الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرائب تحدث كلّ يوم

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 2 / 25
كتابات ساخرة


تمهّل يا بنيّ في الحكم على البشر، وإن كنت لا تملك المال، والسلطان، وكان أبوك لا يملك. لا تتعب نفسك بالكلام. هناك من يقرأ ما بين سطورك، ويعرف أّنك لا تفيد حتى نفسك. ارحل الآن، وعندما تصبح غنّياً استأجر مطرباً يغني لمن همّشوك. اجمعهم إلى طاولة طعام فيها ما لذّ وطاب، وكلّما أنهى المطرب غناءه لأحدهم رشّ عليه المال، واطلب أن يغنّي لمن هو أقل منه سلطة، ومالاً وهكذا دواليك.
كان يا ما كان. شاعر يكتب أجمل الأشعار، يسهر الّليالي، وهو يحلم بالملّحن الذي سوف يشتري قصيدته، كي يشتري بثمنها خبزاً ، وخمراً. طرق باب الملّحن الشّهير، أخرج الملحن ورقة من جيبه. قرأها للشّاعر. قال له: كما ترى فأنا شاعر، ولبيب، وحبر من الأحبار. ذهب الشّاعر ومزّق أفكاره تحت ضوء الشّمس، وشمّر عن ساقيه، وأطلق رجليه للرّيح.
كان هناك ولد لم ينمُ عقله، ولا جسده. كان يرغب في الزّواج ،لم يكن يعلم أنّ الزّواج مسؤولية، تزوّجته بنت عالم وناس، عملت على تكبير مخّه مئة عام، وفي لحظة " فشّ مخه كما البالون. فقال لها: "الخيل والليل، والبيداء تعرفني" اعتقد أنّه هو من ألّف الشّعر، وأصبح يتضّخم فأتت ريشة عليه بينما يطير، فشّ كما دولاب السّيارة ، وبقيت بنت العالم والنّاس مكانها. الأمور عندها محسوبة.
كان في قديم الزّمان أحدهم يعمل في الثورات، والحكومات كبائع على حمار. لم يكسب الكثير. ذهب إلى الغرب. في كل يوم يبثّ لنفسه فيديو يلعن فيه المسلمين، وخلاله يلعن النّظام، يهدّد الثّوار بأنّهم كفار، ويمدح نفسه، وفي مرّة أراد أحد الموظفين في متجر الثورة أن يختبره، طلب منه ألف دولار، فامتنع عن الظهور لشهر كامل، وعندما عرفوا ضيق حاله نقصت ثوريته إلى العشر لا يكات على بثه لنفسه لايف، مع أنّه يحزّر " المشاهدين العشّرة" هل تعرفون أين أنا؟ أنا قرب البيت الأبيض. تصلني معلومات الآن أن ترامب قادم.
يقول لي: أنا غير متعصّب. أتحدّث بالواقع عن الإسلام. كانوا غزاة. لم أعترض، لا أرغب أن أدخل في نقاش عقيم. وضع مقالته" الصّحيحة" جداً أمامي. قال اقرئيها. اعتذرت، فلا وقت لديّ. أعتقد أنّ أجدادي وأجدادك كان دينهم " شريعة الغاب" شريعتي مثل شريعتك يا صديقي ورثتها عن أجدادي، كما ورثتها أنت عن أجدادك.
مررت على مزار " الإمام الصّالح" قلت له: أرشدني إلى وجه الإله. أتعبني هؤلاء.
أرغب أن أرى وجه ربيّ. سألني عن السّبب، فشرحت له الظاهر، والمطمور، وما بينهما. قال: إيّاك وحديث المشاغبين. كلّهم في النّار. وأنا أيها الصّالح؟
اجلبي لي كلّ أسبوع هذه الأخبار، وسوف أقتطع لك مكان زنزانة في الجنّة!
وهل في الجنّة زنازين؟ طبعاً، وأحياء، وقصور.
-أعرفك أيّها الصّالح, كيف تجسّدت بشراً. أشهد أن لا إله إلا الله. يحيي العظام وهي رميم.
-أنا لست رميماً . لازلت حيّاً أرزق. كلّما مشيت إلى قبري، وأرحت رأسي من القيل، والقال. يعيدونني إلى الحياة كي أكون وسيطاً بينهم وبين الله. ثم يتركونني جائعاً هنا، ويهتفون باسمي هناك.
انتهى حلمي الذي أمضيت نصف يومي، وأنا أعمل عليه، ففي مسيرة التّأمل التي لا تضر، ولا تنفع. كنت أتنفس كما علّمونا في الدروس المدفوعة الثمن التي درستها، ووعدونا أن نصبح أغنياء بعد أربعين يوماً من التّأمل، انتهت الدروس، وانتهى معها المال. كان حلماً رائعاً بالألوان. يمكنكم أن تضعوا له خاتمة أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع