الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل الشروع .. لا للتمديد

حسين عبد المعبود

2017 / 3 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قبل الشروع في الاستفتاء .. لا للتمديد
عندما تحل الهزيمة العسكرية بدولة ، أو تفشل في سياستها ، يتنحى الرئيس عن منصبه ولو من باب المناورة . وقد فعلها عبد الناصر عشية التاسع من يونيو 67 ، فقد خرج علينا ليعلن الحقيقة المرة قائلا : ( لا نستطيع أن نخفي على أنفسنا أننا واجهنا نكسة كبيرة ، ولقد قررت أن أتنحى نهائيا عن أي منصب رسمي ، وأي دور سياسي ، لأعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي كأي فرد فيها ) .
والآن وبعد كل هذا الفشل : السياسي ، والاقتصادي ، والفكري ، والأخلاقي ، هل يفعلها السيسي ؟ المقارنة بين عسكري وعسكري ، ويكمل كلام عبد الناصر ويقول : ( أنني قد فشلت في إدارة شئون البلاد ، وبصرف النظر عن أي حسابات أكون قد بنيت عليها موقفي فإنني على استعداد لتحمل المسئولية كاملة ) . أشك كثيرا كثيرا ، بل أكاد أجزم أن ذلك لن يحدث , بل سيزداد الأمر سوءا : ظلما وإرهابا ، بطشا واستبدادا .
وبعد أسابيع قليلة يكون قد مضى من فترة الرئاسة ثلاث سنوات لم يتم فيها إنجاز فعلي واحد ، وباقي على انتهاء الفترة سنة من المفترض أن يتم فيها الاستعداد والتهيئة والتجهيز لإجراء انتخابات رئاسية في موعدها ، قد تأتي بالسيسي أو بغيره لكن ذلك لن يحدث . بل سيفتح الباب للنصابين ، وكدابي الزفة ، والمحتالين ، والأرزأجية ويطالبون بمد فترة الرئاسة ، وإعطاء الفرصة للرجل بدلا من إجراء انتخابات رئاسية ،، وسيسرع الأكلة على كل الموائد و الساسة الجدد لجمع توقيعات لبعض الأعضاء من : تحيا مصر ، وحب مصر ، ودعم مصر ، وسلم لي على مصر . ويعلن السيد على عبد العال : قد جاءني طلبات إجراء تعديلات دستورية لمد فترة الرئاسة موقعة من عدد كبير من الأعضاء ، ولا نستطيع تجاهل مطالب الجماهير ، ويحول الموضوع للجنة التشريعية والشئون الدستورية . والبرلمان دائما موافق ونجد أنفسنا أمام كارثة استفتاء نتيجته الموافقة مقدما .
والاستفتاءات دائما يقاطعها الخاصة وأصحاب الرؤى ، مما يعطي الفرصة لإعلام العار لاستغلال العامة والبسطاء ، وتخويفهم بالغرامات التي توقع عليهم في حال عدم الذهاب إلى لجان الاقتراع ، وتظل اللجان مفتوحة : يوم واثنين وثلاثة . وإعلام المخابرات والجنرالات الذي تفوق على إعلام 67 ، وكل من يزعمون أنهم أولو الأمر يتسولون ويشحذون ، حتى الوصول للنسبة المطلوبة . وبلا خجل ، أو استحياء ، بل ببجاحة يعلنون : أن الشعب قد قال كلمته ، وأعلن الموافقة .
فيا كل أصحاب الرؤى ، يا كل من تحبون مصر بقلوبكم لا بجيوبكم ، يا كل أصحاب الضمائر الحرة ، يا كل الغيورين على كرامة الوطن ، لا تقاطعوا ، بل اذهبوا وقولوا لا . احشدوا من الآن ليذهب الجميع ويقول لا . لا تتركوا الفرصة للمحتالين والدجالين ، لا أطالبك بمظاهرة ، ولا أطالبك بحمل السلاح ، ولا حتى عصا ، ولا حتى ريشة . بل اذهب وقل لا للتمديد ، ولا تلومن إلا نفسك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة