الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف نقضي على الإرهاب ؟
فلاح أمين الرهيمي
2017 / 2 / 23مواضيع وابحاث سياسية
كيف نقضي على الإرهاب ؟
من أجل الوصول إلى الحقيقة نستند على المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع ومن خلال توظيف علاقات السبب والنتيجة، وإن هذه القاعدة تقودنا إلى ظاهرة الإرهاب الذي يجثم بكابوسه على العراق المذبوح وشعبه المستباح وبدد ثروة العراق المادية ودماء أبناءه الأبرار وستبقى هذه الظاهرة جاثمة بكابوسها ليس على العراق فقط وإنما على كثير من الدول ما زالت أسباب هذه الظاهرة التي تعتبر الروافد التي تنمي وتحتضن ظاهرة الإرهاب والسبب المباشر له وهي الطائفية والفقر والبطالة جاثمة على الصدور وبدون القضاء على هذه الروافد وإغلاق منافذها ومنابعها ستبقى ظاهرة الإرهاب تتغذى من هذه الروافد وديمومتها واستمراريتها (كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله) والدولة سواء كانت في العراق أو غيره من الدول بدلاً من أن تبذل الثروات الطائلة المادية والبشرية دون القضاء على الطائفية التي تخلق الحقد والكراهية والتذمر بين أبناء الشعب الواحد وصرف وإنفاق الأموال الطائلة التي تصرف على الأسلحة في بناء وتشييد المصانع والمشاريع الإنتاجية من أجل امتصاص ظاهرة البطالة وإيجاد العمل للعاطلين الذين يعانون من الفقر والجوع والحرمان وإن هذه العملية الجريئة لا يمكن تنفيذها وتطبيقها على الواقع العراقي إلا من خلال دولة تمتاز بالإرادة والصلابة والإصرار يكون عناصرها من ذوي الأيادي البيضاء الشريفة ومن خلال الرجل المناسب في المكان المناسب الكفوئين والمخلصين والمتفانين بحب الوطن والشعب ويكون ذلك من خلال تكوين وتشكيل لجان في جميع محافظات العراق تقوم بدراسة ما تمتاز به كل محافظة من الناحية الزراعية والمعدنية والأيدي العاملة والفنيين وأصحاب الاختصاص ويكون بناء المشاريع الإنتاجية والصناعية من خلال عائدات النفط التي تذهب إلى شراء الأسلحة التي تصبح رماد لمحاربة داعش وتمويل الماكنة الحربية، ومن خلال هذه العملية يصبح العراق وشعبه مكتفياً ذاتياً بالغذاء والصناعة واحتضان أبناءه من الخريجين وغيرهم من الباحثين عن العمل ولقمة العيش في الدول الأخرى ونتيجة لهذه الهجرة الجماعية من الوطن ابتلع البحر الأبيض المتوسط المئات منهم غرقاً، وكذلك يصون ويحافظ على أمنه الغذائي، كما يمكن الاستفادة مما يزخر به العراق ويمتلكه من آثار تاريخية ومراقد الأئمة الأطهار التي تؤهل العراق أن يكون من الدول السياحية المهمة في العالم إضافة إلى المعادن الأخرى التي تحتضنها أراضي العراق إضافة إلى نهري دجلة والفرات اللذان جعلا أرض العراق يطلق عليها بأرض السواد لخصوبتها وإنتاجها. وبما أننا عرفنا الأسباب والنتائج لهذه الظاهرة التي أفرزت الفقر والطائفية والبطالة وعدم الاستقرار الأمني في العراق فيعني ذلك الوصول إلى ما يخلق الأمن والاستقرار والرفاهية والعيش الرغيد لأبناء الشعب العراقي من أقصاه إلى أدناه.
نحن الآن نتيجة الأسباب التي استعرضناها وأدت إلى ظاهرة عدم الاستقرار وتبديد ثروة العراق فيعني ذلك أن النتائج أيضاً أصبحت معروفة لدينا التي أفرزت أن يصبح العراق دولة ريعية يعتمد كلياً على مصدر واحد وهو عائدات النفط التي أصبحت هي المصدر الوحيد لحياة الشعب العراقي يعتمد كلياً على استيراد وسائل معيشته وحياته على دول الجوار وأصبح الشعب العراقي فيه طبقتين فقط الأولى أتخمها الفساد الإداري ونهب أموال الدولة والأخرى تعيش بمستوى دون الفقر وقد أفرزت هذه الظاهرة ضياع وفقدان القيم الروحية للإنسان مما جعله مشغولاً ويركض وراء توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته لا يفكر ولا يشغل عقله غير توفير هذه الوسائل أن كلّ أفراد العائلة تحتاج إلى الغذاء والملبس وغيرها وعلى رب العائلة أن يوفر هذه الحاجيات والسلع الضرورية لأفراد عائلته وإن كثير منهم لا يعرفون أو يدركون كيف يستطيع رب العائلة توفير المال الذي يوفر لهم هذه المستلزمات الضرورية ومعاناته وكيف تكون نفسية الأولاد حينما يسحبهم من كرسي الدراسة ويدفعهم للعمل كعتالين أو بائعين لأكياس النايلون في الأسواق من أجل توفير لقمة العيش لأفراد العائلة وكم يعانون هؤلاء الأطفال حينما يتركون زملائهم في المدارس وكم يتعرضون في ازدحام الأسواق من أمثالهم اعتداءات وإهانات .. إذن كيف سينشأ هؤلاء الأطفال من هذه الظروف المأساوية حينما يختلطون مع الآخرين من المنحرفين والسائبين وكم تكون معاناتهم حينما يصبحون عاجزين عن الحصول على المال لزخم وكثرة الكبار والصغار المزدحمة بهم الأسواق ؟ وقد ذكرها الدكتور حسين علي العزيز رئيس جمعية علم النفس العراقية حينما قال (بتصرف) (إن هذه الأجيال سوف تكون من الأشرار وأصحاب العقد النفسية نتيجة معاناتهم وحياتهم الشاقة والمنحرفة عن السلوك والتصرفات والحياة الطبيعية وسوف يكونون من أشر الأجيال في المجتمع العراقي) وهنا تحضرني محاورة أحد الأصدقاء مع قسم من هؤلاء فكان أكثرهم من الأيتام أبناء الشهداء الذين أصبحوا مشردين ولا معيل لهم أو أبناء لرجال لا يستطيعون توفير المال اللازم لعوائلهم لإشباع بطونهم الخاوية.
فلاح أمين الرهيمي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لنبدأ من قاعدة الهرم
البابلي
(
2017 / 2 / 23 - 02:16
)
لنتسائل اين يلتقي هؤلاء الارهابيين ،اين يقضوا جل أوقاتهم ،ماذا يقرأون من اي علم ينهلون اي الكتب يقرأون ، الجواب المساجد والقرآن ،وكل انواع الكتب الدينية ،أغلق هذه المنابع ،بل حتى اهدمها ،ابني عليها اند ية ،ملاعب للاطفال ومنتزهات ،رويدا رويدا ينشأ جيل سليم لا يعرف ولا يحب سوى الجمال والسلام وبذا ننقذ الاجيال والوطن من الدمار
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة