من حمامات الدم ..
انا لا ارى صداما بين الحضارات، الحضارات تثري بعضها بعضا، ما اراه صراع بين حضارات وبين انحطاط حضاري.. بين عالم يتطور اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا وينجز الرفاه الاجتماعي وعالم يتناحر حول فتاوى وقناعات ايمانية تليق بانسان العصر الحجري ، ويعاني فيه المواطن من فقر مدقع واستبداد سياسي متحآلف مع الدين، فأي صراع بين العالمين لا يمكن وصمه كصراع حضاري.. ربما سيكون الثمن رهيبا ، لكن الحضارة لن تتراجع.. وستنتصر. السؤال ما هو الثمن؟
طبعا لا انفي مسؤولية الغرب عن التخلف الذي انتج ظاهرة العنف المجنون.. عبر مخططات لابقاء الدول التي تنزف دما من العنف اليوم مزارع خلفية لأسواقها.. وليس بالصدفة وعد بلفور.. الذي اسفر عن اقامة جسم سياسي عسكري متطور اقتصاديا وعلميا، قادر على الحفاظ على تخلف دول الشرق الأوسط وابقائها خارج التاريخ الانساني. لكن لهذا الدور ثمن رهيب نعيش أحداثه اليوم.
الانسانية لا تعرف التراجع,, التقدم هو القانون الذي يتحكم بالتاريخ الانساني، للأسف عبر الام مرعبة..


10 - ملاحظة
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 23 - 09:07 )
وصلتني بعض التعليقات التي لا علاقة لها بموضوع الحوار.. رأيت ان اوفر وقتي ووقت القراء من العقليات المحنطة
طبعا الحوار شخصي ويشمل رؤيتي الفكري ونشاطي المتنوع في المجال الأدبي والسياسي
من لا يعجبه ليبحث بمكان آخر عما يرضيه. ولا يظن احدا نفسه انه العاقل الوحيد ..هذه الحالات البشرية مللتها من كثرة ما تعاملت معها . ولا رغبة لي الا بحوار عقلاني نقدي ..


11 - رؤيتك تنهل من عصرها ونشاطك ثري:
أفنان القاسم ( 2017 / 2 / 23 - 10:36 )
متنوع وثري، في السياسة والأدب والحلم الإنساني، تقديمك كان أول ما قرأت بعد توقفي الطويل عن تصفح الحوار المتمدن، بسبب العملية التي أجريتها في عيني، وكانت سعادتي كبيرة بهذه القراءة...


12 - د. افنان القاسم
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 23 - 11:19 )
اولا نهنئك بالسلامة والعود أحمد.. لا انكر ان الكثير من الأفكار التي احملها اليوم تطورت على اثر مختلف الحوارات
ومعك ومع ما نشرته بكل ما يتعلق بالفكر والأدب والنقد والسياسة والفلسفة


اهلا بعودتك وننتظر كتاباتك الجيدة.


13 - !!! الماركسية لم تطبق
زاغروس آمدي ( 2017 / 2 / 23 - 23:04 )
تقول : -طبعا بعد استقالتي قمت بمراجعات فلسفية واقتصادية قلبت الكثير من مفاهيمي، بدأت ارى بعض الحقائق بمنظار مختلف. هذا لم يجعلني رافضا للماركسية بل واعيا للدور الفكري العظيم -.
لماركس الانسان والثوري والمفكر، وادعي ان الماركسية لم تطبق اطلاقا..
اسمح لي أن اذكرك بتجارب عشرات الدول لتطبيق الماركسية. واذا فشلت هذه المحاولات او بالأحرىلم تنجح كما كان يرتجى منها، فهذا لا يعني ان الماركسية لم تطبق، طبيعي جدا ان يحصل هذا التفاوت الكبير بين النظرية والتطبيق، فالتخبل شيء جميل دائما، لكن ان تترجمه على ارض الواقع شيء مستحيل،ولذلك يحصل اخفاق لأي فكر نظري حول شكل حياة الناس لأن البشر ليسو كتل (مادية او معدنية) قابلة للخضوع لأية قوانين نظرية وتجريبية بسبب التغير المستمر للكائن البشري.
الرسام او النحات او اي مبدع آخر عندما يتخيل شكلا ما في خياله لا يمكنه تنزيل هذا الشكل تماما كمادة مهما كان هذا المبدع عبقريا. فكيف يمكننا اسقاط فكر ما او تخيل لشخص ما في وقت ما كما تم تخيله تماما. اعتقد ان هذا مستحيل، ولذلك فشلت كل المحاولات لتطبيق الماركسية.
الانسان العملي والناجح ينطلق من الذات الى الموضوع وليس من الموضوع الى الذات، واذا انطلق من الموضوع إلى الذات فإنه بسهولة ينحرف عن الموضوع او يتخلى كليا عنه بمجرد أن يظهر أنه غير واقعي ولا يحقق له انسجامه مع الحياة ويتعارض من طبيعته البشرية.
الماركسية طُبقت وشُبعت تطبيقا،كغيرها من الايدلوجيات كالإسلام مثلا، وفشلت وستفشل اية
ايديولوجية اخرى بسبب تجاوز الطبيعة البشرية المتغيرة باستمرار لها.
إذا كان ليس بالإمكان أن نفكر عن انسان اليوم ونجد له نظاما ما فكيف لنا ان نقرر ونفكر عن
انسان الغد الذي نجهله؟
تقول:
نشاطي الفكري والفلسفي والثقافي الذاتي أثمر اتجاهات عديدة في مجال الكتابة الابداعية، رؤيتي( تحررت من التصنيفات الأدبية العقيمة، قناعاتي الفلسفية انطلقت الى عوالم واسعة وجديدة، طورت قدراتي الابداعية بمجالات عديدة، أهمها مجال الفلسفة، بدأت بكتابة حلقات عن الفلسفة المبسطة، ثم رأيت اهمية تقديم قصة تفسر بشكل ما الاصطلاح الفلسفي، هذا قادني لتطوير الكتابة الساخرة، وساعدني في اكتشاف طرق جديدة للكتابة القصصية بدون الثوابت والأفكار التي التزمت بها )ايديولوجيا.
هذا تغير وتطور هام جدا وما كان ليحصل لولا أنك تحررت من الرؤية الإحادية والنظرة الضيقة للأمور. فالأنسان المبدع لايمكن ان تحتويه فكرة او ايديولوجية او دين.لآن الابداع الحقيقي يتجاوز كل الحدود.
ساذكر ملاحظة وهي أن الماركسية والتيار اليساري تسببا في طمس مواهب ثقافية ابداعية لعدد كبير من المثقفين والمبدعين وبالتالي ساهم ذلك في عرقلة تطور المجتمعات. ما ردك على هذه
الملاحظة؟
تحياتي وتقديري
وأرجو أن تتحفنا باستمرار بكتابتك الإبداعية في الحوار المتمدن.


14 - هل يجيء عصر تنوير عربي؟
زاغروس آمدي ( 2017 / 2 / 24 - 00:24 )
تعاطيك مع المواضيع الفلسفية بطريقتك السردية طريقة ناجحة جدا، ولو اتيح لك ولآمثالك عشر الوقت الذي يتاح لأصحاب اللحى ومتثقفي السلطة،لحصل تغيير فعلى وحقيقي. لكن على ما يبدو أن الوقت لن يحن بعد لسماع ما تقوله او تكتبه.
رؤية جديدة
؟ألا ترى معي أن أية رؤية جديدة يجب ان تنطلق من ابداع ذاتي محلي على الأقل في جوهرها.
هل يجيء عصر تنوير عربي؟
سؤال مهم طرحته واجبت عليه بنفسك وبشكل مكثف جدا وجيد أيضا، ولكني أرى أنه لايكمن حصول عصر تنوير عربي إلا إذا وُجِد بديل عن الإسلام.
صحيح أن المسلمين بوعيهم الإنساني قد تجاوزا الإسلام او الدين، لكنهم ما زالوا مرتبطين بالدين بالضرورة لعدم وجود بديل حقيقي ومناسب.

فهل تعتقد أن عصر تنوير عربي بمقوماته التي ذكرتها هو البديل المناسب والقادر عاى ازاحة
الدين واحتلال مكانه؟
واود هنا ان اشكرك على نهجك الواضح والمفعم بالثقة والذي يقرؤك لا ينساك بسهولة وهذه صفة اي كاتب حقيقي.
مع التحية


15 - الى زاغروس آمدي
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 24 - 07:44 )
رفيقي العزيز
لا شك ان الماركسية الهمت الثوريين الروس وكل الثوريين في القرنين الماضيين ولا زالت تعتبر من اهم الفلسفات العالمية.
لا شك ان الدافع للثورات الاشتراكية كلها كان اقامة نظام العدالة الاجتماعية. ولا اتردد لحظة في القول ان القيادات التاريخية للحركات الشيوعية حملوا دمهم على أكفهم دفاعا عن حقوق الانسان وضد الاستبداد، وانا عشت هذه المرحلة وكتبت عنها بتوسع وفخر ضمن حلقات -يوميات نصراوي- المنشورة كلها في الحوار المتمدن.
مع الجيل الجديد في بلادنا تحول الاهتمام من الانسان الى الشخص. هذه الظاهرة تبدو لي اوسع من من نهج في حزب واحد.
عدم تطبيق الماركسية كان نتيجة اشكاليات اولا، التطوير اللينيني لم يكن تطويرا ماركسيا، بل تشويها، وجاء ستالين ليطبق نظاما ديكتاتوريا قمعيا مرتكبا جرائم ضد مواطنيه مذهلة باتساعها ،بدأها بتصفية القيادات الحزبية التي شاركت بثورة اكتوبر. وهناك نقد ايضا من مفكرين سوفييت لأسلوب الادارة الزراعية، وتجميع الفلاحين بكولوخوزات وسوفخوزات، والتي حاول كوسيجين ان يغيرها ، بمنح كل مزارع حقله الخاص، وابقاء المعدات الزراعية لاستعمال المزارعين.. الى جانب خطة لادخال تغييرات واسعة في الادارة للمؤسسات الصناعية (هذه نفذت جزئيا ونجحت). جربت الخطة الزراعية في هنغاريا واسفرت عن مضاعفة مرات كثيرة للإنتاج الزراعي، لكن قيادة الحزب بفترة بريجينيف اوقفتها بحجة ان الغرب سيتهم النظام السوفييتي بالعودة الى اسلوب انتاج رأسمالي.
انا لا اكتب هنا تحقيقا تاريخيا ، كتب الكثير وهناك مئات المراجع عن مرحلة ستالين، والأدب الروسي والسوفييتي كشف الكثير من الواقع الرهيب لنظام ستالين، ولا اتحدث عن حلبه دول المجموعة الاشتراكية وما فرضه من ارهاب وقمع هو والقادة الذين جاءوا بعده.
احدى المشاكل الخطيرة في النظام الاشتراكي الجديد ان النظام الجديد لم يطور دولة الاشتراكية بل نسخ الدولة الراسمالية (البرجوازية) لبناء النظام الاشتراكي. نظريا لم تطور الماركسية مفهوما للدولة الاشتراكية، كل ما هنالك كانت تجربة كومونة باريس. طبعا التجربة ليست كلها سلبيات, لكن النتائج من انهيار التجربة تشير الى رفض اكثرية المواطنين السوفييت وفي المجموعة الاشتراكية لنظامهم. حتى الجيش العقائدي لم ينبر لحماية نظامه الشيوعي.
حتى في الثقافة مورس قمع اجرامي ضد الأدباء. مثلا رواية - دكتور زيفاغو- التي اعتقد جازما انها كانت نقدا عقلانيا مسؤولا لظواهر سلبية منع نشرها وهًربت للغرب حيث نشرت. نفس الأمر مع ادباء آخرين.. سولجنيتسن الذي فضح الممارسات الاجرامية المذهلة في منافي الغولاك الوحشية (كانت من نصيبه)نفي وعاش خارج وطنه..ان مراجعة تصرفات مفوض الثقافة جدانوف تفضح هذا النهج .. جدانوف وضع مقاييس دوغماتية لمفاهيم الابداع الأدبي والبطل المطلوب لا يمكن التعايش معها. تصرفاته كانت قتلا لحرية الابداع. اوجهك لقراءة روايات سولجنيتسن ورواية -ولد44- (Child 44) التي توثق الجرائم المذهلة بفترة ستالين.. واستمرت بعد ستالين.
ملاحظة أخيرة: بعد سقوط النظام نشهد عودة الروس للدين بشكل مثير للتفكير.. لا افهم لماذا قرر ستالين وورثائه قمع الايمان الديني للمواطنين. اليوم يحضر الى الأماكن الدينية في فلسطين عشرات الاف السواح الدينيين الروس ويجري لهم عماد جماعي في نهر الأردن قرب طبريا. قالت لي موظفة كبيرة في وزارة التعليم الروسية،تعرفت عليها لزيارتها للبلاد، وكانت بنفس الوظيفة في فترة النظام السوفييتي أيضا، انها كانت تصلي سرا في البيت.. انا ملحد ولا اقبل كل الخرافات الدينية ، لكني لا يمكن ان اقبل قمعا دينيا لا مبرر له، بناء النظام الاشتراكي لا علاقة له بالدين والايمان، العدالة الاجتماعية لا يرفضها الدين المسيحي او الاسلامي، هذا العداء اكتسب رفضا للنظام السوفييتي امل ان يقوم باحث روسي بفحص اسقاطاته.
طبعا المواضيع واسعة وكثيرة..


16 - - (2)الى زاغروس آمدي
نبيـــل عــودة ( 2017 / 2 / 24 - 08:06 )

لا ارى ان الاسلام كدين عقلاني يشكل حاجزا يمنع عصر تنوير عربي. كما ان المسيحية قي القرون الوسطى وقفت ضد التنوير لكن الثورة البرجوازية والليبرالية حسمت الأمر واضطرت الكنيسة الى التراجع وقبول التنوير او الاندثار.
المشكلة حسب رأيي لا تتعلق بالدين. انما بنوعية النظام، الأنظمة العربية هي انظمة قبلية وطائفية وعائلية، وتفتقد لمقومات الدولة الحديثة، واقتصادها ريعي ( أي ما تنتجه الأرض بدون جهد وتخطيط) لا تطوير صناعي لا خطط لمحو الأمية وتطوير التعليم، لا بناء دول حديثة ديموقراطية ولا اعرف مثل هذه الدول في شرقنا والنموذج الوحيد هي الدول الأوروبية .
مثلا العلوم والابحاث تضع العالم العربي بقاع التخلف الدولي. نموذج صغير: تنفق اسرائيل على البحث العلمي والتكنولوجي بين 5% - 6% من ناتجها القومي الاجمالي بالمقياس لكل فرد ، إسرائيل في المكان الأول عالميا، اذ يصل حجم الإنفاق لكل فرد حوالي 1000 دولار سنويا، المهزلة بالمقارنة مع العالم العربي حيث الانفاق اقل من 10 دولار لكل فرد وتوظيفات الدول العربية بحدود 0,02 من الناتج القومي الإجمالي ، فأي تنوير ننتظر من هذا الواقع المؤلم؟
الدين بتحالفه مع انظمة القمع اوجد واقعا قمعيا رهيبا ، فكريا وسياسيا.
استمرار هذا الوضع هو ما يقود للعنف السائد اليوم.. شكله ديني لكن محركاته أخطر من الدين.
شكرا على ملاحظاتك حول ما اكتبه عن الفلسفة. فعلا احاول ان اقدم الفلسفة بطريقة سهلة وقصصية.. والتعقيد في النصوص مصدره حسب رأيي عدم فهم واضح للنص ولا فرق بالموضوع الذي يُكتب عنه !!


17 - تحياتي الأستاذ نبيل عودة
ماهر عدنان قنديل ( 2017 / 2 / 26 - 02:15 )
تحياتي الأستاذ نبيل عودة، كسؤال أخير أود معرفة نظرتك لمستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

أشكرك في الأخير الأستاذ نبيل عودة على هذه المعلومات والمشاركة القيمة التي أفادتني كثيرًا. تقبل تحياتي


18 - الى ماهر قنديل
نبيل عودة ( 2017 / 2 / 26 - 13:57 )

عزيزي ماهر
لست متفائلا من الحلول المطروحة، من اسرائيل اولا، والدعم الهائل الذي تتلقاه من الولايات المتحدة. حتى ما يعرف باليسار الاسرائيلي مواقفه تكاد تكون مواقف اليمين مع بعض التلطيف في التعابير، في النهاية كلهم من اجل اسرائيل تسود على الشرق الأوسط وليس على فلسطين فقط.
ما عدا ظاهرة رابين، الذي رأى واقتنع ان هذا الواقع سيقود اسرائيل الى الخراب، كل الزعماء الأخرين واصلوا التمسك بالاحتلال والقمع.
طبعا هناك قوى عقلانية في الوسط اليهودي، وعلى راسهم صحيفة هآرتس التي تصدر بالعبرية والانكليزية وأنصع العرب بقراءة نسختها الانكليزية على الانترنت.
وصل الأمر ان كتب احد المعلقين اليهود في هآرتس -ان اسرائيل تحكمها عصابة اجرامية-.
انا اميل للتفاؤل.. لكني لا اعرف هذه المرة من اين أبدأ تفاؤلي. هناك تهجمات ونقد على السلطة الفلسطينية و انا اعتقد ان نهجها السياسي سليم ، فهي اصلا لا تملك أي قوة او قدرة على مصارعة الاحتلال.والانقسام الذي نفذته حماس هو لصالح اسرائيل والاحتلال.زابو مازن بةتاكيده على النهج السياسي، يقوم بعمل عقلاني، فقط بهذا النهج يمكن محاصرة اسرائيل ، خاصة بغياب أي دعم عربي او جهد عربي او قوة عربية ...او رغبة عربية بحل المشكلة الفلئسطينية
الجانب الذي لم يطرح عربيا هو الدور العربي. من المستحيل ان نفهم العجز العربي واستمرار التخلف العربي في واقع التفوق المتواصل لاسرائيل في جميع المجالات العلمية الاقتصادية البحثية العسكرية وما شئتم.
نحن اليوم في ظل غياب عربي ، الغياب كامل ولم يتغير منذ 1948... 350 ملون عربي عاجزون عن حل قضية فلسطين. لا افهم هذا العجز الا بأن ما يشغل النظام العربي فقط قضايا استمرار القبيلة بالسيطرة على السلطة.
ماذا نفذ العرب من مشاريع ليجعلوا اوطانهم ضمن مسيرة الحضارة العالمية. اترك فلسطين. كيف نفهم ان دخل الفرد من الناتج القومي الاجمالي في اسرائيل يقترب من 40 الف دولار أمريكي والدول العربية الغنية (السعودية مثلا) لم تصل الى 6000 دولار ؟ مصر بحدود 3500 سوريا انتهت.. لبنان افضل من السعودية.. كل الدول العربية المحيطة باسرائيل سوية لم تصل الى نفس المردود الانتاجي السنوي؟؟
يدون اقتصاد لا نظام ولا دوله، قبائل تقود العالم العربي الى خارج التاريخ .. وهذا الواقع غير متحول.. الدين يقتل العقل العربي ويشوه الأجيال الجديدة.. الأمية متفشية بصورة رهيبة، التعليم في ادنى المستويات العالمية، ابحاث علمية في الحضيض، الجيوش لقمع الشعب والحفاظ على الآلهة الحكام.
اذن أي حل نتوقعه والعرب شراذم تثير الامتعاض؟؟
الفلسطينيون لا يملكون تغطية لظهرهم اذا قاموا بثورة على طريقة الجزائر.. هم مطوقون من العرب ايضا. وربما القمع العربي أشد وطأة!!
فقط بظهور قائد اسرائيلي عقلاني، لينقذ اسرائيل اولا من احتلالها اولا، يمكن ان يحدث تحول؟ متى ؟
لا جو اب!!


19 - القضية الفلسطينية وماذا بعد الإنقسام ؟
ناس حدهوم أحمد ( 2017 / 3 / 5 - 00:32 )
بصفتك أخي نبيل عودة فلسطينيا أود أن أسألك هذا السؤال
بصفتي من قرائك النجباء ألاحظ أن اهتماماتك المعرفية والإبداعية تكاد تنصب
فقط على ما هو شامل وإنساني وفكري وفلسفي
أما فلسطين وهمومها وقضيتها لا تأخذ من كتاباتك إلا النزر القليل
فهل هذا العزوف يأتي من كونك تعيش في إسرائيل وتستفيذ من ديمقراطيتها وتفوقها الإجتماعي والإقتصادي
أم أنك بخلفية ماركسية شيوعية تجعل من إهتماماتك تأخذ بعدا أكبر أو أنبل ؟
أم أن المجتمع الفلسطيني لا يختلف عن كل المجتمعات العربية المنحطة والمتخلفة
ولا ينتظر من حكامها ولا شعوبها شيئا إيجابيا ولسيما والبعد الأصولي الإرهابي
تغلغل في جسم المجتمع الفلسطيني بحركة حماس الإرهابية
وما رأيك في قيام حماس بقتل معارضين لها في الشارع العام بعد وضع الأقنعة على وجوههم ودون محاكمة عادلة أو غير عادلة ولماذا لم يحتج أحد في فلسطين
على هذا السلوك الإرهابي الخطير الذي لا تقوم به حتى إسرائيل ضد إرهاب بعض الفلسطينيين ؟


20 - زميلي العزيز ناس حدهوم أحمد
نبيل عودة ( 2017 / 3 / 5 - 08:32 )

العكس صحيح. القضية الفلسطينية أشغلتني وتشغلني يوميا. لكني بصراحة لا اجد ما اضيفه ولا احب التكرار الممل.
ربما لم اكتب منذ فترة عن الجانب السياسي لأني ارى الكثير من التهريج وعدم المصداقية. وانا لست عارضة ازياء في السياسة، بل اكتب عن رؤيتي وقناعاتي بفكر واقعي .
ادبيا وجدت ان التعبير الأدبي أكثر مصداقية من السياسة. ربما السياسة في واقعنا العربي أصبحت أشبه بالعاهرة التي لا شرف لها.
في النصوص الأدبية التني كتبتها كرست لفلسطين اكثرية ما كتبت.. من روايات وقصص ومسرح.. منها رواية -حازم يعود هذا اامساء- (نشرت بالانترنت ) مسرحية -الملح الفاسد- (بالانترنت) وكل مجموعاتي القصصية المنشورة (5 مجموعات) شكلت الماساة الفلسطينية أكثر من 80% من اعمالي القصصية. وآخرها كان كتابا انترنيتيا باسم -انتفاضة-
كذلك في حلقات حملت اسم -يوميات نصراوي- تناولت العديد من القضايا التي تتعلق بالواقع الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية (احداث نضالية وغيرها) وهي منشورة كلها ضمن صفحتي في الحوار المتمدن.
من الواضح ان الواقع العربي المتدني لا تشغله القضية الفلسطينية اطلاقا، وارى انها تشكل بالنسبة للأنظمة عائقا للإنفتاح على اسرائيل بشكل اوسع.. ما زال بعض الخجل او الخوف من ردود الفعل يلجم انخراطه بالعلاقة المكشوفة.اما الشارع العربي فتشغله قضايا الحياة الملحة.. وخاصة واقع الفقر والاستبداد السياسي والديني.
من الصعب فهم مرور 7 عقود على النكبة الفلسطينية، دون ايجاد حل عقلاني.. وموقفي ان تقوم فلسطين كدولة ديموقراطية مستقلة الى جانب اسرائيل.
حماس ارتكبت جرائم بشعة ، و انقلابها يخدم استمرار الاحتلال الاسرائيلي واستمرار الحصار على 2 مليون فلسطيني . واقع غزة مذهل في بؤسه..
لا انفي ان الواقع العربي في اسرائيل تحول سلبيا.. الحياة الحزبية اصبحت مكاسب و مناصب ومخترة على المناصب.. الاعلام في الحضيض.. التثقيف اختفى.. بدل نوادي الثقافة تنتشر مقاهي الأرجيلة.. ما لم تنجح اسرائيل بانجازه بأنظمة الطوارئ العسكرية والارهاب السلطوي ، نجحت بانجازة برقعة الحريات الواسعة.. لا ارى ان مجتمعنا اليوم متماسك.. بل هو منقسم اكثر من أي وقت مضى، خاصة مع صعود التيارات السلفية في وطننا أيضا.

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر