الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقابلة مع أسقف أوربا السرياني النسطوري عبديشوع أوروهوم

موفق نيسكو
(Mowafak Nisko)

2017 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقابلة مع أسقف أوربا السرياني النسطوري عبديشوع أوروهوم

في 23/2/ 2017م جرت مقابلة مع الأسقف السرياني النسطوري عبديشوع أوروهوم أسقف أوربا لكنيسة المشرق التي سُميت آشورية سنة 1976م.

http://www.ankawa.org/vshare/view/10305/marawraham/

رغم أن الكنيسة النسطورية هي حزب سياسي أكثر من كنيسة مسيحية، لكن من الإنصاف القول إن الأسقف عبديشوع قياساً ببقية أساقفة كنيستةُ يعتبر معتدلاً، لكن مشكلته، أولاً أنه ضعيف في مادة التاريخ، وثانياً يبدو أنه ضعيف أمام السياسيين من أبناء كنيسته، وثالثاً يبدو أن من شب على شئ شاب عليه، وللتعليق على مقابلته أقول:

1: يعترف الأسقف بشجاعة أن كنيسته سميت آشورية سنة 1976م، ولم يرد الاسم الآشوري عليها في كل التاريخ.
تعليقي: كلامه صحيح، إذ أن الانكليز سمَّوا قسم من السريان الذين ينحدرون من الأسباط الضائعة العشرة من اليهود تحديداً، واعتنقوا المسيحية فيما بعد بصورة شكلية، وهم السريان النساطرة الذين عاشوا منعزلين في الجبال تحديداً فسمَّاهم الانكليز آشوريين سنة 1876م، لغرض استعماري هو إقامة دولة آشورية شمال العراق لتحقيق حلم إسرائيل الثاني من الفرات.

2: يتكلم الأسقف عن المحبة والوحدة ويقول: إن السريان والآشوريين والكلدان هم أمة واحدة. وهو كلام جميل، ولكن.
تعليقي: لا توجد في العالم امة بثلاث اسما، وهو أمر مضحك، ومع أننا أثبتنا بشكل دامغ أن الجميع اسمهم سريان فقط، ولغتهم هي السريانية (الآرامية)، إلاَّ أننا نقدر ظرف المطران لأنه لا يستطيع أن يقول غير ذلك، ولكن:

أ- إذا كان الأسقف ذكر بعض أسماء كنيسته في التاريخ: المشرق، الشهداء والفارسية، ألم يكن الأجدر به والأولى أن يذكر اسم كنيسته الأم في التاريخ، وهو السريانية التي هي أشهر من علم؟، خاصة أن الأسقف ذكر أمام ملك السويد وبالانكليزية كلمة أشور مرتين، الأولى قصد بها بلاد آشور القديمة، لكنه اعترف أن لغة الكنيسة والنساطرة هي السريانية، وميز تميزاً واضحا بين كلمتي سريان وآشور، وتفاخر الأسقف أن النساطرة ومنهم الجاثليق تيمثاوس أنه ترجم من السريانية، والأغرب من ذلك قال: إن أقرب كنيسة له هي أنطاكية التي كانت لها الرئاسة الأولى، ولا اعرف ماذا كان ولا زال عندما يسمع أي شخص مسيحي أو مسلم أو غيره له قليل من الاطلاع في تاريخ الكنيسة، ماذا يعني اسم أنطاكية؟، وهل له معنى مقترن به غير السريان؟.

ب- ومع أن اسم الكلدان أيضاً حديث مثل الآشوري، ولكن ألم يكن الأجدر والأولى بالأسقف أن يذكر أن كنيسته سُميت بالكلدانية أيضاً، حيث في فترة الاضطراب بعد القرن السادس عشر انفصل قسم من السريان الشرقيين واعتنقوا الكثلكة، فتم تسميتهم كلدان، فاستُعمل النساطرة اسم الكلدان، وختم بطريركه ايشاي هو بطريرك الكلدان إلى سنة 1976م.
أم أن اسم الكنيسة الفارسية الذي ذكره أهم من أسي السريان والكلدان الذي قال إننا واحد؟، وأرفق وثيقة من كنيستهُ اسمها السريانية، وكذلك أرفق ختم كنيسته باسم بطريرك الكلدان:

http://karemlash4u.com/up/download.php?img=81960

3: يقول الأسقف: إن كنيستنا موجودة قبل نسطور.
تعليقي: كلامه صحيح، ولكن، لم يقل لنا الأسقف ماذا كان اسم كنيسته قبل، وحتى بعد نسطور.
وبهذه المناسبة أُهدي الأسقف الجواب من آباء كنيسته وأرجو منه أن يحترم ما قاله آبائه، وأرفع وللمرة الأولى مخطوط القس صليبا يوحنا الموصلي لسنة 1332م الذي يقول فيه: (إن النساطرة قومٌ، اسمهم السريان)، وأرجو ملاحظة أنه يستعمل قوم، ولا اعتقد أن كلمة قوم معناها (قِفْ)، بل معناها قومية، وهذا المخطوط ذكره البطريرك النسطوري اوراهام روئيل (1820-1860) للقس بادجر ( Nestorians and their rituals The، النساطرة وطقوسهم، ج2 ص127/ انكليزي)، والجدير بالذكر أن القس صليبا لاعجابه باسم السريان لأنه اسمه الحقيقي، قام بترجمة كتاب ميخائيل أسقف آمد وميارفين السرياني" الإقرار والأمانة التي يعتقدها النصارى السريان المشارقة "، من السريانية إلى العربية (كوركيس عوَّاد، الأصول العربية للدراسات السريانية، ص58)، وأرفق المخطوط لأول مرة:
http://karemlash4u.com/up/download.php?img=81959

علماً أن المخوط مكتوب بالعربي من القس صليبا، ومعروف أن العرب شكَّلوا عدداً كبيراً في كنيسة المشرق، و75 بالمئة من كتابهم بما فيهم جثالقة كتبوا بالعربي، فمنذ زمن الجاثليق صليبا زكا (714-728م) حلَّت العربية محل السريانية كلغة عامة للنساطرة في بين النهرين، وفي عهد البطريرك إيليا (10428-1048م) أصبحت العربية اللغة الرسمية للمسيحيين، وبقيت السريانية لغة طقسية (كريستوف باومير ،كنيسة المشرق ص176. والكتاب موَّقع من البطريرك النسطوري دنحا)، وسننشر مقالاً مفصلاً مستقبلاً عن هذا الأمر.

إلى هنا انتهت فكرة المقال وبما أن مقالي ليس طويلاً جداً، أود أن أبين كيف يزوِّر النساطرة التاريخ، ومنهم رجال دين.

في كلمته أمام ملك السويد في 8 سيتمبر ذكر الأسقف النسطوري عبديشوع (هكذا يُسمِّي كنيسته بنفسه) كلمة الآشوريين مرة ثانية، وقال: إن المسيحيين شكَّلوا دار الحكمة وكان من رواده حنين بن اسحق الآشوري، وأرفق الكلمة:

http://karemlash4u.com/up/download.php?img=81958

وأنا أضع كلام الأسقف أمام الجميع مسيحيين ومسلمين، وجميع منصفي العالم، هل قرأ أحداً منكم أن حنين بن اسحق العبادي الذي أصله عربي من الحيرة كان آشورياً؟. على الأقل كان على الأسقف جعل تميثاوس آشوري، وذكر حنين بن اسحق فقط، لعل (الأمر! احتراماً لزيه الكهنوتي) كان سيُصدق أسهل، ومن جهة أخرى، ما هو دخل حنين بن اسحق إن كان آشورياً أم كردياً؟، فلو افترضنا جدلاً أن دار الحكمة وحنين آشوريين، فهذا اسم تاريخي لمؤسسة، فنزلاء فندق آشو وجنود فرقة نبوخذ نصر لم يكونوا آشوريين وكلدان. أنت تتحدث عن افتخارك بمترجمين مسيحيين من وإلى اللغة السريانية.

وأرجو من السيد الأسقف أن يرفق لنا مصدر يذكر حنين بن اسحق الآشوري، وقبل سنة 1876م، وما أدراك من هو حنين والمصادر عنه.

وهنا أود أن أبين أمراً هاماً للسيد الأسقف ليس قصده التبجح: في كتابي القادم " بدعة الغرب لبعض السريان بتسميتهم آشوريين وكلدان"، قمتُ بترجمة حوالي خمسين صفحة من الانكليزية للعربية لكتب مهمة، منها كتاب الأستاذ السرياني النسطوري جون جوزيف "الآشوريون الجدد في الشرق الأوسط"، الذي يُفنَّد إدعاء النساطرة أنهم آشوريين، ويقول إنهم سريان، وفي إحدى الصفحات قرأت عن مخطوط القس صليبا، والمصدر هو القس بادجر سنة 1850م، فذهبت إلى كتاب بادجر، ولم أجد نص المخطوط، بل وجدتُ أن البطريرك ذكره لبادجر، بحثتُ (عفوا كتبتُ، فتشتُ) في الكوكل عن صليبا الموصلي، فلم أجد له إلا كتابين، واحد نافذ والآخر في مكتبة واحدة في الأردن، اتصلت بأحد الأصدقاء وذهب لشرائه لي وشحنه، ولم أجد المخطوط لأنه كتاب صغير جداً، ولكني واصلت البحث في المخطوطات السريانية (عفوا التفتيش، أو الإطلاع)، وأخيراً وجدته في مخطوطات العلامة السرياني الكبير ألفونس منكانا.

وأنت كأسقف يساعدك كثيرون ولا يعترض عليك أحد إذا كتبت أنك باحث أو مؤرخ حتى لو قلت إن الفحم أبيض، وليس مثلي أنا العبد الضعيف أقل منك مقاماً وعلماً وبحثاً (بالنسبة لي تفتيشاً أو إطلاعاً)، فكن ذو مصداقية وأذكر لنا المصدر عن حنين بن اسحق الآشوري. ويا ريت تجيبنا عن تعليقتنا أيضاً ورأيك بالمخوط وهو واجد من عشرات المخطوطات التي رفعتها وبكل اللغات منها لغتك السريانية الأم كما تعترف بها. وكذلك رأيك في كل ما ورد في المقال،

ملاحظة 1: إن طريقة تفتيشي أو اطلاعي تُسمى علم الأصول التاريخية، وهذا العلم يعود الفضل باختراعه إلى كُتَّاب الحديث المسلمون مثل البخاري والترمذي، الذين حباً برسولهم راحوا يبحثون عن كل حديث لقائلهِ الأول، وطوَّر العلم ابن خلدون قائلاً: فتش ثم قَمِّشْ، أي ابحث ثم خيِّطْ، ثم طوَّر الغربيون وغيرهم هذا العلم أكثر.
ملاحظة 2: السيد الأسقف: بالسرياني والإنكليزي والعربي والستسكريتي: اسم كنيستك هو السريانية، وليس الآشورية.
وأخيراً أقول للقراء الكرام: إذا كان هذا الأسقف المعتدل هكذا، فما بالك برجال سياسة بزي كهنوت كالمزور الأسقف ميليس أو عمانويل يوسف؟. وقد كتبنا عن المزوِّر ميليس، وترقبوا مقال عن عمانؤيل.
وشكراً
موفق نيسكو











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س