الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة -دولة غزة الكبرى- على الطاولة من جديد !

فادي قدري أبوبكر

2017 / 2 / 21
القضية الفلسطينية


فكرة "دولة غزة الكبرى" على الطاولة من جديد !

تناقلت مؤخراً صحف ووكالات من مختلف أنحاء العالم أنباءً كثيرة عن طرح رئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، فكرة إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وبعض سيناء بدلاً من الضفة الغربية.
لم تأتِ هذه الأنباء اعتباطاً، وإنما عقب تصريح الوزير الإسرائيلي أيوب قرا والذي قال فيه " أن بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتبنيان خطة نسبها الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي تقضي بإقامة دولة فلسطينية بسيناء وغزة".
إن هذه المرة ليست الأولى التي تُطرح فيها هذه الفكرة، فقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أكثر من عامين أنه رفض استلام 1000 كم في سيناء أيام مرسي، مشيراً إلى أن حماس تفاهمت مع إسرائيل لإقامة دولة غزة وبعض سيناء وقد اعترف مرسي بذلك صراحةً بقوله "رحبت بإقامة «أهل غزة» في سيناء"!.
تثميناً على ذلك فقد أكد الدكتور نبيل نعيم على أن الإخوان المسلمين عملوا على اتفاق إسرائيل مع حماس لتكون بديلاً عن الرئيس أبو مازن ومنظمة التحرير.
من جانب آخر لا يمكن فهم تصريحات موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأخيرة فيما يتعلق بفيدرالية غزة، إلا تمهيداً وموافقةً لضم غزة إلى سيناء، وتؤكد لنا وجود اتفاق في الخفاء مع إسرائيل.
إن رؤية الرئيس الأمريكي ترامب لحل القضية الفلسطينية والتي لخصها بقوله أن "حل الدولتين ليس الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي" تُظهر أن فكرة غزة الكبرى ممكنة في رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة للحل في المنطقة.
لم يكن تصريح الوزير أيوب قرا تصريح شخصي منفرد فقد صرح الوزير الإسرائيلي بينيت أيضاً بأن: دولة فلسطين في غزة والأردن ولا حاجة لدولة ثالثة. في الوقت نفسه كشفت صحيفة هآرتس مؤخراً أن قمة سرية جمعت كل من نتنياهو والسيسي والملك عبد الله الثاني لبحث السلام الإقليمي العام الماضي. فهل يمكن أن يكون هناك اتفاق ثلاثي بين كل من مصر والأردن وإسرائيل للحل ينسف الحلم الفلسطيني؟!.

تحتاج "إسرائيل" إلى جيرانها "العرب" في الشرق الأوسط بشكل قوي لضمان أمنها بالرغم من الحليف الأمريكي القوي، فمصر والأردن تلعبان دوراً رئيسياً في المفاوضات في الأطراف السياسية الفلسطينية بشكل لا يمكن للولايات المتحدة أن تفعله. ومصر أيضاً تساعد "إسرائيل" على ضبط الحدود مع سيناء المضطربة والتي باتت قاعدة لتنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش والذي يشكل تهديداً مشتركاً للقاهرة وتل أبيب.

إن الشواهد هذه تدفعنا باتجاه افتراض استنتاجي بأن السيسي يفرغ سيناء ليقدمها وطنا بديلا لأهل فلسطين ويترك ارض فلسطين لإسرائيل، وبذلك يتحول الكيان الفلسطيني إلى كيان خاضع لسيطرة إسرائيل بالكامل. وهذا كله يأتي ضمن سلسلة من الخطوات في سبيل تحقيق حلم دولة إسرائيل الكبرى
من المؤكد أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني سترفض كيان غزة الخاص كما رفضت الحل اﻻقليمي في كامب ديفيد و ما أشيع عن دولة غزة وسيناء في عهد مرسي، وبلا شك ستكون الفترة القادمة صعبة على الفلسطينيين الذين لا مفر أمامهم سوى الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية ضد التخاذل العربي والبعض الفلسطيني الذي يحاول خلق بديل للمنظمة وتحويل الكيان الممثل لهم إلى كيان خاضع بالمطلق.

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال