الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث لوحات، ومشهد فلسطيني جريح

علاء داوود

2017 / 3 / 1
القضية الفلسطينية


اللوحة الأولى .. محبوب العرب وكأس الوطن الناضح بالدم، لا بأس بل ولعله من لوازم الأمور أن نلتفت في هذا الظلام الدامس الى الثقافة والفنون بأنواعها، لعلنا نبتعد ولو قليلاً عما يُحيط من دماء ونيران مُشتعلة، ولكن يجدُر الإلتفات الى بعض التفاصيل في هذا المضمار الفني الحيوي جداً، كيف لا والإهتمام الرسمي الفلسطيني وسواه بات جلياً في كُل عام.

إن هذا البرنامج ليس مُحايداً في أعماقه ولا في كُل كلمة فيه، لن ندخل في تفاصيل المسابقات الفنية والغنائية، فقط تجدُر الإشارة الى القليل من السم في الدسم، والقادر على الإيقاع بالضحايا كيفما ولينا الوُجهة، "مقدم البرنامج للمتسابق الفلسطيني الفائز باللقب قبل الإعلان عن فوزه: أنت تُمثِل رمز التعايش والتسامح في الوطن العربي، في عالمٍ يحوي الكثير من التناقضات والتفرقة" !!، لماذا هذا الوصف ؟!، وفي أي سياق يُراد له أن يكون ؟!.

اللوحة الثانية .. اللامُبالاة بحق قضية الأسرى في سجون الإحتلال، سياسياً .. لعل الأولويات تُلقي بظلالها على المشهد، فتُزاح القضية الى الأدراج، شعبياً .. لا فرق كبير للأسف، لماذا هذا التجاهل المتفاقم بحق من يعوِلون فقط على مسار المقاومة والنضال ؟؟، لم يُغمضوا أعينهم ليلةً إلا وفيها الأمنيات باستمرار وامتداد الإنتفاضات كي ينعموا بشرف المُشاركة فيها أحراراً من جديد.

لماذا يُراد لهذه الإنتفاضات التزام التوابيت صهيونية الهوى ؟؟، في حين أنها كانت في تسارعها كالفلك في فضاءات الأكوان، كما ويُراد لهذه الأرض البقاء تحت نير التغني بأمجاد مضت، وتاريخ لن يعود إن بقيت حالتنا تُراوح مكانها، بل ويُساورها التراجع والتقهقر ويُمعن في مُداعبة نزواتها للمزيد من الخطى الثابتة ولكن الى الوراء.

اللوحة الأخيرة .. هُنا شاتيلا، بين جدران قد تُشبه أي شيء سوى الجدران، وتحت أسقُف لا تُجيد سوى تغطية الحقائق ومنع ارتداد الآهات كي لا تصل إلا الى الفضاء فتتلاشى، وبين عثرات القلوب في كل الطرق إلا طريق العودة الى فلسطين الضائعة، هذا ما يحياه حاملي صفة اللجوء في شتات الأرض على أرض الجارة الشقيقة لبنان، ابحثوا في سطور الخيام لتجدوا أمعاء الذاكرة مُعلقة في الهواء الملوث، وواصلوا البحث لتتبينوا الدماء الدافئة التي ما زالت تتنقل بين الطرق الوريدية الضيقة إذ تحمل الحلم والتساؤل في آنٍ معا، كم مرة ستسافرون ؟،والى متى ستسافرون ؟، ولأي حُلم ؟؟.

الى تراكُمات السطور من أسماء الشهداء سلام، الى القضية التي ما زالت حية بملء القلب في ثنايا شاتيلا سلام، الى كُل من فيها من حجر وإنسان، الى كُل من يسبح في ملكوت التيه فيها سلام، الى الذاكرة التي لن تخبو في أوردة ونبضات قلوب القابضين على جهنم سلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!