الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثر الاستثمار الزراعي في التنمية الزراعية

زاهر نصرت

2017 / 2 / 23
الصناعة والزراعة


وادي الرافدين قديماً والعراق حديثاً هو اول بقعة في الكون عرفت الفلاحة والمحراث الحجري وكيفية حفظ الغلال حيث حباه الله بكل مقومات الخصب والنماء واحتوت مسلة حمورابي مواداً قانونية وعقوبات رادعة تنظم العلاقات الزراعية في العراق قديماً ، ويبقى العراق بلداً زراعياً تاريخياً وواقعياً كون اعداده المليونية تقطن اريافه لكن ما يؤسف عليه الان وجود اخطار حقيقية تحدق بالعملية الزراعية تنذر بكارثة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، لقد اثبتت التجارب الاقتصادية في معظم البلدان بأن للزراعة دوراً مهماً وريادياً في تحقيق التنمية الاقتصادية بوصفها القطاع الذي تستند عليه القطاعات الاخرى مما يجعل عملية اطلاق الاستثمار ضرورة ملحة تستدعي إيجاد طرق ووسائل ناجعة لتفعيله وايلاءه الاهتمام الجاد وكيفية إيجاد الأرضية المناسبة لأشراك القطاع الخاص في تمويل وإدارة المشاريع الاستثمارية الزراعية وخلق فرص جاذبة للمستثمرين العرب والأجانب سعياً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية الى الامام والتي يشكل القطاع الزراعي مفصلاً مهماً فيها .

لا شك ان النهضة تتم عبر بوابة الزراعة ولا سبيل لتحقيق الاستقلال الحقيقي والامن الا عبر هذه البوابة وان حجم التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة في العراق كبير الامر الذي جعله يتحول الى مستورد رئيس للمواد الغذائية ولا يزال العراق بعيداً عن التطور العلمي والتكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم في مجال التقنيات الزراعية ويأتي هذا في مقدمة التحديات الخارجية التي تواجه هذا القطاع الحيوي إضافة الى ظهور ما يعرف بالتكتلات الاقتصادية العالمية والإقليمية التي باتت تتحكم في سوق الإنتاج الزراعي وما زلنا غير قادرين على إيجاد دور فاعل لنا فيها ، اما التحديات الداخلية فتتمثل بكون الكثير من الأراضي الزراعية غير مستغلة استغلالاً كاملاً كما ان المستغل منها ما زال دون مستوى الاستغلال الفعلي .

ان إيجاد الأولويات والبحث عن نقطة الانطلاق لتفعيل وإعادة التنمية للمشاريع الزراعية والنظر برؤية شمولية معاصرة لمجريات الأمور في العراق لما يمر به من واقع مرير أثر عليه سلباً في مفردات الحياة اليومية الحالية بشكل مباشر وغير مباشر ومن أولى المهام التي من المفترض تناولها هو التنسيق بين الجهات المعنية ذات العلاقة بأنشطة الاستثمار الزراعي ثم البدء بتنظيم وتفعيل تلك الأنشطة استثمارياً ومتابعتها ميدانياً وعلى المستويين ( النباتي والحيواني ) إضافة الى مشاريع القطاع الزراعي ( ثنائية او ثلاثية الغرض او اكثر ) التي تأخذ منحى جانب الخط الإنتاجي صناعياً ويتطلب ذلك توسيع بيانات القاعدة بما يؤمن تحقيق التنمية الزراعية في عموم ارجاء العراق وبما يتفق مع السياسة الزراعية التي من المفروض ان تقر في مؤتمرات علنية يشارك فيها كل راغب في الطرح والنقاش لا ان تخطط لنا سياسة وتملأ علينا ولا نعرف من هُم المخططون والمبرمجون للزراعة وفي اي غرف تُعَد الافكار ومتى نطلع على تخطيطهم وهل لوزارة الزراعة طرفاً في التخطيط أم انها تتلقى الاملاءات فقط ، فالسياسة في العراق اكبر من ان تُعَد في غرف صغيرة ومستقبل وقرار وطن وصوت شعب لن تتبلور افكاره او ارادته الا عبر مؤتمرات علنية .

ايها القائمون على امر الزراعة واهل الحل والعقد فيها اخرجوا من مكاتبكم وتجولوا في قرانا وحقولنا ومزارعنا فستجدون ما يذهلكم وترتجف له ابدانكم فالشعب يريد تحقيق اكتفاء غذائي استراتيجي يحقق أمنه واستقلاله والأيدي العاطلة عن العمل في الريف قد تكاثرت واتجهت الى امور بعيدة عن حرفة الزراعة ، حرفة اباءهم واجدادهم فالعراق ارض السواد لا تسمحوا للصحراء ان تزحف على ربوعه الخضراء .




زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟