الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم النرجسي للإديان ؟! ج 2

خالد كروم

2017 / 2 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتــــب :_ خالد كروم

تمهـــيدية :_

من المستحيل ان يكون الإنسان قد وجد من لاشيء ؟ اي من فراغ مطلق كمايريد الدينيون منا تصديقه ... مثل الكــون لم يخلق عبثا" .. بل ولم يخلق لنا نحن فقط .. بل لمليارات الحيوات الأخري ..

لماذ هناك شيء بدلا من لاشيء ؟ ان التغاضي عن الالتزام بدقه هذا التعريف وحدوده العلميه – البشريه الواضحه ... يعتبر أرهاصات بشرية عن نظريه الخلق الالهي بإن الإنسان وجد من المادة كلام يتنافي مع القوانين التى تحكم سلوك وحركه الكون كلها ..

ان احساسنا البديهي هذا قد تكون بفعل ملاحظاتنا وخبراتنا المنعكسه الى وعينا من مجريات الاحداث اليوميه .... وكل مانشهده حولنا يبدو وكان له بدايه وستكون له نهايه ...

ولكن عندما نصف قصة خــلق الإنسان بإنه خلق من ( روح الله ) .. أو خلق ( على صورته ) .. فهذا أمر يشتق ويعتمد كليا على كم من الملاحظات البشرية التى لا صله لها بالخالق القدير ..

يدعي الدينيون ان هذه القوانين تعبر عن نظام وتنظيم محكم لكل مايجري في كوننا ... وإن الكــون كله خلق للإنسان أو لشخص معين كما يذكره أو تسرده الديانات الإبراهيمية .؟!

ولكن هل هؤلاء الدينيون على حق؟ أنا قرأت قصة الخلق في الملحمة البابلية ؛_ عندما في الأعالي- الإينوما عليش-الإينوما إليش-... وفهمت مغزاها ورموزها .... ولكن ؟!

ولكني أستغرب من أصحاب العقول المتحجرة كيف يصفون خلق الإنسان بأن الله القدير سبحانه خلقة على صورتة ؟! في كل يوم يقرئون قصة خلق آدم وحواء ولا ينتبهون لهذه المعضلة في عملية الخلق على صورتة ؟!

أن تاريخ الانسان مفتقدا للادوات العلميه او الفهم العلمي لتفسير الظواهرة الخارقة للعادة .. من هنا نرى انه كلما كبرت وازدادت الفراغات المعرفيه لدى البشر كبر معها حجم دور الخالق الموجود فى الديانة الإبراهمية ... وتعقد دوره وبرزت الحاجه الى اله الفراغات والى معجزاته ...

بداية التاريخ المدون اعتقد الناس بان الكون خلق له ..وهو القوه الاكبر وهو الحاكم والمتدخل في ابسط تفاصيل الحياه البشريه ... يقال روبرت انغرسول : _ ليس هناك اي شيء جديد او اصيل تقدمه لنا المسيحيه فكل معجزاتها واخطاؤها وطروحاتها مستنسخه عن ديانات اقدم منها...


إني أري كوكبـــا" ؟!

من الصعب الاعتماد على ما ورد في الكتب المقدسة ....كدليل للبحث عن هوية حقيقية لشخصية كان لها الأثر الكبير في تاريخ البشرية لكونها أدلة غير علمية ... قصة إبراهيم أتت مبعثرة في سور قرآنية عدة... وإبراهيم رجل سومري سكن مدينة أور جنوب العراق ( مدينة الناصرية حاليا ) ...

وعاصر سيطرة الإمبراطورية الحيثية الشمالية على أجزاء واسعة من بلاد بابل؟ بعد انهيار سلالة بابل الأولى عام1595 قبل الميلاد ...وكان من أبرز ملوكها حمورابي المشرع العظيم .. ولا يعرف لحد الآن أكان إبراهيم سومري الأصل أم من القبائل الآمورية ( الكلدانية ) المهاجرة ؟؟

ابراهيم : اضطر كتاب التناخ لخلق قصة تحاكي هذا التغير وتبدل إسم ابرام الى ابراهيم حيث انهم قالو ان الرب قد اسمى ابراهيم بهذا الاسم .... ولكنها بالحقيقه اكذوبة..

حيث ان كتاب التوراه الذين لا يعلمون اصول اللغات لم يفهموا ان هذا التبدل هو يكمن في ان كلمة ابرام ...اضيف عليها (ي - م ) فاصبحت ابراميم وهي للتعظيم... فكان الكنعانيون يقولون للضيف عندما يستقبلوه او صاحب المكانه العظيمه كانوا دائما يضيفون الياء والميم بصيغة التعظيم ..... اي ( ابرام - يم ) وتتبدل الميم الى هاء فيصبح اللفظ ابراهيم حسب اللهجات الاراميه .....


فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76}..سورة الأنعام.

فـــ الأرض من المنظور القرآني كوكب من الكواكب... وحيث لا يوجد نص صريح واضح واحد يؤكد أن الأرض كوكب من الكواكب.. بل يوجد في القرآن ما يؤكد أن الأرض لا علاقة لها بالكواكب لا من قريب ولا من بعيد...

والكواكب كما يوضح القرآن هي موجودة فقط في السماء الدنيا زينة لها ..وفي نفس الوقت تقوم بوظيفة مهمة من وجهة نظر القرآن....وهذه المهمة تتمثل بحفظ السماء من كل شيطان مارد ..؟!

فكيف شاهد إبراهيم الكوكب ؟! فى تفسير القرآن نجد أن المفسرون ذهبوا إلي لفظ ومعني ( الكوكب ) بإنه كوكب المشتري ؟! ولكن إين يقع كوكب المشتري من الكواكب ؟ وكيف شاهده إبراهيم بالعين المجردة بدون أي ألة تذكر ..؟!

هناك اجسام تدور حول النجوم .. وفي الفضاء كوكب الارض الذي نحن نعيش عليه ... ولكن ليس هو الكوكب الوحيد في الفضاء من بين هؤلاء الكواكب _ كوكب المشترى _ الذي يعد من أضخم كواكب التي تدور حول المجموعة الشمسية ...كان كوكب المشترى معروف عندهم بارتباطه بأساطير القدماء التى كانت تسبق إساطير ورويات الإديان بالاف السنوات ..

وكوكب المشترى له اسم .. جوبيتر .. من قبل الرومان و هو اسم يطلق على ..إله السماء و البرق .. ويأتي ترتيب المشتري في الترتيب الخامس من حيث البعد عن الشمس ... ويدور حول كوكب المشترى 63 قمرا منهم أربعة أقمار كبيرة الحجم يطلق عليها اسم غاليليو.. ؟!

تم الحصول على صورة لكوكب المشتري عام 1979 ...ووضحت هذه الرؤية بواسطة .. مسبار فوياجر..في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد قام العلماء الفلك البابلين برصد كوكب المشترى ....تم رصد كوكب المشترى بواسطة غاليلو في عام 1610 .. كما تم رصد كوكب المشترى في عام 1660 بواسطة ..جيوفاني كاسيني...

في الحقيقة الكوكب الذي يظهر جليا" جدا" بالقرب من الإرض الزهرة ووالمريخ وزحل ويلية المشتري .. فكيف شاهد إبراهيم المشتري حسب تفسيرات المفسرون المسلمون ؟ ثم كيف عرف إن هذة كواكب .. ؟!

ثم قال الله القدير : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ*فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ*فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ*فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (76-78) سورة الأنعام...

فكيف استطاع إبراهيم أن يسمي الشمس والقمر ؟ بإسمائهم ؟ ثم استدار وشاهد كوكب وقال هذا ربي ؟! القول بأن الله قد أنزل اليهودية كديانة سماوية إلهية مخالف تماما للحقيقة...

فاليهودية هي ديانة خاصة بأحفاد إبراهيم من قبائل اليهود... أولئك الذين وعدهم الله بأرض كنعان _ أرض فلسطين_ و هي ديانة خاصة بهؤلاء القوم و أحفادهم... ولهذا لن تجد مفهوم التبشير في اليهودية حتى اليوم ..

أما التوراة و التلمود فهي ليست كتبا منزلة من الله.. بل كتبها أحبار اليهود إبان السبي البابلي على يد الملك العظيم نبوخذ نصر الذي حاصر و دمر أورشليم وهدم المعبد الأول بين عامي 589 و 587 قبل الميلاد..

لقد كتبت التوراة وجاءت مشبعة حد التخمة بروايات وأساطير وتفاصيل المرويات التي كان يتناقلها كهنة ورهبان عشتار و مردوك_ وبعل _ إنانا ....وهي كلها آلهة بلاد الرافدين التي توارثت عبادتها و تقديسها عدة حضارات مرت من تلك الأرض...

المسيحية ليس ديانة أنزلت على عيسي ؟!

وبالنسبة للمسيحية فهي تاريخيا لم تكن ديانة...بل مجرد مذهب منشق عن الديانة اليهودية ...ولم تعترف به إلا قلة ضئيلة من الأتباع... هذا المذهب نفسه إنشقت عنه عدة مذاهب و توجهات أخرى...

فمثلا سميت بالنسطورية نسبة للراهب نسطور ... وفي مصر عرفت بالآريوسية نسبة لآريوس... وطيلة أكثر 3 قرون بعد تاريخ موت المسيح ....المفترض ظلت المسيحية ديانة شبه منسية في العالم ولا يؤمن بها إلا جماعات قليلة يتعرض أغلبها للإضطهاد والقتل والتنكيل من الرومان والفرس ومن القبائل الوثنية...

و كانت الديانة الميثرائية وهي ديانة هندو- إيرانية قديمة تنتشر أكثر من مذاهب المسيحية ...وذلك على إمتداد العالم المعروف آنذاك ...

ولولا أن الإمبراطور الروماني قسطنطين قد إختار المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية.... وقام حينها بعقد مجمع نيقية في العام 325 ميلادية لكي يضع الأسس الرسمية لهذه الديانة الجديدة.... لما عرف العالم شيئا عن المسيحية بكافة مذاهبها.. ولظلت طي النسيان حتى اليوم...

في مسألة الأناجيل يجب أن نحدد نقطة مهمة.... فهي ليست كتبا مقدسة نزلت بها الملائكة على عيسى المسيح ثم حرفت فيما بعد كما يخيل للمسلمين اليوم... بل هي في مجملها قصة حياة عيسى وكلامه وأسفاره كما كتبها رفاقه و حواريوه و رهبان كثر من بعدهم ....

وفيها تفاصيل عديدة متناقضة وغير مترابطة أو متشابهة بين إنجيل و آخر.... و إلى جانب الأناجيل الأربعة الرسمية هناك عشرات الأناجيل الأبوكريفية الأخرى (راجع إكتشافات مخطوطات البحر الميت و مخطوطات نجع حمادي)...

فالديانة اليهودية قريبة من مفاهيم الديانانة المصرية ولكنها ديانة موحدة...فالديانات القديمة ستجدها جميعا بلا استثناء تتجه للأخلاقيات وحكم الملوك العادل ... والإمان بكمال الفرد ووجود رحلة للروح تتجه به لخالقها لتتوج ....إما بنجاة أو عقاب.. كما هو مشهور عند الغيبيات المقدسة لدي الإساطير القديمة التى أخذت منها الديانة الإبراهمية كل شيء بحذافيرها ..؟!

الحقيقة المرعبة في كل هذا هو أن علماء التاريخ والأركيولوجيا وبعد أبحاث وحفريات إستمرت منذ نهاية القرن التاسع عشر و حتى اليوم... لم يجدوا نقشا واحدا أو بناء أو قطعة عملة أو فسيفساء أو تمثال... او بوابة أو عمود واحد يتحدث نبي واحد من أنبياء اليهودية او المسيحية... كما جاء ذكرها في التوراة والإنجيل...

وفي مسألة الشعائر والأدعية و الصلوات والقصص و الروايات والتفسيرات الدينية للخلق الأولي... نجد أن المسيحية تأخذ نفس التفاصيل عن اليهودية التي أخذت بدورها عن البابليين والسومريين والأكاديين... والإسلام جاء في القرن السادس الميلادي وأخذ عن كل هؤلاء... وخاصة عن اليهودية فيما يخص التشريعات والأحكام المتشددة....فالإسلام ليس إلا يهودية معربة...

قد يبدو هذا القول غريبا بالنسبة للبعض ... لكنها الحقيقة التي ينضح بها التاريخ... ذلك التاريخ الذي لا نقرأه و حتى إن حدث و تصفحنا شيئا منه... نعتبره مجرد أكاذيب وضلالات تدخل في إطار مؤامرة كونية على الإسلام...وهكذا يغسلون العقول حتي تؤمن بالخرافات ..؟!

يتبع ج 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال