الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة

ماجد عبد الحميد الكعبي

2017 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس عبثا او ترفا عقليا او كلاما انشائيا للاستهلاك الذي ندعو اليه بل هو مشروع يستند الى الملاحظة والتجربة والمعايشة في تشخيص القضايا الملحة لتحديث المناهج وطرائق التدريس ، منطلقا من قاعدة علمية رصينة تسندها النظريات العلمية والتجارب العملية المطبقة في مختلف الجامعات الغربية حاليا.
لان الامر لم يعد خافيا ، فمستوى التعليم في العراق قد اخذ بالتدنى مع الوقت الى درجات حرجة ولا سيما التعليم العالي. وعلى وفق الناموس الطبيعي للحياة ، فالمفروض ان يتطور التعليم بتراكم الخبرة والتجارب والبناء المتواصل لكن الحاصل مع الاسف الشديد هو ان مسيرة التعليم تسير بالاتجاه المعاكس نحو المجهول. ان اصلاح التعليم لا يتطلب معجزة لكي نشرع بطرق صحيحة ومنهجية باصلاحه و التي – حتما - ستتطور مع الزمن لنرتقي بمستوى التعليم في العراق الى سابق عهده ان لم يكن افضل منه. لاننا اليوم نعيش في بحبوحة من الحرية الفكرية والاعلامية التي تسمح لنا ان ننتقد النظام التعليمي فضلا عن السياسي.
واذا اردنا ان نقارن بين حقبتين على وفق معادلة (ما قبل – ما بعد) سقوط النظام في العراق يتضح ان لكل مرحلة ايجابياتها وسلبياتها لكنهما يشتركان بسمة واحدة قد تهدد النظام التعليمي وتسبب في تخلفه وتراجعه ، تلك هي المركزية التي تعد شكلا من اشكال النظام الدكتاتوري. فكل شي يتعلق بالتعليم بدءا من اقرار المناهج الدراسية وانتهاء برسم سياسات التعليم تتم صياغته في المركز ويتم تنفيذه في الاماكن الاخرى واذا ما تم استدعاء المسؤولين عن التعليم في المحافظات لاخذ ارائهم حول تلك الامور فان حضورهم ومقترحاتهم سيكون مصيرها الاهمال بدلالة ما ينقله الذين يحضرون اجتماعات تعديل المناهح الدراسية.
نعم لقد سقط النظام الدكتاتوري بمعنى انه قد فقد السلطة لكن الفكر الدكتاتوري والتصرفات والسلوكيات الدكتاتورية لازالت تعشعش بالمؤسسات والمرافق الحيوية في البلاد بل لقد تعزز دورها في ظل تشظيات الدكتاتورية المركزية السابقة الى دكتاتوريات ومحميات صغيرة. وقد لا اكون مبالغا اذا قلت : ان احد الاسباب الرئيسة وراء التدهور السريع للتعليم هو سيطرة الجاهل المطيع الوادع الذي يتنعم بخيرات المنصب ومميزاته والصادح بتمجيد سيده الدكتاتور الاكبر على المفاصل المهمة في التعليم العالي. قطعا هذا الجاهل الصاعد الى مكان لا يستحقه سيكون اداة طيعة بيد سيده الامر الناهي وما اكثرهم.
نعم لقد تخلصنا من الحكم الدكتاتوري شكليا ولكن مع الاسف الشديد ان الثقافة الدكتاتورية لازالت تحكم نظامنا التعليمي وتحتكر اتخاذ القرارات وتصادر حقوق الكفاءات الاخرى . نحن نعيش في ازمة حقيقية حيث كل الاطراف تتهم بعضها البعض بالقصور، لكن الطالب وحده يمكن ان يخرج من دائرة الاتهام لاننا تلقيناه غضا فقومناه معوجا . لقد بات الامر محزنا وموجعا ونحن نرى كيف تتم عملية تحطيم القدرات الشابة والطاقات الكامنة لشبابنا في الجامعة بعدما تحولت الجامعة الى مكان للاسترخاء والاستمتاع بقضاء الوقت في اروقتها لان النجاح السهل بات مضمونا بحمد الله !
كنا في زمن الطاغية نشكو من قلة الدخل الشهري للاستاذ الجامعي ومع ذلك فقد كنا نعمل لساعات اطول وبتفان اكبر. أما اليوم فقد تزايد عدد الاساتذة الى الضعف وازدادت مدخولاتهم الشهرية اضعافا ولكن قلت ساعات الدوام ووهنت العزيمة فاصبح الاستاذ الجامعي والطالب معا يبحثان عن الاسترخاء !
ربما يطرح سؤال : لماذا هذا التفاوت في العمل بين الحقبتين؟ فاقول : كنا نعمل بوازع من الضمير وحبا في المعرفة وخشية من النظام . واصبحنا اليوم في زمن الحرية لانخشى احدا فالدخل مضمون ونظام العقوبات غير مفعل في غياب شبه تام للضمير. ثم ماذا ننتظر من المسؤول الضعيف علميا واداريا غير تمشية الامور والقول : "يامعود هي خربانة!"
انها جرائم خطرة باتت تقترف بحق التعليم لا تقل خطورة عن الفكر الداعشي ولكنها غير مرئية بشكل يلفت النظر حيث اعتادت الناس على مشاهدتها والتاقلم معها يوميا ، ولكن الذي يأتي من بيئة علمية وادارية مختلفة ولا سيما من الغرب يشعر بهول الخطر والنسبة الهائلة من التفاوت بين مستويات التعليم هنا وهناك. ارجوكم ، لا تبرروا فشلكم بالوضع الامني والمادي وكونوا منصفين وموضوعيين ولو لمرة واحدة واعترفوا بذنبكم وقولوا : نحن مقصرون لاننا لا نمتلك الرؤية ولا القدرة ولا الامكانية التي يمكن ان نستغلها في الحد من التدهور الحاصل. لان مشكلة التعليم في العراق ليست مالية ولا امنية انما هي بالدرجة الاولى مهنية ، ادارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #