الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباق الدينى الرهيب فى مصر

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2017 / 3 / 2
المجتمع المدني


منذ ان قام أنور السادات بمساعدة التيار الدينى الاسلامى المتطرف في مصر في منتصف السبعينات من القرن الماضى حدث سباق رهيب بين السلطة والتطرف الاسلامى ايهما اكثر تدينا وتقوى لله .
فالسلطة قامت بعدة تغيرات لم تكن موجودة من قبل مثل قيامها تدريجيا بقطع البرامج في الإذاعة والتلفزيون لإذاعة اذان الصلاة في بعض القنوات الرئيسية وتدريجيا اصبح ذلك متبعا في جميع القنوات الحكومية والغير حكومية ...بالإضافة الى توليها تنظيم رحلات الحج والعمرة وتخصيص مبلغ وصل الى 11 مليار جنيه من خزينه الدولة للازهر وللتعليم الازهرى وهذا المبلغ مقتطع من ضرائب والدخل العام المصرى وليس من حصيلة التبرعات كما يحدث في معظم دول العالم للانفاق على النواحى الدينية .
اما على المستوى الاخر فالتطرف الدينى نجح في احداث تغبر شامل للهويه والثقافة المصرية , فكما يقول د .عصام العريان احد قادة الاخوان المسلمين :انهم قاموا في منتصف السبعينات بعمل حملة قويه بالجامعات المصرية لحجاب الطالبات ليرتفع نسبة التحجب من 2% الى اكثر من 90 % تحت سمع وبصر السلطة في عهد السادات واستمرت في عهد حسنى مبارك أيضا .
ولكى ينجح التطرف الدينى في التغلغل في المجتمع المصرى نشأت جمعيات دينية لا تعد ولا تحصى تحت مسميات مختلفة وكان بعضها مثلا يقوم بانشاء مستوصفات ومستشفيات علاجية في الاحياء الشعبية ومراكز لتحفيظ القران وبعضها كان لتسهيل الحج والعمرة وأصبحت هذه المؤسسات تنافس السلطة في سباق عنيف ..ايهما اكثر تدينا .
كما استغل التطرف الدينى التكنولوجيا الحديثة واستطاع تأجير عدد ضخم من القنوات التليفزيونية بالفضائيات لبث أفكاره المتطرفة لملايين المشاهدين ذوى الثقافة القليلة ولينجح بجدارة في تغير الثقافة والهوية المصرية تماما في خلال ثلاث او اربع عقود من الزمن ولتزيد مظاهر التدين المظهرى .
لقد اصبح تناول طعام او شراب في شهر رمضان في مكان عام محفوف بالمخاطر سواء على المستوى الشعبى او الحكومى لان الشرطة قد دأبت على عمل حملات على القهاوى والمطاعم التي تعمل في نهار رمضان في تدخل سافر لحرية الموطن الشخصية وعلى ضرورة اخضاع الكل للمظهر الدينى المفترض .
لقد دفع المواطن المصرى البسيط الثمن باهظا نتيجة هذا السباق الدينى الرهيب بين السلطة والتطرف الدينى وبدلا في ان يكون السباق في العلم او تحسين الأداء الادارى العام للدولة والمجتمع ,كان السباق في مضمار جعل مصر تعيش في زمن العصور الوسطى في اوربا عندما كانت الكنيسة هي المتحكمة في الدولة وتخلفت اوربا حتى أطاحت الثورة الفرنسية بهيمنة الدين على الدولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا