الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسية اليمنية خارج نطاق التغطية

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 2 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


الشائع في مفهوم السياسة الخارجية أن الدبلوماسية هي وجه الدولة الذي تطل به على العالم , و أن الخبرة والتجارب هي أحد العوامل الهامة , التي تقف وراء تشكل رؤية وتقاليد دبلوماسية راسخة و ذكية , كذلك معروف أن المحافظة على هذه إلاطلاله و الحضور الذكي يحتاج إلى مسار خاص من التكوين والإمكانات والخبرة والتقييم لأجهزة الدبلوماسية، وتطوير رؤية كفيلة باستثمار هذه النجاحات الخارجية لتدعيم مسار التنمية اقليمياً ودولياً لبناء الدولة الوطنية التي تقوم على سياسية خارجية قوية .
بالنسبة للدبلوماسية اليمنية فهي ومنذ 22 مايو 1990 تعيش أوضاع صعبة وتناقضات متراكمة , بسبب اختلاف الأنظمة السياسية و روئ واتجاهات الساسة في الجنوب والشمال قبل الوحدة الأمر الذي انعكس سلباً على صورة وهيبة الدولة اقليمياَ ودولياً بعد الوحدة , وفي الوقت الحالي تواصل دبلوماسية الشرعية السير بنفس مشوار الصعوبات و العقبات القديمة الجديدة المتمثلة بضعف الكادر وتسونامي الحروب الداخلية أضف عليها الظروف المحلية و إلاقليميه و الدولية البالغة التعقيد و الحساسية في ظل فهم صعب للنفوذ الذي تمارسه وتمليه دول الإقليم و العوامل الخارجية على ترتيبات السياسة المحلية والدولية لحكومة الشرعية , التي تعتمد على دبلوماسية ضعيفة الأركان والتكوين تتخبط بين الوضع التاريخي للدولة اليمنية سابقاً والوضع الجغرافي حالياً , و في الوقت الحاضر مترددة ومنقسمة بين ثلاثة خيارات التوفيق بينهما يبدو صعبا بين إرساء هويتها الوطنية بصيغة تحقق الإجماع ,وبين العسكر والقبيلة ومشايخها الذين يسعون إلى عسكرة الدبلوماسية , التي تناسب عقليتهم ومقاسهم , وبين الدبلوماسية التي يفرضها الإقليم .
ضعف دور الدبلوماسية اليمنية ومحاولة إلصاق هذا الدور بالدكتور ياسين سعيد نعمان كان له أثر مباشر لكتابة هذه المقالة خصوصا لافتقار بعض الكتاب لأسلوب النقد الصحيح والبناء واتجاههم نحو النقد الانتقائي المدفوع الآجر مسبقاً والبعيد عن النقد للعمق والتخصص والمهنية والقريب إلى السطحية و اللا وطنية , فمعروف عن الدكتور ياسين شخصية اجتماعية وطنية , دبلوماسي وسياسي كبير بقامة الوطن, تولى مناصب وزارية وسياسيه عديدة واثبت كفأته وقدرته على إدارة المواقع التي كلفته به الدولة بكل أمانه وصدق واستقامة وسجله العملي نظيف خالي من أي شوائب الفساد وليس بحاجة إلى تلميع للدفاع عنه , لكن لوحظ في الاونه الأخيرة أن هناك قلة من مرتزقة الأقلام المرتبطة بالقوى القبلية التقليدية الجاهلة وهي تجاهد في مواصلة حروبها الخاصة العبثية والمقرفه جدا للدفاع عن مصالح وثروات مشايخها وقياداتها عبر انتقاد الرموز الوطنية النظيفة في الإعلام والصحافة ومنهم الدكتور ياسين بعد أن فشلت في اغتياله في 27 أغسطس 2012 في جولة سبأ وسط العاصمة اليمنية صنعاء .
د. ياسين سعيد نعمان يعمل دائما بجد وإخلاص و من القلة السياسية النظيفة جدا جدا على مستوى الشمال والجنوب ولا أبالغ أن قلت حتى على المستوى الوطن العربي , يعمل بصمت ودون الحاجة إلى تغطية إعلامية ومن يجهله عليه أن يقرءا السيرة الذاتية للدكتور ومواقفه و عمله قبل وبعد الوحدة ودعونا نطرح الأسئلة التالية وبصراحة لماذا هذا التوقيت في الهجوم على الدكتور ياسين وهو من الكفاءات الأكاديمية القلائل العاملين في السلك الدبلوماسي , مع أن الدبلوماسية اليمنية الشرعية بشكلها الحالي في الخارج مليئة بالعناصر الخاملة الجاهلة, التي بالكاد تفك الحروف العربية ؟ هل استطاعت الدبلوماسية اليمنية الشرعية ممثلة بأجهزتها وبعثاتها وأشخاصها أن تكون رسولا محنكاً ,اميناً وموفقا في نقل للسياسة الخارجية اليمنية أم لا يوجد في الجبهه الدبلوماسية سوى د. ياسين ؟ الدبلوماسية اليمنية تعاني من اختلالات كبيرة على رأسها اعتمادها في غالبية بعثاتها على شخصيات من خارج الدبلوماسيين المهنيين هل د. ياسين مسئول عن هذا الخلل الواضح حتى للأعمى ؟, هل تمتلك الدبلوماسية اليمنية الحالية الرؤية اللازمة لخدمة الرسالة اليمنية في الخارج في ظل غياب سياسة خارجية مكتوبة ؟ وهل فعلياَ تتوفر لدى الشرعية اليمنية سياسة خارجية واضحة المعالم؟ وأن وجدت ما هي أهداف تلك السياسة ومن هم الأطراف المشاركة في هذه السياسة الخارجية؟ .
أن السياسة الخارجية للشرعية لا تزال في المهد وحالها يُرثى له , إذ لا تملك قرارها و تفتقر إلى الوضوح و الفاعلية و يعوزها الانسجام , وهي ألان في حالة التماشي شبه الكامل في لعبة تجاذبات الصراع على السلطة و السعي لتقاسم الامتيازات , وكالعادة تسبح بين عملية بناء وطني بالغة الصعوبة و بين التصدي لتدخل إقليمي و دولي قسم البلاد والعباد , دبلوماسية دولة الشرعية أشبه بالرجل المريض لا تزال تبحث عن ذاتها متأرجحة بوضعها من منظور جيوستراتيجي و جيوبوليتيكي وبحاجة طارئة لإعادة تقيم شامل لدورها و للكادر .

د/ مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة