الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار الدولة الواحدة،، السلطة تسلم مفاتيح فلسطين،،

غسان ابو نجم

2017 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


شعار الدولة الواحدة،،
السلطة تسلم مفاتيح فلسطين،،
،
لماذا هذه الهرولة نحو رفع شعار الدولة الواحدة يعيش فيها الفلسطينيون والصهاينة المغتصبون ضمن دولة واحدة اسماها البعض كعزمي بشارة دولة المواطنين على ارض فلسطين كرد على اسقاط رأس الشر العالمي امريكا وحليفها الكيان الصهيوني لخيار حل الدولتين،
ربما يعتقد البعض أن طرح حل الدولة الواحدة من اطراف في سلطة اوسلو هو رد هجومي على قرار اسقاط حل الدولتين وسلاح تهدد به امريكا والكيان الصهيوني وهو واقع الأمر هروب نحو الامام للارتماء في حضن العدو الصهيوني وتسليم مفاتيح فلسطين وانهائها كقضية صراع على الحق بين الضحية والمغتصب والتسليم الكامل باحقية الصهاينة بارض فلسطين وانهائها كقضية شعب اغتصبت ارضه وانتزعت حقوقه،،لقد عمد المنادون بشعار الدولة الواحدة الى طرحه دون تحديد ماهية هذه الدولة الواحدة والرؤى المختلفة لطبيعتها تكوينها طرق تحقيقها ومواطنيها ومناقشة أوضاع ساكنيها والاحقية التاريخية والحقوقية للقاطنين بها والسؤال الاهم لماذا مناقشة مشروع الدولة الواحدة في هذا التوقيت بالذات وفي هذه المرحلة(،مرحلة تحرر وطني)ام انه حرق للمراحل الذي سيؤدي وبالضرورة الى نتائج نظريه خاطئة وحقائق عملية خطيرة بل كارثية على شعبنا الفلسطيني.
ان مرحلة التحرر الوطني مرحلة انتقالية صراعية تناقضية بين صاحب الحق والمغتصب/المحتل/المستولي على الملكية العامة/الارض /الكيان السياسي والمعنوي للشعب بطرق القوة العسكرية والمغتصب للملكية الخاصة لكل فرد من افراد هذا الشعب/الارض/،،المنزل/وسيلة الانتاج مما يعني ان هذا التناقض سيستمر حتى ايجاد حل مناسب له بالقوة العسكرية(الحرب)،او التفاوض وبكلا الحالتين سيتحدد ماهية الحل لهذا التناقض والالية العملية لتحقيقه.
ان الشكل السياسي للحل المفضي لهذا الصراع وباحدى الوسيلتين السابقتين او كلاهما سيحدده الشروط الموضوعية التي انتجت هذا الحل السياسي فالانتصار بالحرب على المحتل الصهيوني سيفرض شروط الطرف المنتصر الفلسطيني التي بالضرورة ستاخذ بالحسبان مشاركة كل القوى التي ساهمت في تحقيق هذا الانتصار حتى لو كانت قوى او افراد من الطرف الآخر المغتصب ويتحدد الشكل القانوني الحقوقي لوضعهم المدني من قبل الطرف المنتصر وهنا يسقط عنهم صفة الاحتلال او الاغتصاب ويتحول هؤلاء الى مواطنين كاملي المواطنة تحت السلطة السياسية للمنتصر شريطة اسقاط حقهم بالاغتصاب بالتقادم للارض او المنزل او وسيلة الانتاج فمشاركتهم في تحقيق الانتصار لا يعني ابدا استمرار احقيتهم في الاستيلاء على ما لا يملكون طبعا باستثناء وحيد هو اليهود القاطنين في فلسطين ما قبل الاحتلال فهم مواطنون طبيعيون فلسطينيو الهوية ويهوديو الديانة.
ان مناقشة وضع الدولة المستقبلية تنطوي على مغامرة سياسية ليس من ناحية امتلاك الرؤيا لافق الحل النهائي للصراع العربي الصهيوني والى ماذا سيؤول مستقبل هذا الصراع وانما الدخول في جدلية تكوين الدولة /تفكيك الكيان القائم/وضع المغتصبات المنتشرة في كل ارجاء فلسطين/،الوضع القانوني والحقوقي لبقايا فلول المغتصبين/والعديد من الاشكالات السياسية والحقوقية المتوقع حدوثها في مرحلة بناء هذه الدولة جميعها تؤشر الى ان طرح ماهية هذه الدولة هو المغامرة السياسية بعينها.
ان مرحلة التحرر الوطني مرحلة ذات صيرورة تاريخية تدفع الى الواجهة قوى ومستجدات واحداث متغيرة طبقا لظروف نشأتها الموضوعية فما تراه اليوم قائدا متنفذا لهذه المرحلة يمسي ثانويا في مراحل اخرى وكذلك العكس صحيح ضمن هذه الصيرورة وهذا لا ينطبق على طرف واحد من طرفي الصراع وانما ينطبق ايضا على الطرف الاخر العدو مما قد يغير شكل التناقض من رئيسي لثانوي احيانا ويمكن العكس مما يفترض تغير برنامج المرحلة السياسي طبقا لتغيير طبيعة التناقض مما يقود الى نتيجة حتمية مفادها ان لا تحديد لماهية الدولة الواحدة ما قبل انجاز مرحلة التحرر الوطني.
لم تفد الثورات العالمية عبر التاريخ/الصين/روسيا/فيتنام كنماذج ان تجاوزت هذه الثورات مرحلة التحرر الوطني ودخلت في مرحلة ما بعدها(تكوين الدولة)واكدت ما ذهبنا اليه من ان شكل الدولة يختلف طبقا لاختلاف شروط تكونها في مرحلة التحرر من الاستعمار وهذا ما يؤكده الاختلافات الجوهرية في شكل الدولة الروسية عن الدولة الصينية والفيتناميه فالعامل الروسي الذي انجز مهمات بناء الدولة ليس هو الفلاح الصيني الذي اسس لبناء دولة اشتراكية وكذلك النموذج الفينامي فالفلاح البليد في الثورة الروسية هو الفلاح الثائر المتفتح في الثورة الصينية وكذلك الفيتنامية(،من حيث التحديد النظري لمن هو الفلاح)مما اعطى خصوصية واضحة لشكل الدولة في كل بلد رغم الالتقاء بالجوهر..
قد يذهب البعض الى توجيه تهمة التراتبية في انجاز المراحل ما قبل الثورة وبعدها لما اوردته او فرض الاستاتيكيا التاريخية لتوصيف المراحل ولكن نظرة علمية صائبة لطبيعة الصراع العربي الصهيوني تدحض هذه التهمة الا اذا اصر اصحاب هذا الفهم على عدم الاعتراف ان هذه المرحلة من الصراع هي مرحلة تحرر وطني وهي بالتاكيد مرحلة ما قبل تكوين الدولة.
على ضوء هذا الفهم لطبيعة تشكل الدولة يتضح أن الدولة الواحدة والتي ينادي بها اصحاب نهج التفريط والاستسلام هي الاستسلام لشروط المحتل الصهيوني بوصفه الطرف الآخر الذي يمتلك القرار بتحديد من يقود هذه الدولة لان موازين القوى تميل لصالحه،،
من هنا يجب التميز بين شعارين متفقين بالاسم مختلفين بالطرائق والبرامج التي تؤدي للوصول اليهما بين الدولة الديمقراطية الاشتراكية كجزء من الوطن العربي كنتيجة ورؤية مستقبلية لنهاية الصراع العربي الصهيوني وبين طرحها كشعار التقاء خلال وضمن مرحلة التحرر الوطني وتكون شعار لاستجداء الوطن من غاصبيه وشعار تكتيكي نلوح به في وجه العدو في حال رفضه حل الدولتين والفرق بين الفهمين عميق وخطير فالفهم الاول:
قائم على اساس مشروع نضالي تحرري مقاوم يفضي الى الانتصار وبناء الدولة الواحدة الديموقراطية الاشتراكية بعمقها العربي بعد دحر الاحتلال وكيانه الاحلالي الاستيطاني واعادة الحقوق لاصحابها الاصليين واستيعاب كل من يود العيش ضمن هذه الدولة شريطة استعادة كل ما تم اغتصابه في عهد الكيان المغتصب( والا ما الفائدة من بقائه مواطن في هذه الدولة مع احتفاظه بكل ما اغتصبه في عهد الكيان المغتصب) اي استعادة الملكية العامة والخاصة الى عهدة الدولة واصحاب الملكية الخاصة الاصليين(ارض/منزل/وسيلة انتاج)وهذا الفهم يختلف بل ويتعارض مع الفهم الاخر الثاني:
فهم الدوله الواحدة التي يتم الترويج لها ضمن مشاريع سياسيه قائم على اساس اقامة دولة واحده يعيش فيها المغتصب الصهيوني مع اصحاب الارض الاصليين(،الشعب القلسطيني)دون توضيح الالية لتحقيق هذه الدولة هل هي نتيجة مشروع كفاحي مقاوم او مفاوضات ودون تحديد الكيفية التي سيتم تفكيك هذا الكيان الصهيوني هل بقرار طوعي منه او نتيجة مفاوضات او تحت اشراف الامم المتحدة مثلا وماذا عن المستوطنات القائمة والمستوطن الغاصب وكيفية حل مسألة الاغتصاب للملكية الخاصة ام ان المغتصب الصهيوني سيحتفظ بما اغتصبه حتى في ظل هذه الدولة العتيدة وبالتالي يعيش الفلسطينيون مواطنون يحملون الجنسية الصهيونية!!على ارض ابائهم واجدادهم يحكمهم مستوطن اشكنازي قادم من بولندا مثلا اي قيادة لشعب فلسطين رزقنا الله واي مثقفين ثوريين يبررون الهزيمة؟!!
اما طرح شعار الدولة كشعار انساني يظهر مدى تمسكنا بالقيم الانسانية ورد المفهوم الخاطئ الذي تشكل لدى الرأي العام العالمي حول اننا نود رمي اليهود في البحر وزاد عليها ظهور تنظيم داعش ودوره في تلويث السمعة عن العرب والفلسطينيين واستغلال حكومة الكيان لهذا التشويه فانني استغرب من بعض المتحمسين لمشروع الدولة الواحدة كيف تدير المفاهيم وتصيغ مشروعا لدولة قائم على تسويق قيم انسانية مع عدو يفتقد لابسط قواعد الانسانية عدو لا يسمع ويفاوض من اجل التفاوض فقط بينما على الارض يقتل ويعتقل وينهب مزيدا من الاراضي ويحول الكائن البشري لديه والذي مفترض ان يكون انسانا الى مغتصب قاتل مدجج بالسلاح يغتصب الارض ويقتل الفلسطيني بدم بارد ويقتل الشجر والحجر كذلك ليس من المنطق السياسي والنضالي ان اطرح مشروعا لاستجداء دولة من عدو احلالي استيطاني يطرح مشاريع طرد الفلسطينيين الى البلاد العربية المجاوره ويطرح مشروع لضم الجولان اي عدو هذا الذي نطرح استجداء دولة منه ونغلفها باطر واغلفة انسانية هو لا يعترف ان الفلسطيني انسان اصلا.
نعم نحن ضد رمي اليهود في البحر ومع وجود اي فرد عاش ضمن سلطة الكيان المغتصب على ارض فلسطين شريطة ان يتخلى تماما عن كل ما اغتصبه لصالح الفلسطيني صاحب الحق الاصلي والشرعي لهذا الحق حتى لو كان هذا الفرد ضمن الاصدقاء المساهمين في انجاز مشروعنا التحرري.
اما طرح الدولة الواحدة بديلا عن مشروع الدولتين(دولة للكيان)ودولة فلسطينية التي تعتبره قد فشل ووصل الى طريق مسدود في عهد سلطة اوسلو هنا استذكر النتيجة التي وصلت اليها د.غانية ملحيس احدى المتحمسين لمشروع الدولة الواحدة خلال ردها على احدى المقالات التي كتبتها عن مشروع الدولة الواحدة وهي بالمناسبة صحيحة ومفيدة ولكن اولا اطالبها وكل من طرح فكرة اوشعار حل الدولتين ان ينتقد نفسه ويعلن للملأ رفضه لهذا الحل بوصفه مشروعا ورؤيا فاشله وان يعلن للملأ اعتقاده المتيقن بشعار الدولة الواحدة القائم على مشروع نضالي مقاوم وان يلتف حول المقاومة لانجاز هذا المشروع بعد ان ثبت وبما لا يدع محالا للشك انه الطريق المضيء والواضح في مواجهة هذا الكيان الاحلالي الاستيطاني الذي يطرح مشروع يهودية الدولة بمعنى تطهير ارض فلسطين من اي فلسطيني(الاشكالية هنا ان الدكتوره غانيه تورد ذلك في تبريرها لطرح شعار الدولة بعد فشل مشروع الدولتين)ولكن اضحت كمن يورد مبررات واسباب صحيخة ليصل الى نتيجة خاطئة فكل المسوغات التي اوردتها سابقا من المفترض منطقيا ان توصلها الى ضرورة طرح برنامج كفاحي مقاوم وموحد لكل احرار العالم يفضي الى دولة بديلة للكيان الصهيوني القائم بعد دحره وبطرق وبرامج مقاومه واقامة الدولة الديمقراطية الاشتراكية.
اخيرا ارى ان نقاش مسالة الدولة الواحدة(التي جميعا نتفق على وجودها) كما اسلفت سابقا يجب ان يتم بعد انجاز المشروع التحرري الكفاحي الذي سيرسم وبالضرورة شكل هذه الدولة التي نطمح كتقدميين ان تكون دولة ديموقراطية اشتراكية تكون وطنا للفلسطينين وكل من سقط عنه صفة الاغتصاب للملكية العامة والخاصة مع التأكيد بان اليهود سكان فلسطين ما قبل الاحتلال هم فلسطينيون لهم كل حقوق المواطنه تكون هذه الدولة ذات عمق عربي ضمن الوطن العربي الكبير .
ان انجاز دولة واحدة كنتيجة لمشروع وطني مقاوم وكفاحي يكون ثمرة لنضال وبرنامج وطني هو الطريق الامن والسليم الذي علينا سلوكه مدعوما بعمق عربي لهذا المشروع يجب ان يشكل طموحنا ورؤيتنا لافاق الحل للصراع العربي الصهيوني بصيغته الاستراتيجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح