الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارضة مؤتمر الرياض المزعومة تسعى في جنيف -4- لإعادة عقارب الساعة للوراء

عليان عليان

2017 / 2 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


معارضة مؤتمر الرياض المزعومة تسعى في جنيف "4" لإعادة عقارب الساعة للوراء
بقلم: عليان عليان
يبدو للمراقبين أن مخرجات مؤتمر جنيف "4" على صعيد حل الأزمة السورية لن تختلف عن مخرجات مؤتمر جنيف " 3" في شباط / فبراير 2016 بسلسلة جولاته التي امتدت على مدى ثلاثة شهور في ضوء مجموعة عوامل أبرزها :
أولاً : أن معارضة مؤتمر الرياض المزعومة تتصرف على نحو يثير السخرية ، عندما تصر على طرح مطلب مشغليها السابق في واشنطن والرياض والدوحة وأنقره كبند رئيسي في جدول الأعمال، ألا وهو التفاوض على هيئة حكم انتقالية بناء على مرجعية بيان جنيف" 1" لعام 2012 .
ثانياً : أنها عادت لطرح ذات الأسطوانة المشروخة حول عدم وجود دور للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سورية.
والمعارضة المزعومة بهذين المطلبين الساذجين، تعيش حالة إنكار حين تتجاهل حقائق الواقع الصادمة على الأرض ، ممثلة ( أولاً ) وبشكل رئيسي بانتصار حلب الإستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه بكل قوة واقتدار على فصائل الإرهاب، وبسلسلة الانتصارات التي بات يحققها شرق حلب وشرق حمص وفي محيط مدينة تدمر، وممثلةً ( ثانيا) بالانفراط التدريجي لفصائل الإرهاب في بلدات ومدن ريف دمشق ، ولجوء أعضاء هذه الفصائل إلى تسليم أسلحتهم والدخول في المصالحات الوطنية، لتسوية أوضاعهم للاستفادة من مرسوم العفو الذي سبق وأن أطلقه الرئيس بشار الأسد.
كما أن معارضة الرياض في مطالبها واشتراطاتها ، لا تتفق مع مطالب منصتي القاهرة وموسكو اللتان تحتكمان لقرار مجلس الأمن 2254، ناهيك أنها تتجاهل المعطيات الإقليمية والدولية الناجمة عن تضحيات الجيش العربي السوري وانتصاراته الكاسحة والإستراتيجية في حلب ومحيطها وفي بقية جبهات القتال مع فصائل الإرهاب ، وأبرز هذه المعطيات:
1-أن قرار مجلس الأمن رقم 2118 المتعلق بجنيف "1" لعام 2012 بخصوص هيئة الحكم الانتقالية ، الذي تصر عليه معارضة الرياض المزعومة، أصبح وراء ظهر النظام العروبي في سورية ، وسبق للجيش العربي السوري وحلفائه أن قبروه في اجتماعي فينا 1 وفينا 2 في شهري تشرين أول وتشرين ثاني 2015 ، وتم استبداله بالعمل على " تشكيل حكومة وطنية موسعة".
2- أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 حسم بشكل نهائي مسألة تجاوز " هيئة الحكم الانتقالية " عبر نصه القائل "بتشكيل حكومة وطنية غير طائفية" " ملغياً مطلب " الهيئة الانتقالية".
3-أن مطلب معارضة الرياض ومشغليها، المتعلق بتغييب دور الرئيس الأسد، أصبح وراء ظهر سورية منذ حتى ما قبل انتصار حلب الإستراتيجي ، حيث لم تجر الإشارة إليه لا من قريب أو بعيد في القرار 2254، إذ لم تعد لا واشنطن ولا بقية دول حلف النيتو تشير إليه أو تهمس به ، في حين اضطرت حكومة أردوغان أكثر من مرة للإعلان عن تخطئة نفسها حيال دورها في الأزمة السورية، وحيال مطلبها الخاص بمقام الرئاسة السورية – رغم تراجعها لاحقاً وبشكل مرتبك عن هذه التخطئة-
واللافت للنظر هنا أن المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا- المنحاز لفصائل الإرهاب ومشغليها- عمل عشية ومنذ البدء في أعمال مؤتمر جنيف " 4" في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، على القطع بين مؤتمر أستانة ونتائجه وبين مؤتمر جنيف "4"، من خلال تحجيم دور الفصائل المسلحة " الإرهابية " التي شاركت في أستانة"1" " وأستانة 2" ، هذا ( أولاً) ( وثانياً) أن دي ميستورا تعامل بطريقة انتقائية مكشوفة في تحديده لأطراف المعارضة، التي ستشارك في جنيف "4" معطياً الأفضلية للمعارضة المؤتمر بأمر آل سعود ، إذ أنه على مدار ثلاثة أيام منذ بدء أعمال المؤتمر لم يتواصل مع منصتي " القاهرة وموسكو "، ناهيك أنه خرق قواعد البروتوكول بطريقة فجة تكشف انحيازه لفصائل الإرهاب ومشغليها ، عندما عمد بعد إلقاء كلمته الافتتاحية، إلى مصافحة فصائل معارضة مؤتمر الرياض المزعومة، قبل مصافحة رئيس وأعضاء وفد الجمهورية العربية السورية.
من جانبه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أعلن عشية بدء أعمال جنيف "4" أن بندي المفاوضات الرئيسيين ينحصران فقط في التفاوض حول العملية السياسية لحل الأزمة ،بعيداً عن هيئة الحكم الانتقالية – التي تسعى المعارضة المزعومة من خلالها للسيطرة على الحكومة- وفي أولوية مكافحة الإرهاب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما الذي يدفع معارضة الرياض المزعومة للإصرار على ذات الشروط والمطالب التي أصبحت وراء ظهر نظام سورية العروبي ؟
في التقدير الموضوعي ، أن ما داعب أحلام معارضة الرياض وحفزها للعودة للمطالب والاشتراطات السابقة في " جنيف 1" يعود إلى ما يلي :
أولاً : دخول الجيش التركي وأدوات تركيا – ما تسمى بقوات درع الفرات- إلى شمال سورية وسيطرتها على جرابلس ومدينة الباب بعد عدة شهور من المواجهات مع " داعش" كلفت الجيش التركي ما يزيد عن 400 قتيل .
ثانياً : عودة تركيا لطرح موضوع المنطقة الآمنة في الشمال السوري بالتساوق مع ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الشأن ، بعد المكالمة المطولة بين أردوغان وترامب ، وإثر زيارة كل مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزير الخارجية السعودي للعاصمة التركية أنقرة ، وزيارة أردوغان لكل من الرياض والبحرين والدوحة.
ثالثاً : إعلان الرئيس الأمريكي استعداد الولايات المتحدة لإرسال المزيد من القوات الأمريكية لسورية بذريعة محاربة داعش ، وتصريح وزير خارجية آل سعود بأن السعودية مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سورية بذريعة محاربة " داعش" إلى جانب التحالف الأمريكي.
رابعاً : بروز توقعات لدى فصائل الإرهاب ، بشأن مؤشرات على احتمالات تراجع حكومة أردوغان عن اتفاق موسكو- أنقرة - الذي نجم عنه وقف إطلاق النار، ووضع آليات لمراقبته في أستانة 1 وأستانة 2 بضمانة كل من موسكو وأنقرة وطهران – تمثلت فيما يلي :
- تلكؤ وتأخر وفد المعارضة المسلحة المزعومة في الوصول إلى اجتماع أستانة2 بتوجيه تركي .
- الهجوم الذي شنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على إيران في مؤتمر ميونيخ الأمني ، وزعمه أن طهران تعمل على إعاقة التسوية للأزمة السورية، وأنها لا تتورع عن إرسال من لجؤوا إليها من الأفغانيين إلى ساحات الحروب في المنطقة، محملاً إياها مسؤولية التوتّر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ، وأن عليها مراجعة سياستها الإقليمية .
- عودة التنسيق التركي مع كل من قطر والسعودية إثر زيارة أردوغان الأخيرة لكل من الرياض والدوحة.
خامساً : المراهنة على فصائل الإرهاب في إنجاز اختراق كبير في مدينة درعا ، بعد سيطرتها على شريط ضيق في حي المنشية .
لقد غاب عن ذهن وفد معارضة الرياض المزعومة ، أن مثل هذه المتغيرات والمؤشرات ، لن تغير بأي حال من الأحول ميزان القوى على الأرض الذي بات يميل وبقوة لصالح الجيش العربي السوري ، لأن السمة السائدة في المرحلة الراهنة هي سمة الاندفاعية الهجومية للجيش العربي السوري في الشمال والشرق والجنوب والغرب.
وغاب عن ذهن المعارضة المزعومة، أن حكومة أردوغان لا يمكنها أن تتحلل من تفاهماتها مع موسكو بشأن الشمال السوري ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأزمة الاقتصادية في تركيا وحاجة أردوغان للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع روسيا ، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضاً ، أن الحضور العسكري الهائل للقوات الفضائية والبحرية الروسية يمكنه بالتنسيق مع الجيش العربي السوري أن يضع حداً للأطماع التركية في شمال سورية .
لقد بات من الواضح، أن الوفد المفاوض السوري برئاسة الدكتور بشار الجعفري لن يتراجع عن موقفه قيد أنملة ، وأن وفد الرياض قد يمارس ذات الدور الذي مارسه في جولات مؤتمر جنيف الثلاث ، بانتظار أن يستسلم في مؤتمر لاحق للحقائق التي يكرسها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سوريا تحطم مشروع امريكا و الصهيوهابية
علاء الصفار ( 2017 / 2 / 26 - 08:39 )
تحيات لك من الاعماق
تعمل امريكا مع جحافل الوهابية وصها ينة اسرائيل ودولة اوردكان الناتوية لتدمير العرب و المسلمين,عبر مخطط رُسم منذ تأسيس دولة الصها ينة,فبعد سقوط السوفيت, جاء مفهوم حرب الشمال ضد الجنوب وعدل أخيراً الاسلام عدو امريكا, ليتم تحطيم افغانستان والعراق وسوريا ومصر, وعلى رؤى بن غورين في تحطيم هذه الدول بالحروب الطائفية, لذا تعمل السعودية جاهدةً مع عرابيها في امريكا وإسرا ئيل, لدعم الارهاب في كل الدول التقدمية صاحبة الحضارة والتاريخ العريق ومع المستعمرين الذين نصبوا ال وهاب الصعاينة العرب المشبوهين في التارخ و القومية والمنحازين لاعداء العرب والمسلمين و اليسار والشيوعية, لذا نحن نحي صمود الشعب الحضاري في سوريا امام الهجمة الامبريالية والغرب الصهيو ني و الخليج الوهابي العميل والمتخلف و السا فل في القيم والاعراف والغيرة والشرف الذي ينغمر في القتل و الجريمة والنذ الة مع السفا لة الامريكية التي قادها بوش الاب والابن و من ثم اوباما والسا فل العريق دونالد ترامب, لذا نرى جبروت الشعب السوري الذي ناصر حكومته رغم كل تحفضه من من أزمة الديمقراطية.إذ الاولوية هي معاداة مشروع امريكا!ن


2 - عصابة حزب الله
طوني سلامه ( 2017 / 2 / 27 - 05:42 )
عصابة حزب الله الإيرانية لا تطلق النار فقط على الشعب السوري الأبيّ بل وتكتب المقالات لتبرر سفك دماء الشعب السوري

اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة