الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقيت زيارة الوزير الجبير

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2017 / 2 / 28
المجتمع المدني


توقيت زيارة الجبير
اثير في الاعلام ان وزير الخارجية السعودي قد زار العراق بشكل مفاجيء وعلى غير العادة دون علم الحكومة العراقية وذلك بالتنسيق مع رئيس الوزراء العبادي فقط. وقد ظهر الكثير من التحليلات والتعليقات بخصوص هذه الزيارة المفاجئة ، وتنوعت هذه التحليلات فمنها المتفائلة ومنها الحائرة و تنتظر ومنها المتشائمة . هنا نريد ان نصف واقع الحال وكيف سيتم التعامل مع الاحداث ، و بداية نقول ان زيارة الوزير الجبير الى العراق لن تفيد بشيء للعراق ، ولن تغير واقع الحال المظلم والاسود للعراق الحديث ، فمنذ سقوط بغداد عام 2003 والعراق من سيء الى اسوأ ، فقد عمل الاميركان في حينها على اثارة الفوضى وفتحت الابواب للنهب والسلب الداخلي لأموال وموجودات الدولة في مختلف مرافقها ومؤسساتها وخصوصا الخدمية وطبعا كان هناك اعوان تبارو في الخيانة والتدمير كرها بالعراق والعراقيين او انتقاما لضغائن تاريخية او حتى شخصية ، وكثيرون وضعو الملامة على الاميركان لأنهم محتلين ، لكن الاميركان ليسو الملامين الرئيسيين ، فمن دمر العراق فعليا هم العراقيون انفسهم ويلام الامريكي لأن ما حصل كان امام اعينهم وعلى مرأى منهم ، وتزايدت الكوارث بعد ان سلمت (كما يقولون) السيادة الى العراقيين في عام 2008 ، حينه ابدع أهل العمائم واتباعهم من السياسيين ورجال الدولة الجدد ... في ... اولا بالانفراد بالسلطة وازاحة من يقف في طريقهم لتنفيذ مأربهم وسرقاتهم ، وذلك بالتصفيات الطائفية التي نسيها الشعب العراقي ، وقد حصدت نسبة كبيرة من الشباب ، تلتها فترة المخبر السري و الاتهامات وهي سهلة وجاهزة فاما يكون بعثي او من ازلام النظام السابق او تلفق له تهم جاهزة ليكون من مساندي الارهاب ، واذا لم تفي اي منها فيتم تصفيته جسديا وازاحته من الطريق . ومن حينها نظف العراق من الكوادر العلمية والفنية وحرم من اي وسيلة للايرادات عدا النفط ، وتكالبت الاحزاب ومؤسساتها على ايرادات النفط بعد ان استولت على موجودات الدولة من النظام السابق ويقال ان النفط العراقي يباع في الارض ليس لشهر او شهرين او ثلاث كما هو معمول به في الاسواق العالمية ، وانما يتم التعاقد لسنين قادمة وباثمان رخيصة لضمان الحصول على النقد و القروض والاموال السائلة وبوقت قصير. هذا الوصف السوداوي يتناقض مع سياسة الدول التي تتعامل وفق المواثيق والاعراف والاصول التي تنبع من الحفاظ على سيادة اوطانها والحرص على مصالح شعوبها ، فأيران او السعودية او تركيا تعمل لنطلاقا من مصالحها القطرية والقومية وتطوير وتنمية امكاناتها لخدمة ابناء شعبها . اما العراق .. فلن نصفهم باكثر من القول بمختصر العبارة انهم عصابات ومافيات تعمل لمصالح افرادها فقط .
لذلك لن يكون للعراق دور مؤثر في زيارة وزير الخارجية السعودي وانما سيكون مستمع جيد ينتظر الاذن ممن يدير سلطة الحوار سواء في ايران او تركيا او اسرائيل او السعودية ومضيفتهم الكبير اميركا . وسيكون العراق كالمنضدة التي سيجلس عليها السادة المقررين ليناقشو مصالحهم المستقبلية في العراق والمنطقة .
وللطرفة فان القلق العراقي على مستوى عصابات الحكم في العراق ستكون في ازمة مختلفة عن ما سيدور في اروقة الحوار للسادة المقررين ، وتنحسر ازمتهم بالمماطلة لكسب الوقت للاسراع في اتمام مهامهم في نهب وسرقة ما تبقى من اموال وثروات العراق ، وقد قرأت بالصدفة تعليق لأحد المتابعين عالفيس بوك انقله لكم نصا :
[ كل شي يصير مثل ما تريد اميركا و ايران و السعودية و اسرائيل وتركيا ... لكن لو بس شوية ينتظرون علينة خل نكمل شفط النفط ونهب الثروات ، ولفط ما تبقى من ثروات العراق للخمسين سنة القادمة .. امهلونا سنة او اقل و بعدها شمتريدون تسوون بالعراق سوو ... وخل يشبع الشعب العراقي كرامة و سيادة مغمسة بالفقر والقهر ... والعن ابو الي يجيب سيرة عمر و ابو بكر والحسين و علي باي سوء].
كلام يعبر عن حقيقة و واقع الحال ... فالعراق افلسه المعممين والحكام والسياسيين لخمسين سنة قادمة، وبقي كأرض وشعب فقير بلا موارد وعليه ان يعيد حساباته اذا ما ترك ليعيش بسلام ليعود لزراعة الارض وتربية الحيوانات ، اما الوطن فستستغله دول الغرب كمحطة عسكرية بسبب موقعه الجغرافي كأرض واجواء تمثل تمديد للذراع الطويلة لحلف الاطلسي و حلف الناتو . اما الشعب العراقي فهو اخر ما يفكرون به .. و ليس على الغرب ملامة ، فممثلي الشعب هم من باركو هذا الانهيار وتسببو فيه . وما قامت به الشلة الفاسدة و القذرة عندما استولت على مقدرات و مصير الوطن قد اباح للجميع فعل اي شيء و كل شيء ، واصبح كل من خدم وابدع في عمله قبل 2003 يسمى صدامي وخائن ومصيره القتل او التهجير او النزوح والعيش بالذل و الهوان وبنفس مكسورة بالجوع والحرمان ، وادى ذلك الى حرمان العراق من خبرات ابناءه وقتل تاريخهم ، اما ممثلي الشعب من المعممين واتباعهم فقد باعو الوطن ارضا و شعبا ولم يبق من يراعي الشعب ويحترم مصيره التعس الا الله عز و جل . اما الجبير وغيره فانهم فاعلون ما يريدون وماضون في ما يخططون والشعب العراقي مبتلى وطيب ويحمد الله ويشكره ويتعبد بصمت عجيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية


.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال




.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال


.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان




.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي