الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي في تونس على محلك التجربة وعلى ضوء سيرة ذاتية

سفيان الحداد

2017 / 3 / 3
سيرة ذاتية


الاسلام السياسي في تونس على محلك التجربة وعلى ضوء سيرة ذاتية :
حين كنت حدثا قاصرا تماما عن التفكير "ابتليت" بالايمان في غفلة مني سربه الي شيخ ساكن بالجوار ومؤذن مسجد "السلام" في اثناء اليتم من الاب والحاجة الى بديل ....حتى اذا ما استتب أمن الايمان طاف علي طائف جاءني خلسة في وقار أخ اكبر ....ورويدا رويدا وباسم الله الرحمان الرحيم وبمناسبة سورة العصر وحلقات يوم السبت اثر صلاة المغرب تسلل الى قلبي ليخليه من حلم الاطفال وطموحات الشبان ويسكن الشيخ راشد ...اذ كان هذا الرجل يعاني من "ازمة سكن" فانبرى يسكن قلوبا وافئدة في حلاوة الايمان ومكانة الاسلام ....وفي الامة الاسلامية ...وفي المشروع الاسلامي والدولة الاسلامية .....صار الشيخ راشد في قلبي وسائر قلوب الانصار بعد الرسول والصحابة وقبل الوالدين والبنين والحفدة ....حين عفا عنه بن علي وجاء الى محافظة صفاقس انتظرناه كما نجم في السماء اذ بورقيبة قد هوى....وجعلت أردد على غرار الكبار " يا غنوشي سير سير هذا عهد الجماهير"....الشيخ راشد كان يتحدث الينا في اشرطة مسموعة خلسة .... يتحدث عن الفقراء والجائعين فيذهب معهم الى الأسواق بينما جيوبهم كفؤاد ام موسى وافئدتهم هواء والسلع للاستعراض فيذهبون معه ...كل الكبار ذهبوا وصدقتهم كما صدقهم بقية الصغار رغم دموع الآباء ....ذهبت بعيدا ...بعيدا حتى كبرت وتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وكنت قد ذهبت عني وضللت عن طفولتي وعن انسانيتي ثم غيبت عن العالم ...فلما هممت بالعودة اليه ضحك الناس من دراهمي ....وسألوني عن زمني ثم تركوني اهرول بين الكهف وهذا العالم .....اندادي من ذاك الكهف كثر ...منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ....ومنهم من تفطن في غبائي وغباء اخوته ... في ركام هذا الغباء يعود الشيخ راشد كما صدمة ....الغنوشي وهو يحكم كما لو انه ما أسلم وان صلى على الرسول في الاعلام بما لم يعد يلزم وهو الذي ترك الهوية للناس وتمسك بأن يحكم ....الغنوشي الآن وهو يهمش الفقراء باسم الثورة ويتنكب لهم ويعود عليهم باللائمة على قلة فطنتهم على غرار الاغنياء وعلى تواكلهم على الوظيف بعد ان اقتات بالامس من تدريس الفلسفة في زمن بورقيبة يصير في ميزان الايمان ضررا على الاسلام وفي ميزان الانسان لا يقررأن قيمة الحرية هي جوهر الانسان مطلقا الا من أخلص قلبه للسلطة ....بينما لا معنى للحرية اصلا الا بما تقوم به كرامة الانسان أي قوته .... الحرية اذا انقلبت الى تجويع تتحول طبيعيا الى عدو وهذا ليس عيبا اخلاقيا ..انما هو السلوك الطبيعي للشخص السوي .الاسلام السياسي وهو يستعدي كرامة الانسان باسم الحريات او باسم الاسلام يتحول الى خلية سرطان في جسم ايمان الفقراء فالجوع لا دين له ولا حزب تماما كما الحب الذي تقتله السياسة باسم الرب ...راشد الغنوشي يحول عقبة بن نافع الى مهاجر غير شرعي ويحول الرسول الى شيطان محترف. الايمان بدءا يكفله الضمير ولغز الفناء والوجود على حد السواء واما رجال الدين والسياسيون فرغم الصخب هم دخلاء...والايمان في جوهره لادين له ولا باس من ان يكون له دين يتجند أصلا للانسان والا فعبث هو...والايمان أيضا في جوهره لا يقوله السياسيون بل الانسانيون ...هؤلاء وان يرحبون بالحرية فلا يكون ذلك على حساب الكرامة بأي وجه من الوجوه....الانسانيون يولون وجههم قبلة الانسان فلو خيروا بين الاستبداد الضامن للكرامة وبين الديمقراطية الجالبة لخراب البيوت سيخيرون ذلك الاستبداد ولا يتحرجون....بعد ست سنوات استحال الاسلام السياسي الى عبء على التونسيين الاسوياء بينما مجانين السلطة يواسون الفقراء بالبرامج التنموية الاستعراضية وفي المساجد بسورة الواقعة والتفاؤل ....لا بد من الفصل بين نخبة الشعب وشعب النخبة وبين شعب الحريات وشعب الكرامة ....هذان فريقان في صمت يقتتلان....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل