الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النادِل

عدنان الزيادي

2017 / 3 / 1
الادب والفن


النادل
ــــــــــــــ
كنادلٍ , تشهدَ عليهِ المَيْدعَه
ومِن يديهِ ما يمكن تقديمه
في مساءٍ مشوبٍ بتوقّعاتِ مَن يأتي ولا يأتي .
نادلٌ تستدعيهِ شخوصُه وهم على وشكِ المجاعه
مثلما يستدعي أبطالُ الرواياتِ كتّابَهم المُنتظرينَ أحداثاً مُثيره
والشعراءُ أيضاً يُجمّلونَ مِن الشظفِ حياتكم .
-عُميان يلاحقونَ بصيرةَ بشار ابن برد بسياطِ عماهم (يالهُ أعمى في سفينه)
-غُربةً بانتظارِ أمرئ القيس وقد تساقطتْ أنفسه
-سجنً يختلقُ حمامةً لأبي فراس لتزْجَيةِ الحنين .

وتحتَ سطوعِ أضويةٍ ,خلتُ بأنني النادلُ, لا تخطئهُ العين
كَمُضحٍّ وواهبٍ وجديرٍ بأن يقدّم لكبار السّنِ خدماته
وقد تلاطمتِ النوافذ .
وها هما عجوزانِ بلا ذاكرةٍ ترياني وأنا أعيدهما الى مستقبلٍ مضى
إذ كانتا بمظلتينٍ في محطةٍ مرّتْ عليها قطاراتٍ فصعدتا ,عن خطأّ, مقطورةً
أخذتهما الى كهولةٍ جعَّعدتْ فستانيهما وما ينبغي أن تقولاه لخطيبٍ غائبٍ
وهما الآن بانتظاره .
أما الذي يدفنُ نفسه بمعطفهِ, ما زال للآن يدقِّقُ بنظراتهِ عابرينَ مِن أزمنةٍ أخرى ,
قد يكون صانعَ أسلحةٍ ,بعضهم نجا مِن فُوّهاتهِ المُسدده
وبعضهم أُصيبَ مِن كوَّتهِ العاليه
كان قادراً على وضعنا في مكاننا , في بقعةِ الضوء ,إن شئتَ,
أو في شقِ ظلام
فكنّا بنصفِ ضوء أو بنصفِ ظلام
وفقَ ما ترى .
وكلّ مرةٍ , مِن جديدٍ , هذه اللياقه .

الواحدةُ كانت ترسلُ بروقها , وبكلِّ ثباتٍ تخطو باتجاهي ,وعلى الدوامِ تخطو
بحلمٍ أو بدونه
مُثابرةً على جرِّ مصيرها بسلسلةٍ وكلبها يلهث
أنا مثلها ,سوى أنني أرمي مصيري بحجرٍ
ولأجلها أعوي
ياواحدتي

,,,,,
فات أوانُ أن تطفئ ضوءَ البهو
فهناك ضيوفٌ بمعاطفَ وغلافاتٍ غطّتْ صفحاتٍ لم تروِ ,ولسوف تروي , لو أنك هممتَ بقنانٍ مِن شيراز,
وأتيتَ لهم بالآخرةِ كصحنِ حساءٍ بين الكلمات .
وبدأبٍ مثل دأبكَ في ميدعةٍ طوال الليل ,تخيلتَ مُستعمرةً سيسميها الأوغادُ بلاداً
وقد شمَّروا عن سواعدهم على المائده .

الواحدُ يحمي ذاكرته ,
فينسى ما قد يحدثُ لو أن هبوباً يأخذهُ الى بيته فيراها ثانيةً
تلكَ البنت الحاملة ثوبَ زفافٍ بجناحين لتطيرَ معه
إلا أنه تهدَّمَ مع جدارٍ كان يصعدهُ ليراها
وبذا تهدمتِ الجدران
جدران البيت والحي ومدينتنا الى آخر ما يمكن وصفه بجدارٍ
في مملكةِ بابل
ياواحـــــدي

في ليلي
بينا أنا هادئٌ كسلالةٍ مُنقرضةٍ لا أهتزُّ كمبنى جرّاء مُفَجِّرةٍ
حلمتُ بظلٍّ يطاردُ شخصه
ثمَّ نشبتْ حربُ شوارعَ بينهما
فهرعتُ الى نافذتي
ياللدخـــــــــــان
لبستُ ثيابي على عجلٍ كي أتوسط بينهما
ولأجلِ الحيطةِ نظرتُ اليَّ في المرآة
فرأيتُ بأني ذات الشخص
وذاتُ الظل
وذات الحرب
ياظلالي المُلتهبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا