الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآيزدية ماذا قدمت للكورد؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 2 / 23
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
كتبت قبل أيام بوستاً قلت فيه؛ "الإخوة الذين يتساءلون؛ "وأين خدمت الأيزيدية الكورد"، نقول لهم ما يلي: بأن الديانة الأيزيدية _وعلى الأقل_ حاولت أن تحافظ على اللغة حيث كل تراتيلها باللغة الكوردية وليست العربية رغم إنها تأثرت كثيراً بالأخيرة والإسلام بعد مجيء الشيخ "عدي بن مسافر"، لكن مع ذلك حافظت على لغة التراتيل الكوردية .. وللعلم فإن الشعوب تستعبد كلياً وذلك عندما تُسلب منهم لغتهم الأم". والبوست خلق نوع من الجدال بين الإخوة المتابعين فجاءت عدد من التعليقات والردود القيمة منها ما كتبه الصديق والأخ الفاضل؛ "بدري شمو"؛ رئيس الجمعية الأيزيدية بعفرين، حيث كتب التعليق التالي وذلك بخصوص الأيزيدية وما قدمت من خدمات للكورد والحفاظ على التراث واللغة الكوردية حيث قال:

"الإخوة الذين يتساءلون، أين خدمت الإيزيدية الكورد؟ نقول بأنها:
- خدمت الأيزيدية ليس فقط الكرد بل أيضاً الكردياتي في أزمنة و أمكنة لا تحصى و لا تعد ...
١ - لغة الأقوال و الأدعية و التراتيل و السبقات الدينية هي لغة شيثية و إزيزيدية و زاردشتية و كردية... هي لغة أسلاف و أجداد و أباء الكرد الحاليين ... هي اللغة التي جسدت و تترجم الفكر و اللغة و العمل الأصيل... هي اللغة التي تحافظ على الهوية الكردية اللغوية و من خلالها تقام أعياد و طقوس تعود لاسلافنا حتى الآن الذين بنوا الإمبراطوريات و الممالك و الصروح الحضارية...هي اللغة التي كتبت بها عظماؤنا تاريخنا و علومنا و فلسفتنا و حتى هندستتا و التي طُمست إلى حد كبير مع الفتوحات ( الاحتلالات و الاستيطانات ) الإسلامية في كردستان و فرض لغتهم العربية و ثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم البدوية البدائية الصحراوية....

٢ - لغة النصوص الايزيدية المقدسة حافظت و تحافظ على كل موروث ثقافي و فكري و اجتماعي كردي من الأسلاف عبر حقب زمنية سحيقة إلى يومنا هذا رغم كل الويلات و الإبادات الجماعية أي الفرمانات التي تعرضوا لها على أيدي مسلمين العرب و العثمانيين و حتى بعض الكرد و منهم محمد باشا الرواندوزي.

٣ - من كرد الإيزيديين هناك ألالاف المناضلين السياسيين و العسكريين و الشهداء خدموا و يخدمون الكرد و الكردياتي و القضية الكردية و الكردستانية العادلة.

٤ على المستوى الكردي و خاصة في إقليم كردستان أتمنى أن يحسن شيوخ الكرد المسلمين و الجماعة الإسلامية و الاتحاد الإسلامي الكردستاني للايزيديين كما يحسنون لأهل الفلوجة و لأهل الغزة رغم أننا ضد الظلم أينما كان و في نفس الوقت نحن ضد ازدواجية المعايير و ضد أن يكون الإيزيديين كالدجاج إما للبيض أو للذبح على أقرب مذبحة في البازارات السياسية.

٥ - ككردي ايزيدي نعمل و نناضل و نتمنى كل و الخير و السلام لكل الكرد بمختلف أديانهم و مذاهبهم و الحرية لكردستان الأبية". وأخيراً أضاف؛ "أشكرك صديقي العزيز المناضل و الكاتب بير رستم (أحمد مصطفى)".

طبعاً بدوري أشكر الصديق العزيز "بدري شمو" للمداخلة الموضوعية والتي لخّص فيها وبشكل جد سريع، بعض ما قدمتها الأيزيدية للكورد وتاريخهم وتراثهم وذلك من خلال الحفاظ على الموروث اللغوي والثقافي لشعبنا وبلغة الأم؛ أي الكوردية وأعيد وأقول؛ فإن سجلت هذه فقط للأيزيدية فهي تكفيها فخراً حيث ساهمت مع عوامل أخرى عدة من مناخية وحضارية بالطبع للحفاظ على هوبة شعبنا حياً وسط حالة العداء والاستعباد له ولقرون طويلة وعلى الأخص من الغزو الإسلامي المتعدد الهويات حيث كانت آخرها اللون الداعشي الداكن وقبلها العثمانية وكذلك الأمويين والعباسيين حيث تعرض الأيزيدية لعدد من حملات الإبادة الجماعية ومأسيهم لا تقل عن مآسي كل من الإخوة الأرمن واليهود، لكن وللأسف فإن الأيزيديين حتى لم يلقوا التعاطف والدعاية الإعلامية، كما نال ذلك كل من إبادات اليهود والأرمن؛ يعني حتى إعلامياً تم غبنهم وتهميشهم إلا الكارثة الأخيرة ونقصد كارثة شنكال حيث الوعي الثقافي للنخب الفكرية والسياسية الجديدة لأبناء شعبنا وكذلك سهولة إيصال القضايا من خلال الميديا الحديثة والتي باتت في متناول يد الجميع، فقد تم إيصال صوتهم للمنظمات الحقوقية الدولية.

وقد كتب الصديق "سليمان جعفر"؛ وهو أحد الأعضاء القياديين في الإدارة الذاتية بعفرين، بصدد قضية الآيزيديين التعليق التالي: "أقولها بصراحة وأنا الكردي الأيزيدي الذي عانى الكثير بسبب معتقدي، أنه لولا ظهور القائد عبد الله أوجلان لما بقي أيزيدي محتفظاً بعقيدته نتيجة الضغط والإكراه والتعصّب الذي كان يُمارس علينا. ففي شنكال تم تهميش الأيزيديين بشكل كامل ولم تقدم لهم حكومة الإقليم أي شيء، حتى إنها أمرت البيشمركة المدافعين عن شنكال بالانسحاب وتسليمها لداعش وتم خطف آلاف الحرائر وبيعهن في أسواق النخاسة بشكل بشع لا يتحمله العقل البشري. والكل يعلم انه لولا وصول وحدات حماية الشعب والكريلا في الوقت المناسب لكانت الايزيدية الآن في خبر كان. ومع ذلك وبعد أن تدارك قادة البيشمركة فداحة موقفهم من ذلك الانسحاب قاموا بالتعاون مع الكريلا والتحالف الدولي وحرروا معاً مدينة شنكال، ولكن مع الأسف فقد هاجر معظم سكانها والآن يرفضون العودة إلا بعد تقديم ضمانات بعدم تكرار ما حصل لهم في اليوم الأسود يوم 3 آب 2014. واعتقد أن حكومة الإقليم التي تقول أن شنكال كردستانية (وهي فعلاً كذلك) يقع على عاتقها كامل مسؤولية تحرير المخطوفات التي يقدر عددهن بحوالي ثلاثة آلاف لازلن في يد وحوش العصر، عسى أن ينسى الأيزيديون بعض ما لحق بهم من ظلم وتهميش وإقصاء".

طبعاً لا أتفق مع كل ما ذكره الصديق "سليمان جعفر" وخاصة فيما يتعلق بقضية "انسحاب البيشمركة وعدم الدفاع عن شنكال وتسليمها لداعش"، وذلك رغم كل مآخذي على ذاك الانسحاب الغير مبرر فعلاً وقد كتبت بخصوص القضية أكثر من مقال حينها وبعدها أيضاً، لكن أعيد وأقول بأن المشكلة ليست فقط في حكومتي الإقليم والمركز بخصوص التهميش وعدم تلبية حقوق هذه الشريحة المجتمعية، بل في العقلية المجتمعية والموروث الثقافي للمنطقة وتلك النصوص الإسلامية التي تحلل قتل هؤلاء من أبناء شعبنا الكوردي حيث وللأسف فإن الإخوة الأيزيديين وناهيكم عن إنهم كانوا وما زالوا يعانون دائماً من الفرمانات الحكومية للخلافات الإسلامية، فكذلك هم عانوا من قضايا العنصرية والنبذ الاجتماعي وذلك حتى من قبل إخوتهم من الكورد المسلمين وعلى الأخص في الإقليم في الفترة الأخيرة وإن الذين لهم إطلاع على واقع آيزيدي إقليم كوردستان يدركون تلك الحقيقة والواقع المؤسف والمؤلم .. طبعاً هذه العقلية مع عدد من المسائل الأخرى ساهمت في وقوع كارثة شنكال والحديث يطول وكما قلت لقد كتبت سابقاً ولا أود إعادة ذلك مجدداً، لكنني أضم صوتي لصوت الأخ والصديق سليمان بخصوص الوقوف بجدية على تلك الكارثة وعمل كل ما يمكن أن يخفف من مأساة أولئك الإخوة الأيزيديين.

وكذلك فقد كتب صديق آخر يحمل اسم "زمان دار" تعليقاً وقراءة جميلة بخصوص المسألة يقول فيه ما يلي: " ماموستا بير رستم ٳذا بقی من الآثار والثقافة وتراث الكوردي علی الأرض فهم الإخوة اليزيدية صدقني لالش أقدم من مكة ومن القدس، المكة والقدس بنيت علی غرار لالش انظر وانتبه ٳلی لالش جيداً؛ أولاً كوردستان هي مصدر جميع الديانات وكل أصحاب هده الديانات لهم الرموز الدينية التي تشير إلی معابدهم وعلی لباسهم أو يرتدون ويحملون علامة تدل علی ديانتهم، انظر ٳلی ساحة لينينغراد وعلی معابدهم وعلی الخوذه أو القبعة التي يرتدونها، انظر ٳلی الهندوس أو السيخ أو بوذا .. كيف يضعون صورة نبيهم علی العمامة التي علی رٲسهم، انظر ٳلی القدس وٳلی طاقية اليهود، انظر ٳلی المسيحية حيث علامة الصليب، انظر ٳلی الكعبة والشريط العلوی من فوق حيث علی شكل عقال العرب، انظر ٳلی لالش فتجدها علی شكل عمامة الكوردي؛ أي كوم وكولوز وإن جميع عمايم الكوردي وبمختلف أنواعها تشير ٳلی لالش تلك الطاقية المرتفع ٳلی الأعلی وهناك لفة حول الطاقية لارتفاع الطاقية وهي علامة للتقرب ٳلی الله سبحانه تعالی واللفة حولها تدل علی تجمع أهل التدين من حولها؛ أي بمعنی لالش هيا احد واهم الرموز وٳشارة البقاء لدی الكورد هي لالش، لكن للأسف هناك بعض الإخوة الأيزيدية يحاولون إبعاد أنفسهم عن جسد الكوردية وصراحة هذا شيء مخزي ومخيب للآمال من بعض الإخوة الأيزيديين، الله يصلحهم .. دايكى خلكي نابي دايكى مرا ولا يصح ٳلی الصحيح وأشكرك جزيل الشكر ماموستا بير رستم".

بدوري أيضاً أشكر الأخ "زمان دار" على المداخلة القيمة والقراءة الجميلة وليسمح لي بتصحيح بعض الكلمات لتكون مفهومة للقارئ حيث إنها كانت تحتاج لذلك .. وإنني لن أزيد على ما تفضل به لكنه ذكرني تعليقه بدراسة للباحث السوري الأستاذ "فراس السواح" وأقصد كتابه المميز "لغز عشتار" وكتاباته بخصوص أشكال المعابد الدينية القديمة ودلالتها ومعانيها الفلسفية وتعابيرها المجتمعية، فكل التقدير للأخ زانا ولجهده الكريم ونأمل من نخبنا وعلى الأخص الجيل الناشئ أن يهتم بهذه القضايا والمسائل حيث وللأسف؛ فإن معظم الموروث الحضاري لشعبنا قد سرق وألحق بحضارات أخرى فارسية أو إسلامية عربية عثمانية وبالتالي لا بد من إعادة الحق لأصحابها والوقوف على تلك القضايا الحيوية في تاريخ وتراث شعبنا.

وكذلك فقد كتب الأخ "اسكان نوري جنيد" تعليقاً هو الآخر يقول فيه؛ "أستاذ بير .. ميشيل عفلق العربي المسيحي هو من أهم منظري الفكر القومي العربي ومؤسس رئيسي للحزب وهذا العربي (المسيحي) أدرك أن لا وجود ولا شخصية للعرب دون الإسلام (دين العرب) و يشاع أنه أعتنق الإسلام أيضاً إيماناً منه بهذه الحقيقة وقال (العروبة جسد وروحه الإسلام) والإسلام كفكر توسعي كان ينتشر مع العروبة بشكل متوازي وذلك لأن لغة الدين هي العربية (طبعاً بغض النظر عن طريقة انتشاره) أما في الحالة الكردية فإنهم مع الأسف الشديد كانوا الخنجر المسموم في الظهر الأيزيدي دائماً وهم بالدرجة الأولى قادوا حملات الإبادة العرقية بحقنا (محمد باشا الراوندوزي الكردي نموذجاً) ومؤخراً ما فعلته البشمركة الكردية في شنكال..
فالكرد المسلمون يبيدون تاريخهم ويقتلون شخصيتهم وهويتهم أكثر من أعداء الكرد..
أنا لا أدعو الكردي المسلم الذي تنكر لأصله وصار عدوا لنا إلى اعتناق الأيزيدية ولكن على الأقل أن يخجل على شرفه ومن نفسه ويوقف هذه المهزلة وأسلمة الكرد، بل ودعشنتهم أيضاً (ملا فرزندا .. ملا عادل .. وملالي الإقليم الأخرين) ولكن مع الأسف الشديد دائماً يثبت غالبية الكرد المسلمين أنهم لا ولن يتعلموا أبداً..
مع المودة والاحترام أستاذ بير..".

إنني لن أعيد ما قلته بخصوص كارثة وشنكال وتداعياتها وأسبابها، لكن فقط أقول للإخوة الآيزيديين؛ نأمل أن لا تكون ذلك سبباً للمزيد من الخلافات الكوردية الكوردية حيث جراحاتنا ومآسينا وشروخنا لا تحتاج للمزيد من الفتق وتعميقها .. رغم إنني أضم صوتي لكل الأصوات التي تطالب بإحقاق الإخوة الآيزيديين أسوةً بكل مكونات مجتمعنا الكوردي وعلى قدر المساواة مع الكورد المسلمين وقطع الطريق على شيوخ الفتنة وفتاويهم الحاقدة والعنصرية ضد الآيزيديين، بل وملاحقة أولئك الحاقدين الذين لا يقلون عن الدواعش وحشيةً ودموية وأخيراً نعيد ونقول؛ نأمل من النخب الثقافية المزيد من الاهتمام بالجانب التاريخي والتراثي لشعبنا حيث من ينقطع عن ماضيه فهو يقطع عن نفسه جذور البقاء والحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل