الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوع في المنطقة العربية....... قراءة في دور المؤسسات الدينية في تعزيز العيش المشترك

امنة الذهبي

2017 / 3 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مع اشتداد التطرف وتصاعد حمى الطائفية في الشرق الاوسط بصورة خاصة وعلى مستوى العالم بصورة عامة واختلاف تعريف مصطلح الارهاب بين المدارس الفلسفية والدينية والسياسية, تبرز خطوات المقاومة والمواجهة على مختلف الصعد.
ووسط التأثير السريع لعالم التكنولوجيا والاتصالات واتقان المتطرفين لاستخدامها تبرز الخطوات المهمة التي تقودها مؤسسات دينية يقودها رموز مؤثرين من مختلف الاديان والمذاهب في محاولة للتقريب بين وجهات النظر وتأسيس جبهة من المنادين بأحترام التنوع وحمايته في المنطقة انطلاقا من مبدأ العيش المشترك.
من بين تلك المؤسسات الدينية تبرز مشيخة الازهر في الفترة الاخيرة بمجموعة من النشاطات التي تجمع مختلف الاديان والمذاهب وبمشاركة عراقية ملفتة للنظر, تمثلت بمؤسسات دينية اسلامية ومسيحية ومنظمات مدنية واكاديمية فتية كدار العلم للامام الخوئي وكرسي اليونسكو في جامعة الكوفة والاباء الدومنيكان في العراق والمجلس العراقي لحوار الاديان.
ومع ان الازهر كان قد دعا في شباط 2011 لمقاطعة الفاتيكان, شهدت السنوات الاخيرة تغيرا ملحوظا في العلاقات بين المؤسستين الدينيتين العريقتين المؤثرتين على مستوى العالمين الاسلامي والمسيحي وفي جانب اخر بين المذاهب الاسلامية المختلفة عبر التشديد على مبدأ الحوار بين المعتدلين من المذاهب لتغليب خطاب القبول بالاخر الى حد ما.
مشاركة العراق في تلك النشاطات كعضو مؤثر كونه المنطقة الخصبة للصراعات الطائفية بين المتشددين والسكان الامنينين في ظل ضعف اداء الدولة وقدرتها على حماية التنوع من جهة وقدرة رموزه على لعب دور في إيجاد الحلول المناسبة لتشكيل لوبي دولي لمقاومة التطرف على مستوى العالم من جهة ثانية. كوجود المرجعية الشيعية للمسلمين الشيعة على مستوى العالم والمرجعية المندائية والايزيدية. فيما يزخر العراق بالقيادات الشابة المعتدلة من مختلف الاديان والمذاهب والنشطاء المدنيين في هذا المجال.
تلك القيادات التي تبرز حاليا في قيادة المشاركة العراقية في نشاطات الازهر يتضح دورها جليا في رسم خطوط المواجهة مع التطرف في المرحلة المقبلة عبر تحديد اليات واضحة للعمل من الممكن ان تكون خارطة طريق لغد افضل لحماية التنوع في المنطقة, وربما كانت تأكيد السيد جواد الخوئي عضو المجلس العراقي لحوار الاديان مدير دار العلم للامام الخوئي في مؤتمر "الحرية والمواطنة... التنوُّع والتكامُل" الذي عقده الازهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤخرا خير دليل على ذلك عبر اشارته الى المأزق الحقيقي الذي تمر به المنطقة والتحدي ّ الكبير الي يواجهه رجال الدين مشيرا الى ان "وجودُنا معًا هو قدَرُنا الذي لا مهربَ منه، ولا يُمكِنُ أن نتصوّرَ استقرارًا حقيقيًا لمنطقتِنا أو العالمِ في ظلِّ تهميشِ مُكوّنٍ آخَرَ، وديانةٍ أو طائفةٍ معيَّنة ، فلا سِلمَ دونَ حفظِ التوازُنِ والاعتدالِ، كما يجب أن يُحترَمَ الجميعُ في ظلِّ العدالةِ الإنسانيةِ والمواطنةِ والمساواةِ في الواجباتِ والحقوقِ، ويبقى الحسابُ على ربِّ العبادِ".
ومن هنا يتضح ان ما توارث من َّ السنّةَ النبويّةَ الشريفةَ ((انها لم تُميِّزْ بين دمِ الإنسانِ بصورةٍ عامّةٍ، لجنسٍ أو لونٍ أو انتماءٍ، وإنّما نظرتْ إليهِ بأنّه ذلك المخلوقُ الذي كرّمه اللهُ وفضّلَه على كثير من خلَقَه)) وهذه الجملة بحد ذاتها من الممكن ان تكون انطلاقة لمبدأ تعامل يعم من خلاله الامن والسلام بين البشر على اختلاف مشاربهم لو جمع رجال الدين امكاناتهم ووحدوا كلمتهم بالتعاون مع وسائل الاعلام والقيادات المجتمعية.عبر التركيز على النصوص التي تواترتْ في هذا الباب وحفِظَتِ الحقوقَ لجميع بني الإنسان، ذلك لأنَّ الإنسانَ لذاتِهِ مخلوقٌ يستحقُّ الاحترامَ أيًّا كانَ بحسب تفسيرات النصوص الدينية.
وفي نشاط اخر للأزهر نفسه شارك الاب الدكتور امير ججي الدومنيكي عضو المجلس العراقي لحوار الاديان, وعضو المجلس البابوي لحوار الاديان في الندوة التاريخية التي حملت عنوان دور الازهر والفاتيكان في مواجهة ظاهرة التعصب والتطرف الديني والعنف باسم الدين عددا من المواضيع التي سعى المشاركون فيها الى تحديد اسباب التعصب والتطرف الديني واقتراح الطرق الصحيحة للحد من تأثيرها على العيش المشترك.
وهي الخطوة الضرورية للتواصل والعمل معا ضد العنف باسم الدين والتي تعكس ايمان المسلمين والمسيحيين معا بأن هذا العنف يشوه الدين ويشوه جميع الرسالات السماوية التي تدعو للسلام وخير الانسان.
وتشير بوضوح الى اهمية تكاتف الجهود لمواجهة المرحلة المصيرية التي تمر بها المنطقة وسط توقعات بقرب زوال التنوع من بلاد الرافدين تحديدا والتي كانت موطن التنوع الاول واصل وجود المسيحيين الذين يعدون سكانه الاصليين وموطن اول مملكة مسيحية اقيمت في المنطقة العربية واحد ابرز ما يميز العراق عن دول جواره العربية ورأسماله الحضاري.
الندوة الت اوصت في بيانها الختامي الجهات الحكومية والمنظمات والهيئات الدولية للتعاون في مواجهة جماعات العنف والتطرف التي اثرت على الاستقرار والعيش المشترك بين الشعوب شهدت مشاركة خمسة عشر ممثلا عن الفاتيكان وخمسة عشر ممثلا للازهر, وبهذا الاعتدال في المشاركة رسالة يمكن قرائتها بتفاؤل ربما من الممكن ان يشير الى امكانية العيش المشترك بين الاديان بمساواة في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الاعداد والمسميات بعد تغليب المواطنة على كل المباديء الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن