الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة وجد

صلاح زنكنه

2017 / 2 / 28
الادب والفن


كم أشبه ذلك البدوي الغبي المسمى قيس , وكم تشبهين تلك البدوية الساذجة ليلى رغم فارق الزمان والمكان , أنا الآن على يقين بأنكِ امرأة عاشقة من الطراز الزمن الجميل بفارق أن زمننا ما عاد جميلا وسط هذا الخراب والعنف واللاجدوى .
وأنا على يقين أيضا , بأني أحبكِ بجنون كل العشاق الذين باتوا في طور النسيان .
بيني وبينكِ بضع كيلومترات فقط , وبيني وبينكِ أيضا بحار وجبال وسهول وسموات وكان بين قيس وليلى بضع خيم وقيم وأعراف.
أحتاجكِ جدا , ويوجعني هذا الاحتياج , كل كلمة منكِ تبلسم جرحا وكل كلماتكِ تهيج جراحي , أحتاجكِ حد الوجع لكنني أكابر وأدفن شوقي بين طيات ولعي مولع بكِ حد الألم وأداري ألمي بالشجن المر , هل هذا يعني أنني أحبكِ فوق كل اعتبار .. لا أدري؟
الفارق بيني وبينك , هو أني عاشق حد البكاء , وأنت لعوب حد الهزل , ولهذا لن نلتقي أبدا , الفارق أنت لا تثقين بنفسكِ وأنا أثق بقلبي الذي وثق بكِ , الفارق أنت جبانة في أحاسيسك حد الوجع , وأنا شجاع بشجني حد الألم , لن أنس فضلك عليّ كونكِ فجرتِ بركان عواطفي التي انطمرت تحت ركام الجليد , ولهذا أنا ممتن لكِ أيتها الجاحدة والمعظلة الكبرى أنني ما زلت أحبكِ وهذا ما يزعجني جدا , نعم أحبكِ وأتمنى أن لا يزعجك هذا الحب المجنون.
أحيانا أكرهكِ , وأحيانا أشتاقكِ , وأحيانا أتحاشاكِ على مضض وفي كل الأحوال أنت امرأة خارج مدار قلبي الذي ما عاد يطيق لعبة القط والفأر , أنت بالنسبة لي مثل زوجة مطلقة , تجمعني بها حفنة ذكريات وجد لا أكثر .
في لحظة عابرة رأيتُكِ , لبضع ثوان وتسمرتُ في مكاني مذهولا وقلبي يكاد أن يطفر من بين ضلوعي , ها هي امرأة الحلم التي أرقتك طويلا , أنها امرأة ككل النساء وكدتُ أن أقترب منكِ وأهمس لكِ بكلمة إلا أن كبريائي منعني من ذلك فمضيت , ورحتُ أردد كببغاء غبية ...
أحبكِ .. أحبكِ .. أحبكِ
سعيد أنا جدا كوني لم أقلها لحظة تجلي وهيام , لأن هذه الكلمة تعني في قاموسكِ استسلام ورضوخ وانهزام فقط ولا غير, لكنني أحبكِ بكل جوانحي ولن أبوح لك ِبذلك الحب الجارف ثانية كونه يشعرني بالإذلال .
أنا الآن في قمة ثمالتي , وأنت نائمة , أهيم بكِ كلما جن الليل عليّ أشتاقكِ وأرتعش لهفة .. في النهار أتحاشكِ وفي الليل يهيجني الحنين إليكِ حد اللوعة وما أدراكِ ما اللوعة ؟ أعذريني أن كنتُ سائبا في عواطفي وساذجا في هيامي لكنني صادق في حبي لكِ , حتى أنني بحاجة أن أضع رأسي المتعب على صدركِ الآن وأبكي بشجن وأهمس لكِ ملتاعا أحبكِ .
وها أنا أبكيكِ حلما يراودني , وكابوسا يؤرقني , كم أبغي الخلاص منكِ , لكنني لا أمتلك الشجاعة في مغادرة أسوار مملكتكِ التي ضاقت عليّ وسلبتني كينونتي , وقديما قال الشاعر أبو الوشاء أن الحب هو (قلة النوم وإدمان الفكر وإظهار الخشوع وإعلان الحنين) وسأقول كما قال امرؤ القيس ...
(أغرّك مني أن حبّك قاتلي .. وأنك مهما تأمري القلب يفعل)
نعم .. أحبكِ وأعتقد أن حبي هذا لا ينقص شيئا من كبريائي لكنه يزيدكِ بهاءً وألقا وفتنة وتبخترا , سأحبكِ وفق مشيئة قلبي المفتون , هذا القلب الذي لن يرضى بالهزيمة ولا يستسيغ الاستسلام , سأطاوعه وأجعله تابعا لمن يهوى .
وها هو قلبي ينصاع لكِ حاسرا ذليلا فارحميه يرحمكِ الله في علاه , حين تقرأين كلماتي هذه لا تضحكي عليّ أرجوكِ كونها امتزجت بشهيقي وزفيري وسخونة هواجسي وجمرة التياعي , أتمنى أن تتفهمي جنوني هذا وتعذري حماقتي حماقة الوجد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن