الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود

مزوار محمد سعيد

2017 / 2 / 23
كتابات ساخرة


كل شريف يتساءل عن أحوال الوطن، عن التراب الذي لامس جسمه لأول مرة في حياته، عن أحوال الأحباب فيه، هؤلاء الذين نافقوا في حبه لكنهم أحبوه، عن كل ما يتصل بالبلاد والعباد، عن لغة التاريخ والعراقة والقومية والوطنية والهوية، عن الجزائر والثورة والعهود المختلفة التي أرادها الفرد مزهرة بمسك البقاء والنقاء.
بعد رحلة طويلة وانتظار اطول في مطار الزناتة بتلمسان، وبعد الوصول إلى الضفة الأخرى وتجاوز كل اجراءات الادارات التي زادتها صعوبة خضرة جواز سفري أردت أن أكتب هذه الأسطر..
لا يمكن أن نندب وجه الجزائر، على الرغم من أنه مندوب منذ زمن، لكن كلمات الصدق يجب أن تقال، وكما قال عليّ ابن ابي طالب رفع الله مقامه: "ما كل الحق يقال".
عرفنا على أرض الجزائر الحكمة والرصانة والصبر، وكما الذهب!!
يولد في الجزائر يوميا من هم من صنف هذا المعدن الثمين، رجال عرفوا طريق الحق فصبروا عليه بكل قواهم، لتزيدهم المآسي صفاء.
على أرض الجزائر الكثير من التجاوزات العقلية والثقافية والجرائم الروحية، فالفرد يعيش على أرضها صدمات كثيرة تعطي صورا عديدة للبؤس وهيمنة الجهل.
على ترابها نما الظلم وترعرع، تارة باسم الله والدين، تارة أخرى باسم العادات والتقاليد المرقعة بصنوف العنف والاكراه، وتارات غيرها باسم الانسانية والمدنية ومنطق الوهم بعنوان: المنطق والتعقل.
ما أسمى الإنسان عندما يتسامى عن كل قبيح، وينظر إلى الجمال وجه لوجه، يأخذ تنهيدة ويعتذر من نظرة خاطفة ألقاها على معموديات التجلي الخاص بسقراط جزائري طال انتظاره ولم يأت بعد.
ما أروع فتيات البلدات الجبلية للقبائل العريقة التي خطت وجودها بتقاليدها العزيزة والضاربة في التاريخ، فكان العربان لقطاء على أرض تلفظهم بكل ما تحمله من ثقل.
ما أسمى حنان أبناء الجزائر اليائسين الضائعين بين اليأس والمسكرات، بين القيم المفرغة من مضامينها وعذابات الأموات قبل الأحياء.
هناك عند كل باب لبيت جزائريّ شهيد ضاعت تضحيته..
طفل هشمت براءته
عذراء سرق شرفها
حلم كُسر جناحه بغير حق..
أ ل م غلبتُ الروم، ولا يزال ظلم على الجزائر محتوم.. !! ومن حيث لا يدر يبقى الفرد الجزائري مسكينا بين مطرقة التاريخ الأجوف، وسندان الواقع المعيشي الأصلف، فبين هذا وذاك يضيع الجميع في الجميع، ليبقى الثابت بين طيات كل قصص الضياع الجزائرية واحدا وأوحدا وهو: الشعب.
لا شرعية لثورة مات خلالها الرجال ليستغلها الأوغاد من بعدهم، ولا شراع لجهل يحلّق ويحمق الأفراد باسم العروبة والاسلام، أو تجاهل باسم التقدّم والتحضّر والمجون.
شعب تم تقزيمه إلى درجة أن صار همّه الوحيد هو: بطنه وأصبع بطنه فقط، حياة المعدة والفَرَج، وكأنّ الإنسان على أرض الجزائر قد تم اختصاره غصبا في مساحة البيولوجيا الحيوانية بلا مشاعر ولا أحاسيس، بلا طموحات أو إنجازات.
عندما تزور الجزائر سيعجبك كل ما فيها، لكنك ستشعر بظلم من فيها رغم اجادتهم لاخفاء مشاعرهم، مع أنهم نسيوا بأن الظلم لا قناع له.
لقد غادرت الروح الجزائر منذ عهود، وبلا قيود إلى منفاها الاختياري، فحلت محلها أشباح تائهة، غير مدركة لما تقوم به، أو تفكر فيه، فليس هناك أمر يستحق العناء على أرض القراصنة، لأنّ الموت صار أريح من الحياة، في زمن تكالبت الشعوب كلها على الانجازات والتوازنات بقيت الجزائر في غرفة انعاش الحضارات.
مغبون ذاك الطفل الوليد على أرض "القراصنة"..
مصاب برهاب النجاح ذاك الجديد على أرض الأشباح !!
غير مرغوب فيه ذاك الراغب في رغبة العيش المريح على أرض جعلت من حقوق أبنائها الأساسية أمورا مستحيلة عن كل عقل لا ينتهج أسلوب السلب والنهب، فالنُبل ليس جزائريـا.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا