الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احلام مستغانمي وقيادة الجماهير العربية

ذياب فهد الطائي

2017 / 2 / 27
الادب والفن


احلام مستغانمي وقيادة الجماهير العربية
ذياب فهد الطائي
عملت الروائية مستغانمي على رسم خارطة جديدة لمسيرة تاريخ النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، في مجمل رواياتها المنشورة ، مستبدلة العمل الثوري وامكانية تحوله الى عمليات المشاركة في بناء الجزائر الديمقراطية والنامية ،الى الضياع في باريس وتكريس خبرات المناضلين في عمليات اغواء رخيصة
بطل مستغانمي في معظم روايتها هو (المناضل ) ابن طوبال الذي يفقد ذراعة في حرب التحرير الجزائرية، ولسبب ما ، لم تكشف عنه مستغانمي يغادر الى باريس ، يلتقي ابن طوبال بابنة زميله في الكفاح المسلح ويتذكر إنه كان يلتقطها وهي تحبو ليجلسها في حظنه ويداعبها فيما يتحدث مع ابيها عن اخر اخبار القتال وهو يحتسي الشاى الذي اعدته والدتها ،من هذا المدخل يعمل لا على مساعدتها في باريس، وانما في عملية اغوائها ،تاركا كل نساء باريس، من مختلف انحاء العالم ،لتصبح الطفلة التي كبرت عشيقته ،وهي الان متزوجة من احد قيادات الاجهزة الامنية في الجزائر.
ومن محاولة استنتاج اولية سريعة تحاول مستغانمي ان تجعل من عمل ابن طوبال هنا استمرارا (للنضال )المسلح بالانتقام من رجال السلطة الجزائرية الذين اغتصبوا المراكز التي كان يحلم بها ابن طوبال ورجال النضال الجزائري ،وهي محاولة ساذجة لاقتفاء أثر (اج حي ويلز )في روايته الشهيرة (عشيق الليدي شاترلي) ذات المضامين السياسية ،فالليدي شاترلي كانت امرأة لها مبرراتها البيالوجية وحاجتها الى الرجل بعد ان تعرض زوجها الى حادث افقده القدرة على الاستجابة لزوجته،كما انها اختارت بكامل حريتها ولم تتورع عن اعلان ذلك .
يقول ابن طوبال لعشيقته (لقد افسدتك بحيث لن تصلحي لرجل بعدي ) !!!!روح التشفي هنا تعكس ان ابن طوبال لم يكن يشعر بالرضا وهو يزور صديقه في بيته ،بل كان حاسدا له ومغيضا ، من كون الصديق ينعم بدفئ عائلي، في حين ، يظل هو مشردا بين شعاب جبال الجزائر،وربما سفره الى باريس انساه هذه المشاعر السوداوية ، ولكن رؤيته الطفلة التي كبرت ، أعادتها وبقوة ، ولهذا خطط للانتقام كأي شرقي يجد في انتهاك عرض غريمه قمة الانتصار
وتعكس العبارة السابقة إن ابن طوبال قد خطط لهذا الانتقام ولم يكن يحمل اية مشاعر حب حقيقية لابنة صديقه، كما ان العشيقة لم تكن امرأة حرة في اختياراتها بحيث ارتضت ان تعيش حياة مزدوجة واحدة في النور امام المجتمع والثانية في الظل في شقة في باريس لايام تضطر من اجلها أن تكذب على زوجها ياختلاق الاعذار للسفر الى فرنسا
فماذا أرادت مستغانمي أن تقول ؟
من الواضح انها لاتكن اي مشاعر تعاطف، بله ،الحب للنضال الجزائري ورجاله ،ولهذا ، فهم في نظرها ،لا يئتمنون في دخولهم الى بيوت الاخرين لأنهم يحملون مشاعر مشوهة ويجدون في نجاحات الاخرين من زملائهم سببا للانتقام منهم .
إن مستغانمي ذهبت في هذا الخط، ليس في السرد الروائي وانما في العناوين التي اختارتها....عابر سرير ....ذاكرة الجسد ...فوضى الحواس ...الأسود يليق بك ،
اعتقد ان مستغانمي كانت تعاني من عقدة انشغال ابيها في الثورة الجزائرية وتعرضه للسجن والملاحقة ، وجدت فيها مرحلة عبثية ولهذا لم تقدم في رواياتها اية نماذج ايجابية الا بشكل عابر ....وهي تجد في الحقيقة لحظة عابرة وفي العلم عبثا لأنه يزيد الأموات حزنا !!!
وأخيرا فان من باب الأمانة أن اؤكد انه من ناحية التكنيك السردي والجمل المتكاملة بشاعرية عالية ، فان مستغانمي قد نجحت ، ولكن تاكيدها انها تقود سبعة ملايين عربي يذكرني بحكاية كانت في منهج دراستي الابتدائية عام 1949 ....تقول الحكاية إن مجموعات كبيرة من الجرذان قد غزت مدينة ،حار المسؤولون بكيفية التخلص منها ،بعد عجزوا تقدم موسيقي ليعلن ان بمستطاعه تخليص المدينة من الجرذان ...وقف وسط المدينة وعزف على ناي سحري ....تجمعت الجرذان ،حين مشى تبعته وهو مستمر بالعزف حتى وصل الي البحر ومشى في الماء تتبعه الجرذان التي غرقت......فالى أين تقود مستغانمي ملايينها السبعة بكل ما تملكه من شاعرية !!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با