الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كنت حراً

عطا مناع

2017 / 2 / 21
كتابات ساخرة


لو كنت حراً

بقلم : عطا مناع

هي النسبية التي حالها كملزمة تطحنك بكامل ارادتك وكأنها خشبة خلاص تنجيك من اسئلة الواقع الصعبه، ولان النسبية حاضرة بعفويه في مجتمعنا يصبح كل منا جحا الطامح للحفاظ على جلدة رأسه.

علينا ان نعترف بفوائد النسبيه التي تمنحنا مساحة لا يأس بها للهرب من الحقيقة. على سبيل المثال، نعتقد نحن الشعب الفلسطيني اننا اسياد العالم في الفكر والصحافة والثقافة والشعر والكفاح، هكذا نعتقد وقد يخرج علينا احدهم ويقول نعم ونحن احرار.

لو كنا احراراً واتقنا فن تطويع النسبيه لجلدنا انفسنا بالكرباج على ما نحن فيه، فمرض التسطيح يجتاح عالمنا ليطفوا الثانوي على الرئيسي، وهذا يرجع لعقم المنظومة ألاجتماعيه التي تأسست على انقاض واقع اقتصادي واجتماعي منسجم مع تطلعات شعبنا في التحرر والاستقلال.

هنا الحرية لا تتجزأ، ولا يمكن التعامل معها بتجريد ولا بقوالب جاهزة، كأن نقول على سبيل المثال انا مع المفاوضات او ضدها مع المقاومه وضدها، هذا الخطاب يغرقنا بمزيد من التسطيح الذي يعبر عنه بشكل صارخ تفاعل شعبنا الغارق في الفقر والقتل والإحباط مع برنامج عرب ايدول الطوفان الذي يرتفع بنا للسماء ويخبطنا بالأرض في توصيف فكر الفن من اجل الفن مع العلم ان الفن سفير حقيقي للشعوب وخاصة المظلومة، لكن يبدو اننا نشعر بأننا احرار.

لأننا لسنا بأحرار نغرق حتى الرقبة بعنصريتنا التي تدخل تفاصيل التفاصيل، وحتى لا نقع في فخ النسبيه فالعنصرية لا تقتصر على المسيحي والمسلم او المدينه والقرية أو المخيم، اراها ابعد من ذلك بكثير لتصل للعائله والفصيل السياسي والمؤسسة والداخل والخارج .... الخ.

كثير من المثقفين يكررون انفسهم في طرح سؤال ما ألعمل شو الحل ؟؟؟ وقطاع المثقفين فنانين في تتويه طبقات الشعب، مثلاً : لو ان مسئول خرج علينا والقى خطاباً حاله كمن يبول على نفسه لوجدنا من يصفق له، هذا لا يقتصر على شرذمة معينه انها ظاهره عامه وطامه.

انها المنظومه ألاقتصاديه ألاجتماعيه التي تكبل عقولنا، منظومه اسست للفكر الجاهز والرأي الجاهز مسبقاً، ولذلك عندما يخرج "مجنون" ويناقش ديماغوجية رواد المقاطعه تجدهم يستميتون في الدفاع فلان الذي تحول لطوطم دكتاتور ما يميزه انه يمتلك القوة ألاقتصاديه التي تشكل وصفة سحريه بالنسبة لنا.

لو كنت حراً لرفعت صوتي ضد هؤلاء الذين فرغوا شعبنا من اصالته وبساطته الكفاحيه لصالح مصالح ضيقة الافق، ولو كنت حراً لما استمر انقسامنا الذي يحلوا لنا بوصفة بالبغيض مناقضين بذلك ما نحن عليه لأننا الشريان الذي يمده بأسباب البقاء.

اننا نغرق في عبوديتنا حتى انوفنا، فبعد اكثر من خمسة عقود على انطلاقة كفاحنا الوطني لا نتجرأ على نقد ذاتنا ما دفع بنا للقاع كمقدمه لاندثارنا اذا بقي الحال عاى ما هو عليه وهنا لا استئناءات، ففي الغرف المغلقه او المعتمه هناك من يناقش وسائل الخلاص من الموت الغير مفاجئ.

وعودة لما العمل او ما الحل ؟؟؟؟ في اعتقادي مشكلة شعبنا لا تقتصر على اصحاب الانقسام فقط، المشكله في التسطيح وتسليم مفاتيح النضال الوطني والاجتماعي لأجسام ولدت مع اوسلو واشتد عودها، ولا اعتقد ان الصمت على الغاء التامين الصحي لأكثر من 350 الف فلسطيني وعلى سوء الخدمات الصحيه والاجتماعية وغض النظر على البنية التحتية لصالح طغم الفساد يبرر للذين يعتقدون انهم عقائديون, ولا اعتقد ان التمسك بفكر الوجبة الجاهزة المقيد بالشعوذة التي تتمترس خلف الفكر الحر والتجارب التاريخيه سيمد اصحابه بخشبة الخلاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق